Omar MarmoushGetty

عمر مرموش وشتوتجارت .. حكاية الحب والثقة والتكتيك!

سمعة الدوري الألماني ثابتة، البطولة الأفضل ربما في العالم لتطوير المواهب، وأحدث المواهب التي خرجت إلى النور من ظل البوندسليجا هي النجم عمر مرموش، الذي تعملق مع منتخب مصر وأحرز هدفًا عالميًا قاد به الفراعنة للفوز على ليبيا في تصفيات كأس العالم.

مرموش في الأساس مملوك لفولفسبورج، وأقدم النادي للمرة الثانية في ستة أشهر على إعارته، الإعارة الأولى كانت لفريق الدرجة الثانية سانت باولي، بينما الإعارة الثانية والأهم ربما أتت هذا الموسم لشتوتجارت.

إذًا، ما هي قصة التطور الهائل في مستوى مرموش؟ إنه سؤال يسهل الإجابة عليه، فأفضل لاعب شاب في الدوري الألماني لشهر سبتمبر اتجه إلى أكثر الأماكن التي تطوّر اللاعبين الآن، شتوتجارت.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

الصدارة ليست لباريس .. أغلى الفرق في العالم بعد الميركاتو الصيفي

المدرب "الأب"

Pellegrino Matarazzo VfB Stuttgart 04042021Getty

بورنا سوسا هو ظهير أيسر وصل إلى شتوتجارت عام 2018، كانت توجه له انتقادات حادة في أول موسمين، لكنه ومنذ وصول المدرب بليجرينو ماتراتزو لقيادة الشفابيناس، بات من أفضل الأظهرة ربما في العالم من دون مبالغة.

اللاعب الكرواتي في حديثه للإعلام بعد ذلك كشف ببساطة الأمر الذي حوّله من منبوذ ومثار سخرية إلى اللاعب الأهم ربما في شتوتجارت، عندما قال "ماتراتزو ليس مجرد مدرب، إنه أب لجميع اللاعبين".

لم يكن قرار إقالة تيم فالتر وتنصيب ماتراتزو في ديسمبر 2019 خاطئًا أبدًا، بل أنتج في شتوتجارت فريقًا من الزمن الجميل، والفضل الأساسي فيه بعد المدير الرياضي سفِن ميسلنتات يعود إلى المدرب التكتيكي الاستثنائي، والأب، بلجرينو ماتراتزو.

هذا ما أتى عليه عمر مرموش إلى ملعب مرسيدس بينتس آرينا، مدرب مختص في العمل مع المواهب الشابة، لا يحتاج إلى وقت طويل لإخراج أفضل ما فيهم، ليس أدل على ذلك من أسماء شهيرة أخرى كساسا كالايدجيتش وسيلاس وغيرهما.

منذ الوهلة الأولى كان حديث المدرب صاحب الأصول الإيطالية عن مرموش استثنائيًا بمعنى الكلمة، في الأساس أتى التعاقد مع المصري بعد عدد من الإصابات، ولم يتردد أبدًا ماتراتزو في منحه الفرصة منذ اللحظة الأولى.

الطريقة التي يتعامل بها نفسيًا ماتراتزو مع مرموش كان لها تأثير السحر في انفجاره بشهر سبتمبر، والحديث هنا عن إشعاره بقيمته وأنه أهم لاعب في هجوم فريقه، ناهيك عن التطور التكتيكي الواضح الذي يظهر من مباراة إلى أخرى.

قد يكون مرموش صاحب الـ22 عامًا قد استفاد من تجربته في سانت باولي أو مع مدربي فولفسبورج المختلفين، لكن الأكيد أن "الأب" ماتراتزو أخرج منه كل شيء في أيام معدودة بطريقته العظيمة في التواصل.

الهجوم ولا غيره

Omar MarmoushGetty

فريق شتوتجارت مع ماتراتزو يلعب بطريقة ثابتة مهما كان الخصم، الهجوم ولا شيء غيره، ويعتمد في المقام الأول على طريقة 3-4-3، مع فتح المجال للظهيرين الجناحين، والاعتماد على ثنائي تحت المهاجم الصريح.

في واقع الأمر، كانت النظرة لمرموش في بداية الأمر أنه مهم لمركز المهاجم الصريح، لكن ماتراتزو استعمل سرعته وقوته البدنية بالصورة المثالية، فبات المصري بين الثنائي تحت المهاجم الصريح، والذي يميل بدوره أكثر إلى العمق.

لم يكن ماتراتزو أول من استخدم مرموش في هذا المركز للدقة، فقد لعب بالقرب منه في سانت باولي، ولكن النقاط التي أضافها المدرب الأمريكي على المصري في أول شهر له كانت واضحة وفارقة.

على سبيل المثال، مرموش قبل تسديدته الخرافية في مباراة ليبيا، حاول 4 مرات التسديد من مناطق مختلفة حول مناطق الجزاء بين مباريات هوفنهايم وبوخوم وحتى ليفركوزن، كانت التعليمات واضحة له بمحاولة التسديد كلما أتت الفرصة له.

الديناميكية التي وفرها له ماتراتزو تذكر فتشكر أيضًا، فلم يكن مقيدًا بالتواجد في العمق بالجبهة اليسرى، بل منحه فرصة التواجد يمينًا مع بعض الأدوار الدفاعية التي تتعلق في المقام الأول بالضغط العالي (يمكن ملاحظة أنه أكثر من حاول إيقاف لاعبي ليبيا تقريبًا).

هذا الفريق الهجومي الذي وجده مرموش، والذي كان القطعة الناقصة فيه ليس إلا، مع ما وجده من بيئة وتعامل استثنائي من مدربه، أخرج ما فيه بكل بساطة في مدة أقل من شهر، بما يفوق تجربته 6 أشهر في سانت باولي.

إن سأل أحد عن لماذا لم يشارك مرموش مع فولفسبورج كثيرًا تأتي الإجابة بوضوح أن مدربه السابق جلاسنر هو مدرب دفاعي بالدرجة الأولى، ما يحتاجه نوعية مختلفة من اللاعبين.

لذلك، بمجرد وصول اللاعب إلى الفريق الذي تعامل مع قدراته بالشكل المثالي ضمن مكانة أساسية بكل سهولة، وأصبح معشوقًا للجماهير.

العلاقة مع الجماهير

Stuttgart fans

وجبت الإشارة في النهاية إلى أن عمر مرموش كان محظوظًا بالذهاب إلى شتوتجارت وسط هذه الجماهير الوفية جدًا التي تقدس أي لاعب بمجرد إظهار بداية جيدة، ما وجده اللاعب من ثقة وإيمان به في مرسيدس بينتس آرينا على الأرجح لم يجده خارجه.

على العكس كانت الأمور في فولفسبورج، نادٍ بلا جماهير أو هوية، وربما يتضح أن شخصية اللاعب نفسه تحتاج إلى هذا الدعم بالنظر إلى أنه ظهر بصورة جيدة جدًا في أشهره بسانت باولي، وهو نادٍ جماهيري وإن كان أقل من شتوتجارت إلى حد ما.

ختامًا، يمكن القول أن عمر مرموش وجد البيئة المناسبة له بنسبة 100% في شتوتجارت، مدرب متخصص في التعامل مع نوعية لاعبيه، والأهم يعتمد على طريقة تكتيكية تتناسب كليًا مع إمكاناته، إلى جانب ثقة من شأنها أن تفتح الأبواب له كثيرًا بفضل الجماهير

إعلان