Zinedine Zidane, Real MadridGetty

زيدان المدرب الذي رمى أوراقه في وجه الجميع

عادة لا ينجح أساطير اللعبة في مجال التدريب، الأمثلة تبدأ بمارادونا مرورًا بمن لم يخوضوا التجربة من الأساس، ويتبقى فقط بعض الاستثناءات مثل يوهان كرويف، المهم أن القاعدة غالبًا ما تحكم بأحكامها.

هذا الأمر هو ما جعل محاولة تقييم أي من أساطير اللعبة تأتي من خلال كلمة واحدة وسياق واحد، أما مع زيدان، فحين تسأل حوله ستكون الإجابة عبارة عن سؤال آخر؛ ألا وهو أتقصد اللاعب أم المدرب؟

حول زيدان اللاعب لا يختلف اثنين، أما عن تجربته كمدرب فهناك الكثير من الأقاويل، على الرغم من أن الأرقام تنصفه وبشدة، إلا أن الاعتماد عليها وحدها سينسف أسطوريته كلاعب، لذا فالحديث حول احتمالية أن تكون قدراته كمدرب قد تمت المبالغة فيها بفعل الأرقام والبطولات ليس جريمة على الإطلاق.

هذا الموسم وخلال الولاية الثانية لزيدان مع ريال مدريد كان التحدي الأكبر، حيث أن الظروف وقدرات اللاعبين وكل الأشياء التي ساعدته في التجربة الأولى قد سقطت، وظهر الفريق عاريًا في أكثر من مناسبة بدونه، حتى عاد الرجل الذي استقال قبلها بـ 9 أشهر فقط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

خلال ما تبقى من الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي ظهر ريال مدريد بوجه شاحب، وكثير من الأشياء التي برهنت على أن ما حدث في الولاية الأولى كان وليدًا للصدفة وقدرات اللاعبين الفردية فقط، وأن الرجل كمدرب لا يستطيع إضفاء بصمة واضحة على فريق مفكك.

ولكن مع مرور الوقت، وتحسن الفريق فرديًا، وإيجاد التوليفة المناسبة لحل جميع المشكلات أو أغلبها، أصبح من الصعب إنكار بصمة زيدان على الفريق، خصوصًا ومع التعديلات التي حدثت على الأسماء نفسها.

معضلة فالفيردي والتي اقتنع زيدان أخيرًا بعد عدد من المحاولات أن حلها لن يكون في إعادة توظيف كاسيميرو، وأن الحل الأمثل هو إيجاد لاعب بمواصفات فيدي بجوار كاسيميرو الذي سيتمركز في مكانه كلاعب ارتكاز أعطت ثمارها سريعًا. كيف؟ بظهور كاسيميرو وفالفيردي كأفضل اللاعبين في العالم في مركزيهما، من الأفضل على الأقل.

إعادة تشكيل وهيكلة الوسط والتنويع ما بين 4/4/2 و4/3/3 بمشتقاتهما أسفرت عن تحسن كبير في الفريق، سواء على مستوى الأرقام أو النتائج أو الأداء، كل شيء تأثر بهذه البصمة وفي وقت قياسي.

بالطبع تراجع أداء برشلونة وأتلتيكو مدريد ساعد ريال مدريد في تعويض انطلاقته المخيبة وتصدر الدوري الإسباني في الوقت الحالي، ولكن على الأقل فإن هذا التحسن لم يكن ليحدث لولا ما قدمه زيدان.

زيدان يرفض الانتقادات بخصوص بيل ومارسيلو

الأزمة هنا أن المبالغات في الناحيتين تنسف حقيقة الأمور، فالبعض يدعي أن ريال مدريد بات أفضل فريق في العالم وبالتبعية يصبح زيدان الأفضل في العالم، والبعض ينكر لمسة الرجل تمامًا ويحاول نسف كل ما يقدمه، ولكن دائمًا ما تكون الحقيقة بين هذا وذاك، ودائمًا ما تضيع أيضًا بين هذا وذاك.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0