دخلت استعدادات المنتخب السعودي للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر مرحلة الجد، حيث يتواجد الفريق في أبو ظبي الإماراتية حاليًا لخوض المرحلة الثالثة من برنامج الإعداد.
واصطحب رينارد 32 لاعبًا معه إلى العاصمة الإماراتية، لكن القائمة النهائية للأخضر ستتقلص إلى 26 لاعبًا، فيما سينول شرف اللعب في التشكيل الأساسي 11 لاعبًا فقط.
بعض المراكز محسوم أمرها تمامًا، مثل حراسة المرمى التي لن يقترب منها أحد مادام محمد العويس جاهزًا وغير مصاب، لكن هناك خانات أخرى يدور حولها صراع شرس بين لاعبين أو أكثر .. صراع يُمكن وصفه بصراع العروش لأن الفائز به سيضمن تواجده في أكبر مرتبة للكرة السعودية وهي تمثيل المنتخب الوطني في المونديال أساسيًا.
نبدأ سلسلة "صراع العروش في المنتخب السعودي" من خانة الظهير الأيمن، والتي يتنافس عليها بقوة وشراسة المخضرم سلطان الغنام والقادم بسرعة الصاروخ سعود عبد الحميد، تُرى من الأفضل بينهما ليفوز بعرش الأخضر في قطر 2022؟
الغنام وعبد الحميد هذا الموسم في الدوري السعودي
يُمكن القول باختصار أن سعود عبد الحميد هو أفضل لاعب في الهلال هذا الموسم، وهو الوحيد الذي حافظ على مستواه طوال المباريات الـ8 التي خاضها مع الفريق، حتى حين كان الهلال متواضعًا كان الظهير الأيمن بارزًا للغاية.
عبد الحميد استطاع إزاحة المخضرم محمد البريك من يمين دفاع الزعيم بعد سنوات من سيطرته عليه، فيما استعاد الغنام مستواه الممتاز دفاعيًا وهجوميًا هذا الموسم مع النصر، وكأنه يُريد تكرار موسم 2018-2019 حين كان أفضل ظهير أيمن في الدوري السعودي.
لعب عبد الحميد 8 مباريات، فيما خاض الغنام 5، الأول لم يُسجل لكنه صنع هدفين فيما الثاني لم يصنع لكنه سجل هدفًا جميلًا.
لاعب الهلال يمتاز بالأدوار الهجومية استغلالًا لسرعته ومهارته الفردية وقوة انطلاقاته، وقد جعل الجانب الأيمن نقطة قوة الزعيم هجوميًا، إذ صنع 10 فرص ولعب 8 عرضيات ناجحة بنسبة 30%، فيما نقطة قوة الغنام في المقابل في الجوانب الدفاعية والتغطية العكسية مع قلبي الدفاع، هجوميًا لم يُقدم الكثير بصناعة 3 فرص وعرضيتين ناجحتين فقط بنسبة نجاح 13% تقريبًا.
الثنائي هما الأفضل في الدوري السعودي هذا الموسم، وطبيعي جدًا أن يتواجدا كأساسي وبديل في المنتخب السعودي.
الغنام وعبد الحميد مع المنتخب السعودي تحت قيادة رينارد
لم يلعب صاحب الـ28 عامًا سوى مباراة واحدة مع المنتخب السعودي، كانت أمام عُمان في كأس الخليج 2017، قبل قدوم رينارد، وكانت المباراة الأولى له مع المدرب الفرنسي ودية باراجواي في ديسمبر 2019.
الغنام عانى طويلًا من توهج البريك وظل دومًا في ظله، لكنه استطاع رغم ذلك التواجد بقوة مع الأخضر في تصفيات كأس العالم، حيث لعب 10 مباريات منها 7 في الدور الحاسم، وقد كان كذلك ضمن المجموعة الأساسية في كأس الخليج 2019 الذي أقيمت في قطر.
على الجانب الآخر، ذاع صيت صاحب الـ23 عامًا مع منتخبات السعودية للشباب والأولمبي، وقد بدأ عهده مع المنتخب الأول حديثًا، إذ لم يلعب معه سوى 8 مباريات كلها بالطبع كانت في عهد رينارد.
التشكيل المثالي العالمي لـ FUT: صوّت الآن!
عبد الحميد كان بديلًا في جل تلك المباريات، 6 من 8، وذلك لعدم قناعة المدرب الفرنسي في أنه أفضل من الغنام والبريك، ولكن نجم الاتحاد السابق استولى على خانة الظهير الأيمن الأساسي في آخر مباراتين وديتين أمام الإكوادور وأمريكا بفضل تألقه الملفت مع الهلال، كما أنه كان جزءًا من المنتخب السعودي الذي لعب كأس العرب في قطر وظهر في الوسط والدفاع بجانب الظهير الأيمن.
الخلاصة، من الأفضل ليلعب أساسيًا بين الغنام وعبد الحميد؟
إصابة الغنام العضلية الأخيرة بالتأكيد لا تصب في صالحه، إذ مازال بعيدًا عن التدريبات وقد يصل الأمر لاستبعاده من القائمة النهائية حال لم يستعيد كامل جاهزيته الفنية وخاصة البدنية، وإن كان ذلك مستبعدًا كثيرًا.
هذا العامل يخدم عبد الحميد، لكن الأهم أن مستواه الممتاز وكونه أفضل لاعب سعودي في الدوري في الجولات الـ8 التي لُعبت يخدمه أكثر بالطبع ويجعله الورقة الرابحة في تشكيل الأخضر في المونديال، خاصة في الناحية الهجومية.
شيء واحد قد يُقنع رينارد بالاعتماد على الغنام بدلًا من عبد الحميد وهو خبرته الدولية وأفضليته النسبية في الجوانب الدفاعية، إذ من المتوقع أن يلعب الأخضر مدافعًا في مبارياته الثلاثة في كأس العالم وهنا قد يُفضل إشراك لاعب النصر لعدم قدرته الاستفادة من قدرات نجم الهلال الهجومية.
أعتقد في النهاية أن نسبة عبد الحميد ليكون أساسيًا مازالت الأكبر والأقوى، وقد تصل إلى نسبة 70% فيما يحتاج الغنام لأداء قوي في التدريبات والوديات الأخيرة لإقناع رينارد بوضعه أساسيًا.


