لعب الهلال والنصر مباراة كبيرة في نصف نهائي دوري أبطال آسيا حسمها الأول لصالحه بهدفين مقابل هدف، لقاء كان يليق تمامًا أن يكون نهائي البطولة سواء داخل الملعب أو في المدرجات التي ضجت بالعشاق وهتافاتهم الصاخبة.
كل شيء في ديربي القرن كان مثاليًا، بداية من التنظيم الرائع أو الجماهير المذهلة أو أداء الفريقين القوي وحتى مستوى الحكم الممتاز والروح الرياضية بين الطرفين السعوديين ... ديربي من الظُلم ألا يكون في نهائي دوري الأبطال كما كانت قمة الأهلي والزمالك المصريين.
الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أقر منذ سنوات نظام الفصل بين أندية شرق وغرب القارة، تفاديًا لتضارب المواعيد واختلاف التوقيت بين شطري القارة، وكان نتيجة ذلك أن يصل فريق من الشرق وآخر من الغرب إلى نهائي دوري الأبطال.
هذا النظام ربما كان مقبولًا في السابق، لكن على الاتحاد السعودي التحرك سريعًا لتغييره حتى يُنقذ أنديته مما حدث للنصر هذا الموسم، لأن قطبي العاصمة السعودية لو واجها فريقي شرق آسيا في نصف النهائي لتأهلا إلى المباراة النهائية بنسبة 90%.
الواقع يقول أن الفرق السعودية هي الأقوى في آسيا، والمؤشرات تُبشر بأن هذا الأمر سيستمر ويزداد وضوحًا في السنوات القادمة، نظرًا للدعم الكبير المقدم من القيادة السعودية والذي ينعكس على مختلف مناحي كرة القدم، سواء البنية التحتية أو الاهتمام بالناشئين أو جودة اللاعبين الأجانب أو قوة الدوري والمنافسة داخله.
التوقعات من الآن تُشير إلى نصف نهائي سعودي جديد في النسخة القادمة من دوري الأبطال، قد يجمع الهلال مع الاتحاد، وعلى المسؤولين السعوديين العمل بجدية ليكون ذلك اللقاء في النهائي وليس قبله.
ربما سيكون صعبًا دمج أندية شرق وغرب آسيا معًا في بطولة واحدة لعدة عوامل أبرزها اختلاف التوقيت والمواعيد، لكن سيكون سهلًا أن يحدث الدمج في المربع الذهبي لا المباراة النهائية.
هذا يحدث بدخول الفرق الأربعة المتأهلة إلى نصف النهائي في قرعة غير موجهة لتحديد أطراف مباراتي المربع الذهبي، وهذا بالتأكيد سيزيد كثيرًا من فرص مشاهدة نهائي سعودي للبطولة الأهم والأغلى في آسيا.
الهلال والنصر كلاهما استحق التواجد في نهائي دوري أبطال آسيا طبقًا لما قدماه في البطولة، وصل الهلال وظُلم النصر بخروجه من نصف النهائي، وكان يُمكن أن يكون الهلال هو المظلوم .. الدعوة الآن لتفادي ظلم فريق سعودي آخر المواسم القادمة.




