Xavi SimeoneGetty

تشافي لم يكذب.. طريقة سيميوني لا تصنع حتى لاعبًا كبيرًا واسألوا جريزمان!

صحيح أن الحرب الكلامية بين دييجو سيميوني وتشافي هيرنانديز قد انتهت بنهاية قمة برشلونة وأتلتيكو مدريد، لكن الحقيقة أن وقع ما قاله الثنائي سيظل موجودًا لفترة طويلة، ويستدعي تحليلًا لصحته من عدمها.

في عام 2016، خرج تشافي وكان لا يزال لاعبًا بتصريحات انتقد فيها طريقة دييجو سيميوني الدفاعية واعتبرها ليست شخصية فريق بطل، تمر الأيام ويتحول لمدرب، فالأرجنتيني يذكره بما قاله وأنه لا ينسى.

انتصر تشافي على أرض الملعب بمباراة ربما هي الأفضل له في حقبته كمدرب مع برشلونة حتى الآن، وترك خلفه سؤالًا حقيقيًا.. هل وضع سيميوني شخصية البطل، أبدًا، في فريقه؟

أين الشخصية؟

منذ سنواته الأولى وحتى الآن وانتهج دييجو سيميوني طريقة دفاعية بحتة، لكن السؤال هل هي حقًا كانت المناسبة للفرق الكبيرة؟

في فترة من الفترات، عندما اعتُبِّر أتلتيكو مدريد فريقًا واعدًا يحاول مقارعة ريال مدريد وبرشلونة رياضيًا واقتصاديًا، كان الأمر مقبولًا.

الأمر هنا ليس هجومًا على الفكر الدفاعي نفسه، فيمكن أن تكون فريقًا دفاعيًا ولكن صاحب شخصية بطل، تمامًا كما كان حال إنتر وتشيلسي مع جوزيه مورينيو مثلًا.

Xavi GFXGoal/GettyImage

لكن الفكرة أن أتلتيكو مدريد لم يكن ببعيد اقتصاديًا عن ريال مدريد وبرشلونة في منتصف العقد الماضي، والآن ربما يتفوق عليهما، فما هو التطوير؟

لا تطوير يذكر من سيميوني، الفريق يعاني أمام أي تكتلات دفاعية، وأمام الكبار شخصيته هشة، يحلم بهدف يقاتل عليه حتى اللحظات الأخيرة.

هذه سمات تجعل حديث تشافي منطقيًا، المبالغة في الدفاع أو في فكر لا يفرض به الفريق شخصيته على منافسه، لا يجعل أبدًا الفريق كبيرًا.

كأس "مدريد" ويوفنتوس في الأبطال .. بطولات ملعونة للفرق الكبرى!

إن لم يكن ذلك واضحًا في الدوري الإسباني - رغم حقيقة حدوثه - فالأكيد أنه واضح في دوري أبطال أوروبا، وكيف أن أتلتيكو يظهر هشًا أمام أي فريق آخر.

الغريب أن الإمكانات المالية سمحت لسيميوني بالتعاقد مع لاعبين مميزين، ولكن هذا العقم الفكري ظلّ مستمرًا، الدفاع ولا غيره، لا تغيير في الهوية، وكأن الزمن توقف بأتلتيكو في 2012، دون التطورات التي حدثت بعدها.

اللاعبون يؤكدون هذه الحقيقة

Atletico Madrid GFXGoal/GettyImage

بفريق دفاعي بحت لا يمتلك شخصية كبيرة، من الصعب إخراج لاعبين كبار، يظهر اللاعب جيدًا مع المنظومة، لكنه فرديًا، لا يتطور، وإذا رحل لا ينجح.

ربما المثال الأول لذلك كان أردا توران، أثار إعجاب الكثيرين أثناء وجوده في أتلتيكو، ثم رحل إلى برشلونة وفشل فشلًا ذريعًا.

المفتاح هنا هو أن طريقة لعب أتلتيكو لا تمنح أردا أو غيره شخصية مستقلة، بل إن شخصيتهما نابعة أولًا وأخيرًا من شخصية الفريق الدفاعية، بالتالي، تغيير طريقة اللعب يجهز عليهم تقريبًا.

تكرر الأمر مع أنطوان جريزمان، وساؤول - وإن كان ساؤول قد انهارت مسيرته قبلها - وفيليبي لويز وميراندا وغيرهم من اللاعبين.

كل تلك الأسماء كانت أساسية مع سيميوني، لكن لأنهم لم يكونوا يومًا في فريق كبير من ناحية الإحساس، بمجرد أن اختلفت الفلسفة، ظهرت إمكاناتهم بصورة تعيسة بمجرد الوجود في بيئة مختلفة تتطلب شخصية أقوى.

الأمر لا يتوقف فقط على اللاعبين الذين نجحوا في أتلتيكو وفشلوا خارجه، بل يُضاف إليه من أتوا إلى أتلتيكو واعدين، ولم يقدموا أي شيء.

لعل جواو فيليكس هو المثال الصارخ على هذه الفكرة، ومعه توماس ليمار، بجانب جاكسون مارتينيز وألفارو موراتا وجيلسون مارتينيز وكيفن تريبيير، والقائمة تطول.

ما قاله تشافي كان صحيحًا لدرجة كبيرة، أتلتيكو مدريد بسبب طريقة سيميوني لم يصنف ككبير رغم أن كل الإمكانات كانت موالية لتحقيق ذلك، والأهم، فشل في تقديم نجوم للعالم، لأنهم عاشوا طريقة عقيمة أخذت من شخصيتهم وجعلتهم لا ينجحون خارج إطارها أبدًا!

إعلان