عاد جاريث بيل، لاعب ريال مدريد، وأثار ضجة كبيرة حول مستقبله، عندما أعلن أنه يُفكر في هذه الفترة في حياة ما بعد اعتزال وترك كرة القدم، وبدأ في استغلال توقف النشاط لتفشي فيروس كورونا في بداية أعمال جديدة ببلاده ويلز.
تلك الأعمال التي قرر بيل أن يمضي قدمًا في إتمامها وشرع في تكوين عالمه الجديد، كانت بمثابة شرارة زادت من سوء علاقته مع جمهور ريال مدريد في ظل تراجع المستوى الذي يقدمه آخر موسمين بصورة ملحوظة للغاية.
ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بيل باستفزاز جمهور النادي الملكي، وعلى الأرجح لن تكون الأخيرة، ولكن هل لما يفعله حاليًا أن يكون بداية نهايته وأن يتوقف عن لعب كرة القدم للأبد؟ إنه السؤال الذي يطرح نفسه بقوة.
انضم جاريث بيل إلى ريال مدريد عام 2013 في صفقة كانت قياسية كلفت خزائن النادي الإسباني ما وصل إلى 100 مليون يورو، وحقق عددًا من الإنجازات منذ ذلك الحين، لكنه لم يحظ يومًا بذلك القبول الجماهيري الضخم، ولم يتمكن من الانخراط في بوتقة الميرينجي لعدة أسباب أهمها فشله في تعلم اللغة الإسبانية.
وقد بات الآن فيروس كورونا هو كابوس كرة القدم وربما العالم بأسره، وتوقفت البطولات المحلية والدولية لأجل غير مسمى، في الوقت الذي أكد وكيل بيل فيه أن موكله ليس مهتمًا باللعب في نادٍ آخر، ومع ازدياد رغبة الريال في التخلص منه، فهل يكون الحل الأسلم لجميع الأطراف هو إعلان اللاعب اعتزاله مزاولة كرة القدم؟.
رئيس الاتحاد الإيطالي يطالب بتأجيل يورو 2020 ومنح الأولوية للدوريات
في هذا التقرير نسلط الضوء على كافة التفاصيل المعنية باعتزال جاريث بيل، وهل هي حقيقة أم من وحي الخيال..
متى بدأت أزمة جاريث بيل مع إدارة وجمهور ريال مدريد؟

البداية حتمًا كانت في الصيف الماضي، عندما كانت نية زين الدين زيدان واضحة في التخلص من بيل بشتى السبل، ولكن في نهاية المطاف قرر اللاعب الاستمرار في سانتياجو برنابيو وعدم الرحيل إلى الصين رغم العرض المالي الجبار الذي تحصل عليه، وجزء من فشل انتقاله كان في طلب إدارة فلورنتينو بيريز مبلغًا كبيرًا من المال حال دون إتمام الصفقة.
بيل استفز جمهور ريال مدريد في أكثر من مناسبة، ولكن بداية النهاية له في قلوب عشاق ومحبي النادي كان عندما أُعلِن عن إصابته أثناء ممارسته رياضته المفضلة، الجولف، والتي قيل فيما بعد أنه كان يترك التدريبات من أجل لعبها.
ما زاد الطين بلة كان الاستفزاز الأكبر على الإطلاق من بيل للجمهور خلال التوقف الدولي الماضي، فكان اللاعب رفقة منتخب بلاده ويلز وخلال احتفاله بالتأهل إلى كأس الأمم الأوروبية 2020، رفع لافتة مكتوب عليها "ويلز، الجولف ثم ريال مدريد".
لم تتوقف الجماهير الملكية عن صافرات الاستهجان لبيل في المباريات المقامة في سانتياجو برنابيو، ولكن هذا لم يؤثر على اللاعب بتاتًا، فلم يخرج يومًا ليشتكي من الأمر كما فعل من قبل كريستيانو رونالدو، ويبدو بوضوح أنه لا يُبالي كثيرًا ويحبذ الحياة التي يعيشها مهما كانت الانتقادات والضغوطات.
من حدائق الأمراء لساحات السجون .. البداية والنهاية في قصة رونالدينيو الحزينة
ما هي الأعمال التي يشرع جاريث بيل فيها حاليًا بعيدًا عن كرة القدم؟
(C)Getty imagesأعلن الدولي الويلزي أنه يؤسس مطعمًا يحتوي على صالة للعب الجولف في بلاده، ثم خرج اللاعب على الملأ وأعلن في تصريحات له أنه بدأ في التفكير في حياة ما بعد كرة القدم.
وحول هذا الأمر قال في تصريحاته "ركزت كثيراً على مشواري الكروي ولا أحتسي الخمور أو أخرج كثيراً، ولذا افتتاح مطعم مثل هذا سيتيح لي فرصة الاختلاط ببعض الأشخاص".
وأضاف: "هي فرصة لتجميع الأشخاص وقضاء وقت ممتع، سواء كنت تفضل احتساء الخمور أو لا، ولكن يمكنك لعب الجولف والاستمتاع، لن ألعب كرة القدم مدى الحياة".
وواصل الجناح: "مطعمي الجديد والقديم فرصة لسكان مدينة كارديف، وخصوصاً صغار السن، للحصول على مكان مرح وتجربة جديدة، أشعر أن هذا العمل يمكنني أن أكمل فيه حياتي".
رونالدو يضع فنادقه في خدمة علاج مرضى كورونا؟ الحقيقة الكاملة
هل اعتزل جاريث بيل كرة القدم بسبب فيروس كورونا؟
Getty Imagesصحيح أن جاريث بيل لا يركز كثيرًا على كرة القدم حاليًا، ولكن الأكيد أنه بعيد كل البعد عن اعتزال اللعب، وهذا ما أكده وكيل أعماله في تصريحات في الأسابيع القليلة الماضية.
وكيل بيل أعلن صراحةً أن موكله يمتد عقده مع ريال مدريد حتى 2022، وحتى ذلك الحين، فلا يُفكر بيل سواءً في الرحيل عن الريال أو إنهاء مسيرته في عالم كرة القدم.
فيروس كورونا كان فرصة لبيل لكي يمارس ما يحلو له بعيدًا عن الكرة، فالوقت الآن متاح له بدون قيود التدريب والمباريات، ولكن هذا ليس له علاقة على الإطلاق بإمكانية تعليق حذائه في وقت قريب.


