Gian Piero Gasperini AtalantaGetty Images

قصة أتالانتا.. إلى أين يذهب مشروع جاسبريني؟

في الوقت الحالي يدور الحديث حول أتالانتا في اتجاهين، إما التساؤل عن أسباب النجاح المحلي والفشل الأوروبي، وإما السؤال حول إلى أين سيذهب الفريق في الفترة المقبلة، نحن سنذهب مع السؤال الثاني، ليس لتراجع أهمية الأول، ولكن لأننا حتى الآن لا نمتلك إجابة تفصيلية عليه.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

حتى الآن، يحتل أتالانتا المركز الثالث على سلم ترتيب الدوري الإيطالي خلف يوفنتوس وإنتر، وعلى الرغم من فارق الـ 5 نقاط فقط بينه وبين المتصدر، و4 نقاط فقط بينه وبين الوصيف، إلا أن الأمور تبدو صعبة فيما يخص تحقيق المعجزة التي تفكر فيها أنت الآن، معجزة ليستر تتكرر مرة واحدة في القرن وتحتاج إلى ظروف معينة حتى تحدث، وبالنسبة للمنافسة بين يوفنتوس وإنتر هذا الموسم فلا تبدو هذه الظروف موجودة.

ما يمتلكه جاسبريني ورجاله الآن هو تكرار التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، الفريق حصل على بعض الخبرة من مشاركته الأولى، وبالتأكيد تكرار المشاركة للموسم الثاني تواليًا سيرفع من طموحات الفريق ومن مركزه الافتراضي، لن يتعامل أحد مع أتالانتا كفريق مكافح حصد بطاقة دوري الأبطال مرة ثم انتهى به المطاف إلى وسط الجدول كالعادة.

بالنظر إلى نابولي مثلًا، ففي 2012 كان يعيش نفس حالة أتالانتا، ولكن مع تكرار حصد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا ارتفعت أسهم النادي محليًا وأوروبيًا، وبات في أوقات سابقة القطب الثاني في إيطاليا خلف يوفنتوس، ثم بات قريبًا من التتويج بلقب الدوري، ثم أصبح ثابتًا في هذه المنطقة، بل ويبحث عن تخطيها والتحرك للأمام خطوة أخرى.

هذه هي أصعب مراحل مشروع جاسبريني مع أتالانتا على الإطلاق، الرجل يحتاج إلى تكرار النجاح في حصد مركز مؤهل لدوري الأبطال من أجل التأكيد على إنجاز الموسم الماضي، ومن أجل ترسيخ النجاح موسمًا بعد آخر ورفع سقف الطموحات بمرور السنوات، هذا ما سيتحكم في التقييم الكلي للتجربة بعد انتهائها.

في الموسم الحالي لا يبدو أن بطاقة المركز الرابع صعبة بالنسبة لأتالانتا حتى وإن لم يقدم أفضل مستوياته، المركز الثالث قد تهدده استفاقة نابولي، ولكن مستوى ميلان وروما ليس مقلقًا ولاتسيو يبدو في المتناول، الأمور ليست صعبة ولا تحتاج إلى معجزات.

هذه الحالة أيضًا التي استغلها نابولي منذ سنوات، لا وجود لقطبي ميلانو خلف يوفنتوس؟ هي فرصة سانحة من أجل تغيير خارطة كرة القدم الإيطالية، أن يتحول نابولي مع الوقت إلى القطب الثاني هي عملية تطلبت أن يحسن أمراء الجنوب استغلال الظروف، وهذا ما يبدو جاسبريني ورجاله مستعدون إليه في الوقت الحالي.

ميلان - لاتسيو | مواجهة الحسد بين الروسونيري والبيانكوتشيلستي

المبالغة في الحديث حول معجزة جديدة بالتتويج بلقب الدوري الإيطالي ليست في صالح أتالانتا، الفريق يحتاج إلى الاستقرار في الطموحات ووضع خطوات يمكن السير عليها، والاستفادة من كل نجاح وإخفاق، كل هذا يصب في مصلحة الفريق حاليًا، وفي مصلحة المستقبل القريب الذي على ما يبدو سيشهد تغييرًا آخر على خارطة كرة القدم في إيطاليا.

إعلان