يعد تيمو فيرنر أحد أبرز اللاعبين للموسم الغريب الكروي الذي نعيشه، فرغم التوقف الطويل الذي فصل بين مرحلة ما قبل وما بعد الانقطاع بسبب فيروس كورونا، ولكن الألماني حافظ على مستواه وسجله التهديفي المميز.
31 هدفاً، منها 25 لحساب البوندسليجا، و13 تمريرة حاسمة، جعلت فيرنر أبرز المتصارعين على لقب هداف الدوري مع روبرت ليفاندوفسكي، وهدفاً لكبار أوروبا، وإن كان الصراع انحصر في الأمتار الأخيرة بين ليفربول وتشيلسي.
وبعد أشهر من المفاوضات مع الريدز ومدربه يورجن كلوب، شهدت الصفقة تحولاً لم يكن على الخريطة عندما أعلنت كل وسائل الإعلام عن تفوق تشيلسي في السباق وحسمه الصفقة بعد الاتفاق مع اللاعب على دفع شرطه الجزائي.
اقرأ أيضاً .. ناجلسمان: انتقال فيرنر لتشيلسي لم يُحسم حتى الآن
Goalانتقال فيرنر إلى تشيلسي جعل الآراء تنقسم حول الصفقة، ما بين من يؤيد رحيل الألماني الشاب إلى تشكيل فرانك لامبارد، وآخرون كانوا يفضلون رؤيته بقميص ليفربول مع مواطنه كلوب، فهل أحسن اللاعب الاختيار؟
في تشيلسي سيجد لاعب لايبزيج الحالي تشكيلاً شاباً وتجربة جريئة من إدارة تشيلسي التي وثقت في نجمها السابق لامبارد وخطته بالاعتماد على الشباب، والتي في عامها الأول حتى الآن لم تتضح بعد مدى نجاحها في ظل تذبذب النتائج، وإن كان الفريق حتى الآن يبدو قريباً من حسم مقعده المؤهل لدوري الأبطال الموسم المقبل.
سياسة تشيلسي في سوق الانتقالات حتى الآن ركزت على الهجوم، أولاً تعاقد مع حكيم زياش من أياكس لينضم للترسانة الحالية من الشباب الواعد، وبعده يأتي الحديث عن فيرنر الذي سيكون حلاً مهماً لسد العجز الذي ظهر جلياً بعد إصابة تامي أبراهام، ومعاناة الفريق لتعويضه، ولكن هل سيكون الألماني سعيداً بتبادل مركزه مع لاعب أثبت أحقيته الموسم الجاري باللعب أساسياً؟
الحل قد يكون في توظيفه على الجناح كما يحدث أحياناً في لايبزيج أو مع المنتخب الألماني، المركز الذي يجيد فيه يسار الهجوم، ويعطيه ميزة التوغل والتسديد، مستغلاً سرعته الكبيرة، وأيضاً لتبعد الأنظار عن أحد أكبر عيوبه وهي إضاعة الفرص السهلة رغم سجله التهديفي المميز.
ماذا عن ليفربول؟ خط هجوم أبطال أوروبا مكتمل العدد، الثلاثي صلاح، فيرمينو، وماني يحتلان المراكز الأساسية ولكن لا يوجد بديل على نفس المستوى، أوريجي وشاكيري لاعبان جيدان ولكن ليسا بنفس الجودة، وهنا كان سيأتي فيرنر، إذ كان سيوفر حلاً إضافياً يقارع مثلث الرعب.
Getty/Goalميزة أخرى يمكن أن يوفرها فيرنر لكلوب هي كونه يلعب بقدمه اليمنى، عكس صلاح وماني الأعسران، مما يمنحه تنوعاً وفرصة الهجوم بلاعبين معكوسين على الأجنحة، كما أنه سيكون مهاجماً مثالياً معهما بدلاً من فيرمينو بما يتمتع من سرعة وقدرة على التحرك ووعي تكتيكي اكتسبه تحت قيادة ناجلسمان.
ميزة أخرى لليفربول هي يورجن كلوب، المدرب من الأفضل على صعيد تطوير المواهب، وهو ما يحتاجه المهاجم الشاب في تلك المرحلة، لامبارد يمتلك نفس الموهبة، ولكن ليس على نفس جودة كلوب بالتأكيد، ومع الأخير ربما كان ليحل فيرنر مشكلته مع الفرص السهلة وإضاعتها.
الخلاصة أن كلا الناديين يمثلان مكاناً جيداً لفيرنر، ولكن الكفة تميل قليلاً نحو ليفربول لكونه المشروع الأكثر تطوراً واستقراراً، ويملك مدرباً خبيراً يعرف كيف يتعامل مع المواهب، عكس تشيلسي الذي في طور البناء بعد، ومديره الفني لايزال يخطو خطواته الأولى في عالم التدريب رغم ما أظهره من علامات مبشرة.
فيرنر يبدو وأنه حسم قراره واختار البلوز، والموسم القادم سيكون هو الجواب على مدى صحة هذا القرار، وهل أحسن بتفضيل تشيلسي على ليفربول، أم سيندم على عدم الالتحاق بمواطنه وكتيبة نجومه.




