انطلق سوق الانتقالات الصيفية بالفعل ولم يتمم ريال مدريد أي صفقات من بعد الإعلان عن ضم إيدن هازارد قبل أيام من فتح نافذة الانتقالات.
المحطة المقبلة لريال مدريد ستكون دعم خط الوسط، الذي عانى كثيرًا خلال السنوات الماضية من عجز ومشاكل عديدة كان هي محور أزمات ريال مدريد.
لو نظرنا لأسماء خط الوسط في ريال مدريد سنرى نجومًا من طراز عالمي، بداية من لوكا مودريتش أفضل لاعب في العالم بالعام الماضي، ومرورًا بتوني كروس المتوج بمونديال ٢٠١٤ مع ألمانيا وختامًا بكاسيميرو الذي حل أزمة كبيرة بعودته من الدوري البرتغالي قبل أعوام.
لكن مع كبر سن مودريتش والتراجع الكبير في مستوى كروس خلال الموسم المنصرم ظهرت العيوب والمشاكل في وسط ملعب النادي الملكي وأصبح لابد من التدعيم بنجم شباك وطراز أول في ذلك المكان.
وأرتبط بالفعل اسم ريال مدريد بأكثر من لاعب كبير في وسط الملعب، لكن ثلاثة منهم فقط ينطبق عليهم مواصفات اللاعب الذي يستطيع اللعب للنادي الملكي، هم بول بوجبا وفان دي بيك وكريستيان إيركسن.
الثلاثي يستطيع بأريحية أن يرتدي قميص ريال مدريد وأن يجيد به اللعب أمام كبار قارة أوروبا والدوري الإسباني خلال الأشهر المقبلة، لكن لكل منهم ميزة مختلفة عن الآخر قد تشكل العامل الحاسم في اختيار من سيمثل النادي الملكي في الموسم المقبل.
لو تحدثنا على سبيل المثال عن الهولندي فان دي بيك نجم وسط ملعب أياكس، سنرى أنه يمتلك ميزة التحكم بالكرة بشكل أكثر من رائع والدقة في توزيع الكرات أيضًا وهما عاملين هامين للغاية بالنسبة لريال مدريد، لكن يعيبه الزيادة الهجومية المبالغ فيها أحيانًا، والتي قد تصبح ميزة في النادي الملكي بوقت آخر.
لكن في وجود أزمات بالفعل في منتصف الملعب وعجز في الجانب الدفاعي لن يكون خيار التقدم للهجوم بدون حسابات هو الأمثل بالنسبة للفريق.
PROSHOTSوعلى جانب آخر هناك بول بوجبا، وهو واحد من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم هذه الأيام، فقط عندما يقرر هو ذلك بنفسه.
بوجبا يمتلك قدرة كبيرة على المراوغة والاحتفاظ بالكرات وتوزيعها بشكل طولي وعرضي مذهل، بالإضافة لقدرة جيدة على التسديدة، لكن كل ذلك قد يصبح دون أي قيمة لو قرر في لحظة واحدة أنه لا يشعر أنه بخير ولا يريد أن يقدم مباراة جيدة.
يعيب النجم الفرنسي أنه مزاجي زيادة عن اللازم، وهو أمر سيكون صعب على جماهير ريال مدريد التي أطلقت الصافرات على هدافهم التاريخي عندما تراجع مستواه أن تتقبله، لذلك قد تكون الصفقة عبءً ماديًا على النادي الملكي دون تحقيق الهدف الرياضي منها، كل ذلك بالطبع بغض النظر عن كون وكيله هو مينو رايولا، وعن كل ما يصاحب ذلك الجانب من مشاكل مع أي لاعب.
أخيرًا لدينا كريستيان إيركسن نجم خط وسط توتنهام الإنجليزي، الذي أصبح مؤخرًا وجوده يتجاوز في الأهمية وجود كل من هاري كين وسون مجتمعين.
إيركسن هو العقل المدبر لكل هجمات فريق توتنهام، ويملك قدرة عالية على إيصال الكرة في الوقت والمكان المناسب لأي لاعب في الملعب.
ليس هذا فحسب ما يميز إيركسن، فالنجم الدنماركي سريع التحول هجوميًا ودفاعيًا، وهو أقرب ما يكون من هذا الثلاثي أن يشبه لوكا مودريتش نجم وسط ريال مدريد الحالي.