Cristiano Ronaldo Juventus Fiorentina

كالتشيو ثامن على التوالي.. ما السر وراء سيطرة يوفنتوس المطلقة؟


يوسف حمدي    فيسبوك      تويتر


يوفنتوس يهبط إلى دوري الدرجة الثانية على إثر فضيحة الكالتشيو بولي، يوفنتوس يعود إلى السيري آه،  يوفنتوس يتعاقد مع لاعبين كأولوف ميلبيرج وأماوري من أجل إعادة بناء الأمجاد، يوفنتوس يحارب من أجل المركز السابع، يوفنتوس يفتك لقب الدوري الإيطالي من ميلان، يوفنتوس بطلًا للكالتشيو للعام الخامس على التوالي، يوفنتوس يتعاقد مع أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو، يوفنتوس يواصل هيمنته على إيطاليا ويتوج بالكالتشيو للمرة الثامنة على التوالي.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

هذه عناوين صحفية استخدمتها الصحف الإيطالية منذ 2006 وحتى اليوم، في آخر 8 سنوات كانت الأمور كلها في صالح يوفنتوس، وهذا يتنافى تمامًا مع ما كان قبلها، ما كان من 2006 وحتى 2011 والذي لم يكن يؤشر على أي شيء إيجابي فيما يخص المستقبل.

يوفنتوس لم تنتقل ملكيته إلى أي مستثمر، لم يدخل عالم الاستثمار أصلًا، لقد صنعت منظومته الأموال ولم تصنع أمواله المنظومة كما هو شائع في أندية أخرى، ورغم أن يوفنتوس يظل محور اتهامات من الكثيرين بسبب بعض البطولات التي يطعن منافسيه في صحتها، إلا أن الجميع لا يستطيع إنكار أن رحلة البناء بدأت دون أي إعانة خارجية.

الأسباب في ذلك رجعت إلى مشروع مدروس، ذلك الذي بدأه أندري أنييلي منذ فشل موسم 2012، حين استعان بالمدير الرياضي الذي أحدث طفرة مع سامبدوريا جيوسيبي ماروتا، ومن ثم انضم بافيل نيدفيد إلى الإدارة لتكتمل الثلاثية التي قادت يوفنتوس نحو أمجاد الحاضر.

في البداية قرر الثلاثي بناء ملعب جديد بدلًا من التكاليف الباهظة التي يتكبدها النادي من أجل استئجار ملعب ديلي ألبي طوال الموسم، فجاء ملعب يوفنتوس ستاديوم الذي أصبح اليوم من أهم ملاعب العالم، وكان النواة الأولى في كيفية توفير النفقات.

تواجد ماروتا الذي أبدع في اكتشاف نجوم مثل كاسانو وباتزيني وآخرين مع سامبدوريا جعل يوفنتوس محطة لاستقطات اللاعبين الشباب واللاعبين الذين تخطوا الثلاثين ولا ترغب أنديتهم في تجديد عقودهم، في هذه الفترة كان الوضع في إيطاليا يشير إلى كون الجميع يلجأون إلى الصفقات المجانية، ولكن في الوقت الذي كان يشتري فيه إنتر بيابياني وبلفوضيل ويشتري فيه ميلان ماتري وكونستانت بأموال حتى وإن كانت قليلة، كان يوفنتوس يتعاقد مع بيرلو وبوجبا مجانًا، وبونوتشي وفيدال وكوالياريلا وجيوفينكو وجياكيريني وليشتشتاينر بأموال لا تكاد تذكر، والسبب وراء ذلك هو فارق الإدارة الرياضية بين يوفنتوس وآخرين.

اختيار يوفنتوس لمدربيه كان أيضًا شيئًا مميزًا، فهو لم يذهب حينها إلى أنشيلوتي وجوارديولا ومورينيو والأسماء التي تشغل ساحة الكبار، بل راهن على أنطوينو كونتي في وقت لم يكن أحد يرشحه إلى منصب كهذا، وبعد الخلاف معه جاء الرهان على مدرب ميلان المقال والملقب بالفاشل ماسيميليانو أليجري.

الحلقة الأخيرة من رحلة انتقال يوفنتوس من الدرجة الثانية إلى مصاف الكبار مرة أخرى كانت في تأكيده على قوته الشرائية، والتي كانت دافعًا وراء كثير من صفقاته، حيث تعاقد مع جونزالو هيجوايين مقابل 91 مليون يورو، وذلك ليس لأنه أفضل مهاجم في العالم، ولكن لأنه نجم الفريق المنافس له ــ نابولي ــ وهداف الكالتشيو التاريخي في موسم واحد، فالتعاقد معه سيكون تأكيدًا لقدرة يوفنتوس على دفع الشرط الجزائي لأي لاعب في إيطاليا، وعلى انتزاع أي نجم من أي فريق منافس يريده، وعلى دفع ما يقارب الـ 100 مليون يورو في لاعب واحد.

ذلك الدافع تكرر في التعاقد مع كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم والذي يصل أجره إلى حوالي 6 أضعاف أعلى راتب في الدوري الإيطالي، والذي يزن اسمه وحده الكثير، وبالطبع كان هناك هدفًا كرويًا في حل أزمة الهجوم والحسم والتتويج بدوري أبطال أوروبا وما إلى ذلك، ولكن السبب الرئيسي كان انتزاع القاعدة المالية والجماهيرية التي يخبئها رونالدو خلفه.

كريستيانو رونالدو.. عن الشبح الذي يبدو مرعبًا تحت الضغط

خلاصة الأمر أن يوفنتوس قاد مشروعًا حقيقيًا من نقطة بداية إلى الآن، لم يكن مدعومًا بأموال يصرفها هنا وهناك من أجل ملء الفريق بالنجوم، بل صنع الميزانية ومن ثم صنع المنظومة وصنع بينهما النجوم، ليستحق كل ما حققه حتى الآن، في انتظار إنهاء لعنة اللقب الأوروبي.

إعلان