Eriksen Conte Cuper RonaldoGoal Ar / Getty

عناد أتى بكارثة .. هل يكرر كونتي سيناريو كوبر ورونالدو؟

تمر الأيام وتستمر معاناة كريستيان إريكسن في إنتر، صانع الألعاب الذي كلما ذهب لمعسكر بلاده يتألق بألوان المنتخب الدنماركي، ولكن في إيطاليا يكون محظوظاً لو أعطاه أنطونيو كونتي بعض الدقائق في المباراة.

يملك إنتر سجلاً حافلاً من سوء التعامل مع النجوم، أندريا بيرلو، كلارينس سيدورف، ليوناردو بونوتشي، والقائمة تطول وتطول، ولكن وضعية إريكسن الحالية تجلب للبال سيناريو مشابهاً عاشه النجم والظاهرة رونالدو بالألوان الزرقاء والسوداء.

لنعد بالذاكرة إلى بداية الألفية، وقتها عين ماسيمو موراتي الأرجنتيني هيكتور كوبر مديراً فنياً بحثاً عن كسر صيامه عن البطولات، المدرب الأرجنتيني أتى من فالنسيا ومعه صفقات ليست بالمعتادة للنيراتزوري، فبعد التعود على أبرز الأسماء في أوروبا والعالم، فضل كوبر ضم لاعبين من شاكلة محمد كالون، أوكان بوروك، وإيمري بيلزوجلو.

الموضوع يُستكمل بالأسفل
Hector Cuper Former Valencia FC and Internazionale coachGetty

كان توجه كوبر واضحاً، الالتزام التكتيكي قبل أي شيء، وحتى المهارة، صفات جعلت من نيكولا فينتولا وكريستيانو زانيتي وآخرون يلعبون أساسيين، وهي نفس الطباع العنيدة المشابهة لمدرب النيراتزوري الحالي كونتي الذي يميل للجماعية واللاعبين المقاتلين من أمثال نيكولو باريلا وأرتورو فيدال.

كان في ذلك الوقت رونالدو يتعافى من الإصابة القوية على مستوى الركبة، مما كلفه الغياب عن نصف الموسم الأول لكوبر، ومع عودته وجد نفسه على هامش الحسابات وهو القائد والنجم الأبرز ليس فقط لإنتر، ولكن في العالم أجمع وقتها.

اصطدم الظاهرة بحسابات كوبر الدفاعية والتكتيكة المعقدة، ثم جاءت صدمة الخامس من مايو 2002 وخسارة لقب السكوديتو في النفس الأخير على يد لاتسيو ليقرر رونالدو مواجهة موراتي بخصوص مستقبله.

Ronaldo Cuper Embed onlySocial

خيّر رونالدو رئيسه الذي كان بمثابة الأب له بين استمراره الشخصي بقميص إنتر أو رحيل كوبر، القرار الذي اعترف بعد ذلك بعدم صحته بأن يجبر رئيسه على الاختيار هكذا، ووقع اختيار موراتي على مديره الفني وضحى بنجمه الأبرز وباعه لريال مدريد، الأمر الذي بسببه حتى الآن تصنف جماهير إنتر النجم البرازيلي على أنه خائن.

استمر كوبر وقاد إنتر لمركز ثاني في الدوري ونصف نهائي دوري الأبطال في الموسم التالي، ثم بعد أقل من ثلاثة أشهر بموسمه الثالث قرر موراتي إقالته بسبب سوء المستوى الفني وخططه العقيمة التي جعلته مثار انتقاد الجميع.

الآن إدارة إنتر أمام وضعية صعبة، إريكسن الذي دخلت بسببه مفاوضات شاقة يناير الماضي لم يقدم المعهود والمطلوب، ويبدو جلياً أنه لا يدخل في حسابات كونتي ولا يناسب أفكاره.

Christian Eriksen Inter 2020-2021Getty Images

اقرأ أيضاً .. إريكسن .. ورقة إنتر السحرية التي أبطل كونتي مفعولها

التخوف الأكبر في مخيلة مشجعي إنتر هو أن يتم بيع إريكسن ويتألق مع فريقه الجديد كما هو متوقع، ثم بعد أشهر قليلة في نهاية الموسم يرحل كونتي لسببٍ أو لآخر كعادته، وهو المدرب الذي لم يستمر مع أي فريق أكثر من ثلاثة أعوام.

في 2002 اتخذ موراتي قراراً صعباً بحثاً عن الاستقرار عندما قرر التضحية برونالدو من أجل كوبر، والآن زهانج وماروتا أمام وضعية شبيهة، إريكسن والمستقبل، أم رهان محفوف بالمخاطر مع كونتي؟ شهر يناير على بعد أيام قليلة وقريباً سيكون الجواب جاهزاً.

إعلان