تعقدت الأمور على المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، بعد الهزيمة الجديدة، التي مني بها ريال مدريد على يد ريال سوسييداد بنتيجة 3-1، ليخسر الكثير من اللاعبين، رصيدهم لدى زيزو، الذي تعامل مع المباريات الماضية، على أنها فرصة أخيرة لمن يريد أن يثبت أحقيته في التواجد في مشروعه الجديد.
ومنذ يومه الأولى في ولايته الثانية، أظهر العبقري الفرنسي نواياه بوضوح للجميع، مؤكدا أن باب مشروعه الجديد ما زال مفتوحا على مصراعيه أمام الجميع، حتى لا يظلم أحد بالطرد من جنة "سانتياجو بيرنابيو"، مع إطلاق صافرة نهاية الموسم المأساوي، الذي تجرع فيه الفريق من مرارة الهزيمة 11 مرة حتى الآن على مستوى الليجا.
بعيدا عن ظهور ملامح الطلاق الأخير بين الويلزي جاريث بيل واللوس بلانكوس، خاصة بعد موقفه الصادم الأخير، بالتقدم بطلب للحصول على عطلته الصيفية بعد الهزيمة المذلة أمام رايو فاليكانو الأسبوع قبل الماضي، والذي على إثره يواجه شبح الإذلال في النادي، بإرساله لفريق الكاستيا، كرسالة واضحة أنه غير مرغوب فيه، فناك أيضا، مؤشرات لانتهاء بعض الوجوه، التي كان يعدها فلورنتينو بيريز، لمشروع شباب المستقبل.
Getty



صحيح بطل العالم 1998، ادعى في أكثر من مقابلة صحافية، أنه لا يملك صلاحيات تغيير جلد الفريق بالكامل، إلا أن المتابع البسيط يفهم جيدا، أن المدرب يراوغ الصحافيين والإعلام، ليعطي إحياء بأنه لا يوجد خطة لإعداد جيل جديد، بعد إصابة جيل "لا ديسما" بالشيخوخة الكروية، بتقدم أعمار جُل العناصر التي حققت الأبطال 3 مرات متتالية أو 4 مرات في آخر 5 سنوات.
واحد من أبرز الذين يستعدون لحمل حقائبهم، هو الأعسر داني سيبايوس، الذي يواجه نفس مصيره في موسمه الأول مع الريال تحت قيادة زيدان، فمنذ عودة الأخير، معها تقلصت دقائق مشاركة المدافع الإسباني، أولا بجلوسه على مقاعد البدلاء، ومن ثم استبعاده من قائمة الـ18 لاعبا، كما حدث في آخر مباراتين.
ثاني المرشحين لمغادرة النادي أو الخروج على سبيل الإعارة، المدافع الأيسر ريجيليون، فبرغم إجادته مع المدرب السابق سانتياجو سولاري، إلا أنه ما زال بحاجة لمزيد من الخبرة، التي تؤهله لتحمل ضغط ارتداء قميص نادي القرن، ويبدو واضحا، أنه لا يوازن بين الأدوار الهجومية والدفاعية، تغلب عليه حماسة الشباب، بالاندفاع كثيرا إلى الأمام، وبطبيعة الحال بعد الموسم المخيب لآمال الجماهير، هناك احتمالات كبيرة، أن يعزز زيزو مركز الظهير الأيسر، بمنافس حقيقي لمارسيلو على هذا المكان، إذ لم يكن الدولي البرازيلي ضمن قائمة مذبحة النجوم المنتظرة.
أيضا من الأسماء المرشحة لعدم الظهور الموسم المقبل، أو ربما مواجهة المجهول، حال تمت صفقة انتقال بول بوجبا للنادي الملكي، وهو اليافع ماركوس لورينتي، هو الآخر يعيش مأساة داني سيبايوس، ما بين الجلوس على مقاعد البدلاء وعدم الاستخدام، أو الخروج من قائمة الـ18، باستثناء ظهوره الوحيد كأساسي في ليلة السقوط أمام رايو فاليكانو.
الأمر ينطبق كذلك على فيدريكو فالفيردي، ربما يذهب لنادٍ آخر على سبيل الإعارة أو يعود لفريق الكاستيا بعد قدوم إدين هازارد، إلا إذا كانت هناك خطة لاستكمال مقامرة الاعتماد على الشباب، حفاظا على الأموال، لتمويل مشروع تجديد الملعب الجديد، وهذا يبدو الاحتمال الأضعف، لعدم تحمل جماهير الريال، الخروج بموسم صفري آخر، خاصة بعد التدفق الهائل في الخزينة، بالحصول على ملايين طائلة من عقد تجديد الرعاية مع شركة الملابس الرياضية.
