عندما رفع لاعب الزمالك المصري السابق إيمانويل كوارشي لقب كأس الأمم الأفريقية في ليبيا عام 1982 لم يأت في باله أبدًا أن يكون ذلك هو اللقب الأخير لبلاده طوال حوالي 40 عامًا.
لكن ذلك هو ما حدث بالضبط عقب التغلب على صاحب الأرض في المباراة النهائية بركلات الترجيح حيث سجل بنفسه الركلة السادسة التي أبقت فريقه في المنافسة.
في الأسطر التالية سنستعرض معًا عدة امور تخص المنتخب الغاني قبل مشاركته المقبلة في بطولة كأس الأمم الافريقية التي ستقام في مصر هذا الصيف.
تاريخ مشرف لكن مؤلم

المنتخب الغاني يعد ثاني أكثر منتخب شارك في بطولة أمم أفريقيا بعد المنتخب المصري بواقع 21 مشاركة للنجوم السوداء و23 للفراعنة.
حقق الفريق الغاني اللقب في أربع مناسبات كانت جميعها بين الفترة من 1963 و1982، أي حصرت فترة تتويجه في 19 عامًا فقط.
بينما يغيب الفريق عن التتويج طوال تلك المدة، ورغم ذلك لم يغب عن مراكز الكبار، حيث وصل للنهائي ثلاث مرات من بعد ذلك وفشل في الفوز أعوام 1992 و2010 و2015، كما تواجد في المربع الذهبي خلال بطولات 1996 و2008 و2012 و2013 و2017.
رغم كل ذلك يتأخر المنتخب الغاني عن نظيره المصري صاحب الـ 7 ألقاب والرقم القياسي في التتويج بالبطولة بفوز وحيد فقط، حيث يملك 53 انتصار في كل مشاركاته مقابل 54 للفراعنة.
صعود صعب سهلته سيراليون

بدأ المنتخب الغاني التصفيات الخاصة ببطولة أمم إفريقيا 2019 في مصر بصعوبة رغم فوزه على إثيوبيا بخماسية نظيفة في المباراة الافتتاحية، حيث خسر من كينيا بهدف نظيف وكان في وصافة المجموعة.
وقبل أن يخوض مباراته الثالثة عادت له صدارة الترتيب حيث استبعد الاتحاد القاري منتخب سيراليون من التصفيات وألغى نتائجه، فأصبح المنتخب الكيني يملك ثلاث نقاط فقط، ولم يتأثر المنتخب الغاني الذي لم يواجه سيراليون بعد.
حقق المنتخب الغاني فوزًا آخر سهلًا أمام إثيوبيا ونجح في خطف الفوز أمام كينيا في الجولة الأخيرة بمارس الماضي ليصعد متصدرًا لمجموعته في التصفيات بتسع نقاط.
نجوم أقل لمعانًا
Gettyتميزت قائمة المنتخب الغاني في السنوات الماضية بالأسماء الرنانة والقوية والتي لطالما لعبت لأكبر الأندية الأوروبية لكن الوضع في الوقت الحالي لا يطابق ما كان عليه سابقًا.
رغم ذلك لا يزال المنتخب الغاني يمتلك من العناصر الكبيرة الكثير والكثير، وأبرز هؤلاء سيكون بكل تأكيد هو توماس بارتي نجم أتلتيكو مدريد الإسباني.
ورغم أنهما ليسا كما كانا قبل سنوات لا يزال يملك المنتخب الغاني الأخوين آيو ومعهم أسمواه جيان صاحب الـ 33 عامًا.
بالإضافة لمبارك واكاسو نجم فريق ديبورتيفو ألافيس الإسباني وكوادو أسمواه لاعب إنتر الإيطالي ومعهم أفري أكوا لاعب إمبولي.
كواسي أبياه يبحث عن أمجاد 2014
Gettyيتولى تدريب الفريق في الوقت الحالي كواسي أبياه الشاهد على فترة التراجع التاريخي للمنتخب الغاني والتي تبعت السيطرة المطلقة على بطولات السيتينات والتألق في السبيعينات.
أبياه لعب للمنتخب بين 1987 و1992 وسبق له أن درب الفريق بين 2012 و2014 وكان من أهم عناصر الصعود لمونديال 2014 على حساب المنتخب المصري الذي خسر بسداسية تاريخية في كوماسي بتصفيات المونديال.
كل ذلك كان قد انتهى سريعًا بسبب الفشل الذريع في كأس العالم والمشاكل العديدة التي أحاطت بالفريق في مجموعة ألمانيا والبرتغال، لكنه عاد في 2017 ليقود الفريق من جديد نحو الصعود لأمم أفريقيا خلفًا أفرام جرانت الذي ودع البطولة السابقة في 2017 من نصف النهائي.
مجموعة متوازنة وطموح كبير

يخوض المنتخب الغاني هذه البطولة في المجموعة السادسة، وهو رقم لأول مرة تصل له مجموعات أمم أفريقيا، حيث يشارك في تلك النسخة 24 فريقًا.
سيكون المنتخب الغاني في التصنيف الثاني بالمجموعة خلف الكاميرون وأمام كل من بنين وغينيا بيساو، ولديه حظوظًا كبيرة في الصعود للدور التالي.
الصعود سيكون لأول فريقين في المجموعة حتمي، كما ستمتلك أربعة فرق من أصحاب المركز الثالث الفرصة للصعود ليكونوا معًا 16 فريقًا في ثمن النهائي.
ومن المتوقع ألا يحتاج المنتخب الغاني لمثل تلك الحسابات ليصعد لدور الـ 16 حيث لا يتمتع أيًا من بنين او غينيا بيساو بالقوة اللازمة لإقصاء النجوم السوداء.
حظوظ كبيرة لكنها ليست كافية
USA TODAY Sportsلا خلاف أن المنتخب الغاني دومًا ما يكون مرشحًا للبطولة حتى ولو كانت بعيدة عن خزائنه منذ سنوات وعقود طويلة، كذلك هو الحال في تلك النسخة.
الفريق الغاني يملك حظوظًا كبيرة لتحقيق اللقب لكنها ربما لن تكون كافية في ل وجود كل من المنتخب المصري صاحب الأرض بنجمه محمد صلاح الحاصل على دوري أبطال أوروبا وزميله السنغالي ساديو ماني ورفاقه في منتخب أسود التيرانجا، وحكيم زياش مع المنتخب المغربي.
ضف لكل هؤلاء المنتخب الجزائري بعناصره المتألقه في كل دوريات أوروبا، ونظيره الإيفواري الذي أنشأ جيلًا ربما يكون ذهبيًا لو نجح في التتويج بالألقاب فقط، وكل هذا ولم نتحدث بعد عن تونس أو نيجيريا أو حتى الكاميرون حامل اللقب والتي تنافس غانا في مجموعتها.


