أسبوع حافل عاشه نيك فوليتمادي مع نيوكاسل في الأيام الماضية، تحول من السبب الرئيسي في خسارة الديربي العائد بعد غياب سنوات ضد سندرلاند بهدف عكسي كوميدي إلى البطل ضد تشيلسي بثنائية، وحتى خارج الملعب كان دون قصد حديثًا للإعلام الرياضي وغير الرياضي بعد سؤال غريب من صحفي عن من يرافقه في السكن بإنجلترا!
انتقال صاحب ال23 عامًا و198 سم إلى نيوكاسل من شتوتجارت الصيف الماضي مقابل 75 مليون يورو مرشحة للوصول إلى 90 مليونًا بعد شهور من الارتباط ببايرن ميونخ جعلته محط الأنظار من اليوم الأول، خصوصًا بعد تألقه مع منتخب ألمانيا تحت 23 عامًا في أمم أوروبا، وكذلك مع ناديه شتوتجارت حيث نصب نفسه كأحد أفضل المهاجمين ليس في ألمانيا فقط ولكن أوروبا لجمعه بين طول القامة والقدرات البدنية التي تصاحبها، والسرعة والمهارة بالكرة عكس المعتاد من اللاعبين أصحاب البنية المماثلة.
9 أهداف باحتساب الهدفين ضد تشيلسي في مجموع 23 مباراة حصيلة ليست سيئة للاعب يعيش موسمه الأول في البريميرليج كمهاجم، وال72 دقيقة ضد تشيلسي مثال جيد على إمكانيات اللاعب الكبيرة، هدفان بلمسة مهاجم قناص داخل مناطق الجزاء، تحركات دائمة داخل وخارج منطقة الجزاء أتعبت قلبي دفاع البلوز وكادت تتسبب في ركلة جزاء، وبالطبع فاز ب100% من التحاماته الهوائية في اللقاء، ودقة تمرير 65% تعد طيبة للغاية لمهاجم.
ما يقدمه المهاجم الشاب مع نيوكاسل يجعله مرشحًا للحصول على مقعد رأس الحربة الرئيسي لمنتخب بلاده ألمانيا في مونديال 2026، مركز بالفعل بدأ يسيطر عليه في اللقاءات الأخيرة بالتصفيات حيث بدأ أساسيًا في كل مبارياتها، خصوصًا مع غياب كاي هافيرتس للإصابة وابتعاد نيكلاس فولكروج عن الصورة، الثنائي الذي لعب هذا الدور في أمم أوروبا الأخيرة، ويمكن القول إن فولتيمادي قدم مردودًا طيبًا، إذ سجل 4 أهداف في 8 مباريات لعبها مع المانشافت.
تاريخيًا، فازت ألمانيا عندما امتلكت قلب هجوم "كلاسيكي"، 1974 جيرد مولر، التسعينات بقيادة ثنائية يورجن كلينسمان وأوليفر بيرهوف، ثم جاء ميروسلاف كلوزه في الألفينات، وحتى في مونديال 2002 كان بجوار كلوزه عملاق آخر هو كارستن يانكر، مهاجم بايرن ميونخ الذي كان نسخة أقل فنيًا من فولتيمادي، وصولًأ لتوماس مولر، وحتى في اليورو الأخير كان دخول فولكروج رغم إمكانياته المتواضعة فنيًا ولكن خصائصه كرأس حربة صريح تفيد الفريق كثيرًا عن هافيرتس المهاجم الوهمي.
يعول ناجلسمان كثيرًا في ألمانيا على إبداعات الثنائي جمال موسيالا وفلوريان فيرتس، ولكن الأول لم يعد بعد من الإصابة في مونديال الأندية الصيف الماضي، والثاني يعاني الأمرين في ليفربول حيث لم يهز الشباك بعد وصنع هدفًا وحيدًا بكل المسابقات، وبخلاف الثنائي، لا تملك ألمانيا نجومًا في الخط الهجومي قادرون على صنع الفارق، وهنا يأتي فولتيمادي، لاعب يعيش موسم طيب حتى الآن ومستمر في التطور مع ناديه الجديد، ويملك كل المقومات التي دائمًا كانت مرتبطة بنجاح ألمانيا.
قبل 6 شهور من مونديال أمريكا قد يكون على ناجلسمان مراجعة حساباته، ربما عليه الآن التفكير في البناء حول فولتيمادي وليس فقط اعتباره قطعة أساسية متاحة، نعم هافيرتس، موسيالا، وفيرتس مهمون ولكن حاليًا بين الرباعي مهاجم نيوكاسل هو الأجهز، ومنخرط بالفعل في المنافسة مع نيوكاسل ويتطور أسبوع بعد الآخر وينمو داخل وخارج الملعب في بيئة صعبة، وفي حال عودة بقية النجوم، سيكون منتخب ألمانيا أصبح يملك هجومًا فتاكًا بقيادة موهبة هجومية قد تنافس إرلينج هالاند على أفضل مهاجم "كلاسيكي" في هذا العصر.
