حينما أوقعت القرعة فريق برشلونة أمام باريس سان جيرمان في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا دقت قلوب جماهير النادي الكتالوني خائفة مترقبة رافضة الخروج بسيناريو آخر مؤلم أمام الفريق الذي تجرع مرارة "الريمونتادا" في "كامب نو" منذ أربع سنوات.
برشلونة للمرة الأولى يصل للأدوار الإقصائية في المركز الثاني منذ 2007، وفي المرات الماضية التي خرج فيها من البطولة كان دائمًا يلعب الذهاب على أرضه والإياب خارج ملعبه عدا فقط نسخة 2016-2017 أمام يوفنتوس، ولذلك تبدو المؤشرات كلها ضد البلوجرانا.
الجماهير قلقة من تذبذب الفريق مع رونالد كومان، ومن تفوق باريس سان جيرمان وصيف النسخة الماضية من الأبطال مع توماس توخيل، ولكن بعد مرور شهرين فقط تغيرت الأمور.
برشلونة أصبح أكثر استقرارًا والنتائج في تحسن بشكل متواصل، أما باريس سان جيرمان فأقال توخيل وعيّن ماوريسيو بوتشيتينو بديلًا له ثم جاءت عاصفة الإصابات لتضرب الفريق في مقتل وتؤثر على عناصره الأساسية وعلى رأسهم نيمار.
ورغم أنّ المؤشرات جعلت المباراة أكثر توازنًا من قبل، لكن لا يزال لباريس سان جيرمان عيب كبير قد يتسبب في خروجه أمام برشلونة حتى لو كان الطرف الأفضل، تمامًا كما ودّع الأبطال أمام مانشستر يونايتد في 2019. الإجابة شخصية الفريق الأوروبية.
من هنا بدأت الريمونتادا
Getty Imagesلو عدنا بالزمن إلى 2017 نجد أنّ باريس سان جيرمان سحق برشلونة في حديقة الأمراء برباعية نظيفة، مباراة كادت أن تنتهي بنتيجة أكبر من ذلك بمراحل في ليلة بكى فيها كل عاشق للبلوجرانا وسطرت نهاية حقبة لويس إنريكي.
لكن بعد ثلاثة أسابيع فقط، وبعد تحسن نتائج برشلونة مع إنريكي وقرار المدرب بالرحيل عقب انتهاء الموسم وجلوس نجوم الفريق بقيادة ماركو فيراتي في فيديو مسجل يتخيلون سيناريو يؤهلهم إلى ربع النهائي بعد الخسارة في كامب نو بنتيجة 5-1.
نعم، فريق سحق برشلونة على أرضه يتوقع الخسارة بخماسية خارج ملعبه، فحتى لو تكفي للتأهل لكنها أسوأ سيناريو للتأهل على الإطلاق.
بدأت المباراة وظهر أن باريس سان جيرمان خائف مترقب، هدف وراء آخر ثم الثالث والفريق قلق، وحينما نجح في التسجيل بدأ يستعيد الثقة مرة أخرى ولكن هدف نيمار الرابع في الدقيقة 88 أعاد أبطال فرنسا إلى حالة الرعب لدرجة أنهم لم يمرروا الكرة سوى 4 مرات فقط في آخر الدقائق ليحرز النادي الكتالوني هدفين وينتصر 6-1 في سيناريو لم يتخيله أحد.
فريق دخل المباراة مهزومًا نفسيًا ولم يتسلح برباعية الذهاب بل ترك أسلحته ووقف يترقب تلاعب برشلونة به وسخريته منه.
لا نتعلم من الدرس
Gettyمر عامان على اللقاء، وجاء باريس سان جيرمان ليواجه مانشستر يونايتد في أولد ترافورد لينجح في الانتصار بثنائية نظيفة رغم غياب نيمار ووجود أغلب عناصر الشياطين الحمر في التشكيل الأساسي.
وفي مباراة الإياب وعلى أرضه وبغياب العديد من اللاعبين لدرجة وجود أكثر من عنصر من الأكاديمية في قائمة مانشستر يونايتد للتعويض، وفي مباراة كانت واضحة للجميع أنّ حظوظ باريس فيها الأكبر، سقط الأمراء على حديقتهم بنتيجة 3-1 وودعوا اللقب مبكرًا.
ظهر مبابي خائفًا عاجز عن التصرف، وحتى بوفون المخضرم كان شبح حارس مرمى، وحينما حاول مانشستر يونايتد أن يلقي بكل قوته الهجومية لتسجيل هدف قاتل، تراجع باريس إلى الدفاع وسقط في الأخير.
أموال بلا شخصية
يبدو أنّ اتساع الفجوة بين باريس سان جيرمان وباقي الفرق في فرنسا وقدرة الفريق على حصد البطولات المحلية بسهولة والابتعاد عن المواجهات المحتدمة بشكل كبير لعب دورًا سلبيًا في شخصية الفريق.
باريس لا يرى نفسه بطلًا، وحتى أمام أتالانتا الموسم الماضي كاد أن يخرج مبكرًا ويتعرض للإحراج من فريق يلعب للمرة الأولى في البطولة، ولكن كتيبة جاسبريني لم تتحمل وسقطت مبكرًا.
في النهائي، ظهر باريس عاجز عن الحسم والتسجيل وكأن الجميع يشعر بالرعب من رؤية مانويل نوير فخسروا البطولة وفقدوا الأمل بعد استقبال الهدف من كومان.
مورينيو ينتهي وجوارديولا يعود .. دليلك الشامل لإطالة عمر المدرب في الملاعب!
باريس سان جيرمان أسس فريقًا كبيرًا، لكن يبدو أنّه لم ينجح في شراء الشخصية القادرة على سحق جميع الفرق، فحتى في 2017-2018 واجه ريال مدريد المترنح فسقط ذهابًا وإيابًا بشكل مريع.
شخصية باريس سان جيرمان المهترئة قد تكون عدوه الأول أمام برشلونة، بل وربما تعيد لنجوم كتالونيا الثقة في قدرتهم على المنافسة في دوري أبطال أوروبا بعد سنوات الضياع الماضية!