دخلت استعدادات المنتخب السعودي للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر مرحلة الجد، حيث يتواجد الفريق في أبو ظبي الإماراتية حاليًا لخوض المرحلة الثالثة من برنامج الإعداد.
واصطحب رينارد 32 لاعبًا معه إلى العاصمة الإماراتية، لكن القائمة النهائية للأخضر ستتقلص إلى 26 لاعبًا، فيما سينول شرف اللعب في التشكيل الأساسي 11 لاعبًا فقط.
بعض المراكز محسوم أمرها تمامًا، مثل حراسة المرمى التي لن يقترب منها أحد مادام محمد العويس جاهزًا وغير مصاب، لكن هناك خانات أخرى يدور حولها صراع شرس بين لاعبين أو أكثر .. صراع يُمكن وصفه بصراع العروش لأن الفائز به سيضمن تواجده في أكبر مرتبة للكرة السعودية وهي تمثيل المنتخب الوطني في المونديال أساسيًا.
بدأنا سلسلة "صراع العروش في المنتخب السعودي" من خانة الظهير الأيمن، والتي يتنافس عليها بقوة وشراسة المخضرم سلطان الغنام والقادم بسرعة الصاروخ سعود عبد الحميد، واليوم نستعرض الحلقة الثانية وصراع علي البليهي وعبد الله مادو على اللعب في الدفاع بجانب عبد الإله العمري الذي يبدو أمر تواجده محسومًا.
تُرى من الأفضل بينهما ليفوز بعرش الأخضر في قطر 2022؟
اشترك الآن في باقة الرياضة من شاهد واستمتع بمشاهدة محتوى رياضي حصري ومميز
البليهي ومادو هذا الموسم في الدوري السعودي
خاض البليهي جميع مباريات الهلال في دوري روشن السعودي وهو العنصر الأساسي في الدفاع بجانب الكوري الجنوبي جانج هيون سو الغائب للإصابة، فيما لا يُعد مادو في الجانب المقابل الخيار الأساسي في النصر بل منح رودي جارسيا ثقته لثنائية عبد الإله العمري وألفارو جونزاليس.
البليهي لعب 8 مباريات سجل بها هدفًا واحدًا كان غاليًا للغاية لأنه جلب نقاط الفوز على الطائي في الوقت القاتل، فيما لعب مادو 6 مباريات 5 منها أساسيًا نتيجة غياب جونزاليس ومن ثم سلطان الغنام، إذ لعب في الدفاع وتحول العمري للعب كظهير أيمن.
مادو تفوق على مدافع الهلال فيما يخص النجاح في التدخلات الدفاعية، إذ فاز بـ75% من محاولاته الثلاثة مقابل 67% للبليهي من محاولاته الـ6، لكن الأفضلية انعكست عند الحديث عن إبعاد الكرة من مناطق الفريق الدفاعية "تشتيت" حيث كانت 22 مقابل 8 فقط لصالح البليهي.
البليهي أفسد الهجمة للمنافسين 11 مرة فيما فعل مادو 5 مرات، وقد حقق اللاعبان أرقامًا متقاربة جدًا في دقة التمرير سواء بشكل عام أو في نصف ملعب الخصم.
يُمكن القول بشكل عام أن البليهي يتفوق من حيث التواجد أساسيًا على مادو، لكن مدافع النصر كان حاضرًا بقوة عند الحاجة له وأدى بشكل جيد جدًا.
البليهي ومادو مع المنتخب السعودي تحت قيادة رينارد
رغم أن الفارق العُمري بينهما لا يتجاوز الـ3 سنوات لصالح البليهي، إلا أنه بدأ اللعب مع المنتخب السعودي قبل مواطنه بعام ونصف تقريبًا، وقد كان جزءًا من قائمة الأخضر في كأس العالم 2018 وظهر في مواجهة أوروجواي.
البليهي لعب 32 مباراة بالقميص الوطني، منها 17 تحت قيادة رينارد، فيما لعب مادو 12 مباراة مع الأخضر جميعها كانت مع رينارد الذي منحه الثقة منذ وطأت أقدامه السعودية.
المدرب الفرنسي بدأ بالاعتماد على البليهي أساسيًا لكنه سرعان ما أجلسه على الدكة ومنح الثقة لمادو ليلعب بجانب العمري في دفاع المنتخب خلال مشوار التصفيات، وبقي لمدافع الهلال دور البديل، إما خلال المواجهات أو تعويضًا لغياب أحد لاعبي النصر.
في النهاية، كان نصيب كل لاعب منهما 10 مباريات في التصفيات، ومثلهما العمري، لكن الفارق يظهر عند الدخول في التفاصيل والنظر لعدد الدقائق، حيث يتصدر العمري بـ900 دقيقة كاملة يليه زميله في النصر بـ875 دقيقة ثم نجم الهلال بـ558 دقيقة فقط وهو ما يُوضح ترتيب المدافعين الثلاثة بالنسبة لرينارد.
مادو يُعد من العناصر المهمة جدًا لدى رينارد، وقد دافع عنه مرارًا وأكد أنه من اللاعبين الأساسيين في المنتخب السعودي وأن ذلك غير مرتبط أبدًا بلعبه أساسيًا أو حتى مستواه مع النصر، وقد استدعاه فور عودته من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب طويلًا.
اشترك الآن في باقة الرياضة من شاهد واستمتع بمشاهدة محتوى رياضي حصري ومميز
الخلاصة، من الأفضل ليلعب أساسيًا بين البليهي ومادو؟
إن نظرنا للمنطق نرى أن البليهي هو الذي يجب أن يكون مفضلًا للعب، خاصة مع استمراره في الملعب ومستواه الممتاز مع الهلال منذ انطلاق الموسم الجاري، لكن من زاوية المدرب الفرنسي وحقيقة أنه لا يُغير قناعاته بسهولة أبدًا نجد أن مادو هو المفضل للعب.
رينارد طوال عمله مع الأخضر أظهر تمسكه بلاعبين محددين رغم كل الظروف السلبية المحيطة بهم، على رأسهم فهد المولد ومحمد العويس، ومهما حاول الإعلام والجمهور الضغط عليه لا يُغير قناعاته أبدًا .. لذا تبدو فرص مادو في اللعب أساسيًا هي الأكبر إلا إن استطاع البليهي إقناعه بتغيير أفكاره في المعسكر الأخير المقام حاليًا في أبو ظبي.
الخلاصة أن فرصة مادو في اللعب أساسيًا مع المنتخب في نهائيات كأس العالم تتجاوز الـ90%، فيما تنحصر آمال البليهي في استخدامه خلال المباريات أو لتعويض أحد المصابين.
