لا أحد يُنافس محمد الشناوي على لقب حارس المرمى الأفضل في مصر والدوري المصري، ولا أحد يستطيع التشكيك في تفوق عبد الله المعيوف على جميع حراس المرمى السعوديين، ويكاد لا يُنافسه في الدوري السعودي سوى البرازيلي مارسيلو جروهي حارس مرمى الاتحاد المتألق هذا الموسم.
وبعيدًا عن ياسين بونو المتألق في الملاعب الإسبانية والأوروبية، يتنافس الشناوي والمعيوف على لقب حارس المرمى الأفضل في المنطقة العربية، ويتنافس الثلاثي معًا على لقب حارس المرمى العربي الأفضل هذا الموسم.
المثير أن قصة الشناوي والمعيوف بها تشابه كبير، حيث بدأ الثنائي في ناديهما الحالي، الأهلي والهلال، قبل الرحيل عنه لعدم اللعب ثم التألق خارجه ليُجبرا المسؤولين على إعادتهما للنادي .. وهنا، لم يستطع أحد أن يُوقفهما.
الشناوي .. شخصية قيادية ونقطة التحول
حتى كأس العالم 2018، كان الشناوي أحد حراس المرمى الذين يُعدون الأفضل في مصر، لكن لم يجتمع الناس على أنه الأفضل، بل كان في منافسة مع آخرين أبرزهم محمد عواد ومحمود عبد الرحيم جنش.
العديد من الجماهير، خاصة التي لا تُشجع الأهلي، انتقدت قرار المدرب هيكتور كوبر الاعتماد على الشناوي في مونديال روسيا، وكانت تُفضل منح الفرصة لمحمد عواد، لكن الـ90 دقيقة الأولى لحارس مرمى الأحمر في كأس العالم، وكانت أمام أوروجواي، صدمت كل المنتقدين وجعلتهم يصمتون تمامًا ولا يتحدثون إلا بعبارات الإعجاب الشديد بأداء الشناوي الذي تُوج بجائزة رجل المباراة التي انتهت بخسارة مصر 1-0.
تلك كانت نقطة التحول في مسيرة صاحب الـ32 وبداية صعوده عامًا نحو القمة، والأهم البقاء عليها وتوسيع الفارق بينه وبين منافسيه كثيرًا، وقد أكد منافسوه ذلك قبل محبيه.
Goal ARمحمود جنش قال قبل أسابيع أن الشناوي هو حارس مرمى مصر الأول حاليًا، فيما أكد الهاني سليمان قبل عدة أيام أن الفارق قائد الأهلي وغيره من حراس المرمى كبير وواضح جدًا، مشيرًا إلى أنه يرفض الجلوس احتياطيًا لأي حارس باستثناء الشناوي.
لاعب بتروجيت السابق لم يكتف بالتألق الفني مع الأهلي، وحماية مرماه بكل قتال وحماس وجودة عالية، بل أصبح القائد الفعلي للفريق داخل الملعب وغرفة خلع الملابس، وهذا اتضح في العديد من المواقف الصعبة التي مر بها الفريق وأهمها نهائي القرن أمام الزمالك في دوري أبطال أفريقيا.
شخصية الشناوي القوية والجريئة وعقليته القيادية وحضوره الطاغي في الملعب جعله قادرًا على لعب دور القائد بامتياز، خاصة في ظل علاقاته الرائعة مع زملائه اللاعبين وهو ما يجعلهم يستوعبون تمامًا حديثه القاسي ولحظاته العصبية أحيانًا خوفًا على الفريق ورغبة في الانتصار.
الشناوي .. أرقام إعجازية في الدوري المصري
أرقام الشناوي هذا الموسم تتحدث عن مستواه وتألقه، إذ لعب 10 مباريات في الدوري المصري، دخل مرماه خلالهم 3 أهداف منهم واحد من خارج منطقة الجزاء، وقد حافظ على نظافة شباكه في 7 مباريات.
الشناوي يأتي في ترتيب متأخر من حيث عدد التصديات في الدوري المصري، إذ لم يتصد إلا لـ19 تسديدة، لكن هذا فقط لأنه لعب أقل من زملائه ولأن مرماه لا يُهدد كثيرًا ... الحارس يأتي في الطليعة حين نتحدث عن نسبة التصديات، إذ يتصدر جميع حراس المرمى الذين لعبوا 3 مباريات على الأقل بنسبة نجاح وصلت إلى 86%.
وبلغت نسبة تصديات الشناوي للتسديدات من داخل منطقة الجزاء 85.7%، فيما كانت 87.5% للتسديدات من خارج المنطقة، وقد قام اللاعب بدور الليبرو مرة واحدة وكانت ناجحة.
قاريًا، لعب الشناوي 6 مباريات في دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا، تلقى خلالهم 5 أهداف أحدهم من خارج منطقة الجزاء، وقد حافظ على نظافة شباكه في 3 مباريات، تصدى لـ12 تسديدة بنسبة نجاح وصلت إلى 71%.
المعيوف .. مسيرة التحدي المتوجة بالذهب
يتشارك عبد الله المعيوف مع الشناوي في أن كلاهما بدأ اللعب مع ناديه الحالي لفترة قصيرة ثم غادراه قبل أن يعودا إليه بفضل تألقهما الملفت، إذ تألق المصري مع بتروجيب وأجاد السعودي مع الأهلي وتُوج معه بالألقاب.
المعيوف رحل عن الهلال باتجاه الأهلي عام 2009، لكنه بدأ اللعب أساسيًا موسم 2013-2014 وساهم في إنجاز الفوز بالثنائية المحلية موسم 2015-2016 بجانب عدة ألقاب أخرى.
اللاعب صاحب الـ34 عامًا اختار عدم تجديد عقده مع الأهلي والعودة إلى الهلال صيف 2016 .. المعيوف ربح التحدي الذي خاضه مع نفسه وعاد للزعيم لاعبًا أساسيًا ونجمًا كبيرًا.
Goal ARلم يُخيب المعيوف الظن، وتألق على الفور بالقميص الأزرق حتى أنه قاده للفوز بالدوري السعودي في موسمه الأول بعد سحق النصر في المباراة النهائية 5-1، وقد لعب جميع مباريات الموسم، وبعدها بأيام قليلة قاد الهلال من جديد للفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين وعلى حساب ناديه السابق "الأهلي".
المعيوف ثبت أقدامه سريعًا مع الهلال وأصبح أحد أبرز عناصر القوة في الفريق، والأمر لا يتوقف على الأداء في الملعب، بل كذلك حضوره في غرفة الملابس وتأثيره في زملائه اللاعبين.
تألق المعيوف الملفت وحفاظه على مستواه الممتاز جعله الحارس الأول في المنتخب السعودي، والأهم أنه وفر للهلال فرصة التعاقد مع لاعب أجنبي في مركز مختلف، إذ نرى أن جُل الأندية السعودية تعتمد على حراس المرمى الأجانب.
الإصابات حرمت المعيوف من اللعب كثيرًا خلال مسيرته مع الهلال، لكنه كان يعود دومًا أقوى وأفضل، وقد توج مسيرته الرائعة مع الفريق بالفوز بالثلاثية الموسم الماضي وعلى رأس ألقابها دوري أبطال آسيا 2019.
المعيوف .. أرقام رائعة رغم الإصابات هذا الموسم
المعيوف لم يلعب كثيرًا هذا الموسم في الدوري السعودي نتيجة الإصابات، إذ اكتفى بـ14 مباراة دخل مرماه خلالهم 13 هدفًا منهم واحد من خارج منطقة الجزاء، وقد حافظ على نظافة شباكه في 6 مباريات.
حارس المرمى السعودي نجح في التصدي لـ49 تسديدة بنسبة نجاح بلغت 79%، وبلغت نسبة تصدياته للتسديدات من داخل منطقة الجزاء 72%، فيما كانت 94% للتسديدات من خارج المنطقة، وقد قام اللاعب بدورالليبرو 3 مرات وكانت ناجحة جميعًا.
من الأفضل .. الشناوي أم المعيوف؟
المقارنة بين اللاعبين صعبة للغاية، إذ هما قريبان جدًا من بعضهما البعض على صعيد الجودة الفنية والبدنية والشخصية والقيادة والحضور والتأثير في الفريق ونتائجه، وقد نجحا محليًا وقاريًا وعلى مستوى المنتخب الوطني.
الأرقام ربما تلعب لصالح حارس مرمى الأهلي هذا الموسم في الدوري المصري، لكن علينا عدم تجاهل فارق المستوى الفني بين البطولتين في مصر والسعودية خاصة على صعيد أسماء المهاجمين في الأندية، بجانب معاناة حارس مرمى الهلال من الإصابات.
الشكل أعلاه يحمل مقارنة رقمية بين النجمين، تُرى من تراه الأفضل بينهما؟


