استطاع نادي إنتر التأهل لنهائي كأس إيطاليا وذلك بعد فوزه بنتيجة (3-0) على فريق ميلان في ديربي ميلانو في إياب نصف النهائي.
مباراة أعطى فيها سيموني إنزاجي درسًا تكتيكيًا لستيفانو بيولي في كيفية إدارة المباريات الكبيرة، وتحصيل النتيجة العريضة منها بسلاسة.
بيولي الذي عادةً ما يندفع ويدفع الثمن غاليًا لم يتعلم الدرس بعد، لكن من الوارد أن تكون مباراة اليوم هي النقلة التي كان بانتظارها.
فيما يلي نستعرض معكم أبرز النقاط الفنية من لقاء إنتر وميلان في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا.
لماذا كل مرة تندفع يا بيولي؟
لعب ميلان في الشوط الأول بطريقته المعتادة أمام كل فرق بالضغط العالي المستمر على حامل الكرة من المنافس، هو أسلوب المدرب ستيفانو بيولي الذي يفعله مع جميع المنافسين سواء كبار أم أقل.
فاعتمد بيولي على الشكل التكتيكي الجديد (4-3-3) الذي بات يطبقه مؤخرًا مع الفريق ونجح معه في لقاء جنوى الماضي، ويتيح له الضغط بشكل أفضل على المنافس.
الميلان الذي دفع ثمن الضغط غاليًا في العديد من المناسبات الكبيرة خاصةً لم يتراجع عن الأسلوب المتكرر، وأصبح جليًا اليوم أن بيولي لن يغير أفكاره حتى مع اختلاف المنافس.
Gettyعلى الجانب الآخر كان فريق إنتر أكثر تحضيرًا للشوط الأول، البداية كانت من هجمة منظمة اعتمد فيها سيموني على نقل الكرة عدة مرات لإيجاد المساحة، وهو ما تم حتى وصلت الكرة للاوتارو الذي وضعها في المرمى.
اعتمد إنتر على التراجع في مناطقه واستغلال اندفاع ميلان الغير مبرر، والضرب بالمرتدات، وكالعادة ساعد الرسم التكتيكي فريق النيراتزوري على ذلك.
يمتلك إنزاجي سياسة واضحة في الهجوم وهي الاعتماد على ظهيري الجناح دارميان وبيريستش في الزيادة العددية مع تقدم المدافع باستوني للتغطية على الكرواتي الذي يسير حتى يصبح جناحًا.
وهو الأمر الذي يربك دفاع الميلان في ظل زيادة ثيو هيرنانديز وكالابريا المستمرة للضغط، وفي الشوط الأول ظهرت تلك الفكرة أكثر من مرة في لقطات استغل فيها إنتر تلك الزيادة لإرسال الكرات خلف خطوط الدفاع.
شوط أول عنوانه عودة لاوتارو، ليس فقط في التسجيل، بل في التصرف بشكل صحيح وعمل جميع الواجبات الهجومية بعد أن غاب الأرجنتيني لمدة طويلة كلف فيها فريقه خسارة النقاط ببطولة الدوري.
شوط إيطالي من إنزاجي!
Pressbox/Gettyفي الشوط الثاني أجبر إنتر على التراجع لمناطقه الدفاعية، في ظل نزول دياز لوسط الملعب بدلًا من تونالي وتفكير بيولي في المجازفة بشكل خطير كلفه فيما بعد.
ميلان استمر في ضغطه وزيادة الظهيرين ثيو وكالابريا بشكلهم المعتاد، وبالفعل تحسن أداء الفريق الهجومي وصنع العديد من الفرصة، بل وسجل الفريق الأحمر هدفًا قد ألغي من قبل تقنية الفار.
لكن لكل شيء فوائده وأضراره، وأضرار ما فكر فيه بيولي كان قتل المباراة في الدقيقة 82 عبر البديل جوسينس الذي لم يعان في تسجيله للهدف الثالث.
Gettyإنزاجي فكر في المباراة أكثر من النتيجة، فالبعض قد يفكر في استغلال المساحات المتواجدة لدى الروسونيري واللعب على العديد من المرتدات.
لكن محاولات إنتر القليلة في الشوط تعكس ما فكر فيه إنزاجي، فالمهم هو المحافظة على عدم تسجيل الميلان، حيث أن الهدف الأول الذي قد من الممكن أن يسجل للحمر قد يساعدهم في الطموح للثاني، والتعادل الإيجابي يعني تأهل الضيف.
قد يبدو الخوف مبالغ فيه، لكن مع جودة ميلان المتواضعة في الإنهاء فلا خوف منهم، زلاتان غائب، وجيرو يبدو في لمحات لا أكثر، ولياو يلعب لنفسه لا للفريق.
الروسونيري يفوز مؤخرًا بنتائج (1-0) متكررة عدا لقاء جنوى الذي انتهى بثنائية، مع بعض التعادلات السلبية التي تعكس الفقر الهجومي الذي يمر به الفريق.
خلاصة القول..
الميلان بحاجة لعناصر أقوى وأفضل، الفريق بحاجة لتطور فني واضح يشمل الأفكار التدريبية لدى بيولي الذي يعيش بدوره طفرة في كونه مدرب لفريق الروسونيري.
لكن الأمر لا يقتصر فقط على المدرب، فاللاعبون في ميلان يطرحون التساؤل حول لفظ "المشروع" الذي يتداول في أروقة النادي الأحمر.
فكيف يمكن لمشروع أن يتم مع وجود مهاجمين كبار في السن مثل زلاتان وجيرو؟ وكيف يفكر النادي في الفوز بالبطولات مع أجنحة مثل لياو وميسياس؟ كلها تساؤلات توجه للمدير الرياضي مالديني.
Gettyعلى الجانب الآخر فإنتر في طريقه الصحيح، فالمحافظة على مدرب يقدم نفس نوعية الكرة التي كان يلعبها كونتي بعد رحيله هو تفكير سليم يعكس وجود استراتيجية من الإدارة.
سيموني مدرب مميز للغاية، ويعرف كيف ينتصر ويلعب على أخطاء المنافس ويحضر جيدًا، وفي موسمه الأول حتى الآن فاز بكأس السوبر وقريب من خطف صدارة الدوري ومتواجد في نهائي الكأس.
إنتر استحق الفوز، وميلان عليه أن يفكر جيدًا في الصيف المقبل حول بيولي أولًا ثم لاعبيه.
اقرأ أيضًا..
مجهول يملك 141 هاتريك ورونالدو وبيليه .. ملوك الثلاثيات في كرة القدم