في شتاء 2019 كانت عناوين الصحف المصرية تضجّ بخبر وصول مهاجم المغرب المونديالي خالد بوطيب لصفوف الزمالك، وبجانب الخبر الكبير مجرد أسطر قليلة عن قدوم لاعب آخر يدعى "أحمد سيد زيزو".
لا غرابة في ذلك أن يسيطر بوطيب، الذي نال من شباك دافيد دي خيا، على العناوين والتحليلات (أنا من ضمنهم بالمناسبة)، بصفقته الباهظة ويشكك البعض في جدوى التعاقد مع زيزو، الصفقة شبه المجانية للاعب كان عاطلاً عن اللعب في فترته الأخيرة في أوروبا، وربما لم يسمع أحد عنه من قبل كتابة هذه الأسطر.
قد تنخدع عندما تحكم على زيزو من هيئته، فشعره المنمق هذا لا يتناسب مع عطاءاته وقتاليته في المباريات، لا يبخل بشيء على فريقه، يتمتع بشخصية كبيرة للغاية يعرف قدر الألوان التي يُدافع عنها.
بعيدًا عن الفنيات، التي سنعود لها، فشخصية زيزو تلك هي الي تناسب يعرف قيمة الزمالك، وعلينا أن نعود لتصريحات قالها اللاعب قبل "معمعة فبراير القاسية على الزمالك"، بخوض 3 مواجهات مع الترجي في السوبر الأفريقي ودوري الأبطال ومباراة الأهلي في السوبر المصري وأخرى مع الأهلي في الدوري المحلي.
في لقاء متلفز، اعتبر اللاعب إنه محظوظ بتواجده في الزمالك الذي يجعله ينافس على بطولتين في أسبوع واحد، وأن هذه فرصة تاريخية للاعبين".
هذه هي الشخصية اكتسبها زيزو لأنه رحل لأوروبا في سن مبكرة، فبات يعرف جيدًا كيف يتعامل مع ثقل قميص الزمالك، داخل الملعب قبل أي شيء آخر.
لعل الشيء الرائع حقا بالنسبة لزيزو يتمثل في أنه بعيدًا عن جهده الوفير وطاقته الهائلة، أنه لاعب يخدم الفريق في 4 مراكز (الخريطة بالأسفل)، الجناحين والمركز رقم 10 والمركز رقم 8، حتى عندما حدثت أزمة في مركز الظهير الأيمن برحيل حمدي النقاز، طالب عدد من جمهور الزمالك بالاستعانة بزيزو.
يتمتع زيزو بمخزون بدني كبير يجعله يُقدم الواجبات الدفاعية والهجومية على الوجه الأمثل، وهو أفضل هداف للزمالك في الدوري (5 أهداف) متساويًا مع مصطفى محمد، وقد صنع هذا الموسم 4 أهداف.
في دوري أبطال أفريقيا يعد زيزو أفضل لاعب من بين كل لاعبي الفرق المصرية في "التمريرات المفتاحية" التي تخلق فرصًا لزملائه بـ12 تمريرة.
وهو أكثر لاعبي الزمالك إرسالاً لتمريرات صحيحة لصندوق الخصم بـ32 تمريرة، ما يوضح أن اللاعب يمتاز بأسلوبه المباشر في اللعب.
في مباراة الإياب أمام الترجي في رادس، كان اعتماد كارتيرون على زيزو لإيقاف جبهة الترجي اليسرى النارية بقيادة حمدو الهوني كبيرًا.
كما توضح الخريطة أعلاه، كانت التعليمات لزيزو بالضغط فورًا وبشكل قوي على الظهير حسين الربيع لإجباره على التمرير وعدم التقدم ليسند عليه الهوني.
وفعلاً توضح خريطة التمركز أن زيزو كان ملتزم بالضغط القوي على الربيع أكثر من شيء آخر.. والربيع لم يتقدم أبدًا تقريبًا، وبالتالي بات الهوني في حضن حازم إمام ومن جانبه محمود علاء.
يقولون إن التعود أحيانا يجلب عدم التقدير، ولذلك أحيانا نخطئ في المبالغة في تقييم اللاعبين، لكن لو كان هناك شخص سيقول لك أن لديه سيارة قيمتها 3 آلاف جنيه وفجأة تكتشف أنه باع لك الفيراري دون أن يدري فستكون في قمة السعادة بكل تأكيد.
بات زيزو من بين الركائز الهامة في الزمالك بفضل مجهوداته وشخصيته في المقام الأول، يخدم الفريق في عدة مراكز.