خليفة تشافي، مستقبل وسط ملعب برشلونة ويملك مفاتيح عودة الأمجاد، كلها ألقاب وكلمات تم إطلاقها على اللاعب البرازيلي أرتور ميلو.
الكثير من كلمات الثناء أطلقت على اللاعب البرازيلي عندما انضم لصفوف برشلونة، وتوقعت منه الجماهير ما هو أكثر من ذلك بعد سنوات من المعاناة لتعويض تشافي الذي رحل في 2015.
لكن مرت الأيام ولم يقدم أرتور الإضافة الحقيقية الملموسة في وسط الملعب، أو على الأقل لم يقدمها بشكل مستمر كما هو مطلوب في أندية تتنافس على كل الألقاب أمثال برشلونة وريال مدريد.
عقب فترة لم تكن بالكبيرة من الانضمام لصفوف برشلونة تمت مشاهدة أرتور وهو يحتفل ويسهر مع مواطنه البرازيلي نيمار، الذي كان بمثابة الخائن لجماهير الفريق الكتالوني فأثار ذلك موجة من السخط عليه، بالرغم من أن الأمر في منتهى البساطة وكلاهما يلعبان لنفس المنتخب.
Instagramبعدها بقليل وجدنا صورة لأرتور تنتشر عبر الانترنت وهو يدخن، فتلقى المزيد من الانتقادات، بالأخص أن حالته البدنية في الملاعب لم تكن مثالية.
أرتور لم يكمل 90 دقيقة خلال أي مباراة بالدوري الإسباني خلال موسمه الأول مع برشلونة، سوى لقاء توتنهام في الجولة الأخيرة من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
وبشكل عامل خلال 72 مباراة بألوان برشلونة لم يخض سوى 11 مباراة كاملة، لم يكن من بينهم أي لقاءات متتالية سوى مرة وحيدة الموسم الماضي ضد خيتافي وفياريال.
كل تلك إحصائيات تخبركم كم أن لاعب وسط الملعب الذي جاء ليخلف تشافي ضعيف بدنيًا بالرغم من تفوقه فنيًا على معظم نظرائه في النادي الكتالوني.
بالإضافة لذلك تعرض أرتور لـ 11 إصابة مختلفة خلال عامين فقط في صفوف برشلونة، وغاب لمدة 134 يومًا، ولم يشارك في 24 مباراة خاضهم برشلونة بتلك الفترة.
عدد إصابات أرتور بالنسبة لفترته الوجيزة في برشلونة كانت كبيرة للغاية، وبالرغم من أن فترات الغياب الطويلة كانت قليلة إلا أنها كانت مؤثرة في عدد المواجهات التي غاب عنها.
نحن هنا لا نحاول أن نعدد الأسباب التي جعلت من إدارة برشلونة تتركه يرحل عن صفوف النادي وهو يملك الإمكانيات الفنية الكبيرة، فتلك الأسباب معروفة للجميع بالفعل.
إدارة برشلونة تبحث عن سد العجز المالي في ميزانيتها فأجبرت البرازيلي المسكين المتشدق بحب النادي على الرحيل رغمًا عنه لصفوف يوفنتوس الذي يحقق الدوري الإيطالي في كل موسم دون أي مشاكل.
لكننا نحاول أن نرى بشكل أوضح ما غاب عن أعين المحبين له أثناء تواجده في برشلونة، وهو نفسه ما ظهر جليًا في الساعات الأخيرة عقب موقف اللاعب من استئناف عقده في النادي الكتالوني.

ما غاب عن أعين جماهير برشلونة هنا بشكل أساسي كان عقلية اللاعب في التعامل مع الأمور بشكل احترافي، وفي تحسين مشاكله البدنية التي تعيق مسيرته لسنوات.
مؤخرًا قرر أرتور ألا يكمل تعاقده مع برشلونة وألا يرتدي قميص النادي الكتالوني مرة جديدة خلال الموسم الجاري، وهو الذي تبقى فيه لقاءات دوري أبطال أوروبا.
اللاعب تغيب عن فحوصات فيروس كورونا التي أقيمت اليوم في مقر التدريبات استعدادًا للعودة للمباريات من جديد، وعندما هددته الإدارة بالعقوبات لم يبد أي اهتمام.
خاص | أرتور يرفض العودة لبرشلونة والنادي يهدد بالعقوبات
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يبدي فيها اللاعب تمرده عقب بيعه ليوفنتوس، حيث ذهب لكيكي سيتيين قبل اللقاء الأخير في الدوري وأخبره بشعوره ببعض الألم في الكاحل، ولم يخضع للفحص الطبي من قبل النادي.
وفي الوقت نفسه يشاهد الجميع ميراليم بيانيتش يلعب كل أسبوع رفقة يوفنتوس دون أدنى مشكلة، بالرغم من أن اللاعب البوسني تم تقديره بمبلغ مالي أقل بكثير من نظيره البرازيلي.
لكن فارق العقلية واضح هنا، صاحب الـ 23 عامًا لديه عقلية برازيلية بجدارة من نفس نوعية عقلية نجوم كبار فنيًا وصغار في القيمة مروا على الكرة البرازيلية والعالمية عبر التاريخ.
مما يتركنا عند واحد من أهم الأسئلة، هل خسر برشلونة حقًا بتركه لأرتور يرحل أم ربح النادي من تلك العملية التبادلية؟




