من الصعب أن نتذكر في السنوات الأخيرة على الأقل، لاعب بمستوى عالٍ قد انخفض ما يُقدم بشكلٍ أقل ما يوصف بالمذهل مثلما حدث مع أليكسس سانشيز.
في يناير 2018، كان سانشيز محل صراع قوي بين قطبي مدينة مانشستر، يونايتد وسيتي، في نهاية المطاف انتصر يونايتد وظفر به، لكنه أثبت أنه انتصار أجوف، فدخل اللاعب في مرحلة ركود عميق لا رجعة فيه بأولد ترافورد.
الموهبة لا تزال موجودة لدى سانشيز، ليس أدل على ذلك من تألقه مع منتخب بلاده تشيلي في كوبا أمريكا 2019، فقادهم إلى نصف النهائي في محاولة فاشلة للفوز باللقب الثالث تواليًا.
بعد التألق والانتقال إلى إنتر على سبيل الإعارة في صيف 2019، توقع الكثيرون أن يستعيد سانشيز مستواه بعد 18 شهرًا جهنميًا مع مانشستر يونايتد، خصوصًا مع وجود أنطونيو كونتي وهو من أبرز وأهم معجبيه على رأس القيادة الفنية للنيراتزوري، غير أن العكس هو ما حدث تمامًا.
للأسف لم يُثبت سانشيز نفسه على الإطلاق، شارك في مباراتين فقط من البداية في السيري آ، ودمرت الإصابات أي فرصة لوجوده بصورة مستمرة وأساسية، إلى جانب التألق الكبير لشراكة روميلو لوكاكو ولاوتارو مارتينيز.
عندما ظهر أليكسس، بدا بطيئًا، بعيدًا عن الوتيرة وبعيدًا عن الشكل المعهود، مجهوداته ساهمت بهدف واحد فقط فيما يبدو أنها فترة للنسيان بالنسبة له في إيطاليا، إخفاقاته المتكررة لا تزال لغزًا كبيرًا لمن تابعوا تألقه رفقة أودينيزي وبرشلونة وآرسنال.
أندير هيريرا، زميله في مانشستر يونايتد، تحدث عنه قائلًا "في بعض الأحيان بكرة القدم، لا يوجد تفسير لكل شيء يحدث. أليكسس هو حالة لذلك، أتى من آرسنال وكان هو من يُربحهم المباريات".
"يظهر أن كرة القدم ليس لديها تفسير في بعض الأحيان لحالات مثل هذه، قبل أن يأتي إلينا بشهر أو شهرين كان أفضل لاعب في فريق كبير مثل آرسنال، ثم يأتي إلى يونايتد ولا يؤدي؟ ليس لدي تفسير."
Gettyفي سن 31 عامًا، ينبغي أن يكون سانشيز في أوج قوته، ولكن بين مشاكله في يونايتد والإحباط مع إنتر وأزمة فيروس كورونا، تناثرت ما يجب أن تكون أفضل سنواته كلاعب كرة قدم.
في الوقت الحالي، لا يزال سانشيز يلعب دورًا جزئيًا في سان سيرو، وبعد انتهاء منافسة إنتر من الناحية العملية على لقب الكالتشيو، شارك في نصف نهائي كأس إيطاليا أمام نابولي بمباراة الإياب، ويحاول كونتي الاستفادة من خدماته حتى نهاية الإعارة في 30 يونيو، ما بعد ذلك لا يزال لغزًا.
بييرو أوسيليو، المدير الرياضي لإنتر قال لسكاي سبورتس عن فرص بقاء الدولي التشيلي في ناديه بعد نهاية هذا الموسم "سوف نعتمد على أليكسس سانشيز كثيرًا في نهاية هذا الموسم، سيكون اختبارًا نهائيًا بالنسبة له ثم نرى".
سيتعين على مانشستر يونايتد أن يقرر أيضًا إما أن يمدد إعارة سانشيز مثلًا إلى إنتر مع استمراره في دفع جزء كبير من راتبه، أو أن يجد له مكانًا آخر يقبل راتبه الضخم ومستواه المتواضع جدًا في آخر عامين.
يُمكن أن يكون فيروس كورونا مُحبطًا مزدوجًا لأليكسس سانشيز، لم يتسبب الوباء فقط في تأجيل كوبا أمريكا 2020 والتي كانت فرصة مواتية له لإثبات نفسه مجددًا، ولكنها كذلك أجلت تصفيات كأس العالم لمنتخب تشيلي.
إن سانشيز دائمًا ما يتألق بمجرد ارتدائه القميص الأحمر في مسقط رأسه، ومبارياته الدولية على الدوام كانت سببًا في جذب الأنظار إليه مع أهميتها في منحه الثقة اللازمة للعودة والتألق رفقة ناديه.
سيبقى الوضع على ما هو عليه، على سانشيز أن يتقبل استمراره على دكة البدلاء لوقت طويل مع إنتر يشاهد تألق لوكاكو ولاوتارو، مع نزوله لدقائق أخيرة عليه أن يُثبت فيهم قدراته.
على كل حال، ينبغي أن يستغل سانشيز كل فرصة متاحة أمامه ليمكن أن بمقدوره كسر هذا الركود الطويل الذي عاناه في مسيرته آخر سنتين، فربما هو في خطر بأن تنتهي مسيرته بين النخبة في عالم كرة القدم.