José Mourinho RomaGetty

مورينيو في روما .. حمى البدايات أم عدوى التغيير أصابت الاستثنائي؟

في المؤتمر الصحفي الأول لجوزيه مورينيو كمدرب لروما، قام البرتغالي فجأة من مكانه لمساعدة أحد الفنيين في إغلاق الستائر لتوفير إضاءة أفضل، وداعب الحاضرين بأنه اشتاق لمؤتمرات وأسألة الصحافة الإيطالية بعد سنوات من البُعد في إنجلترا، تصرفات أشارت إلى أن "الاستثنائي" قد حضر حقاً لإيطاليا بشخصيته المعهودة المشاغبة.

ولكن بعد مضي قرابة ثلاثة شهور الآن على تواجد المدرب في العاصمة الإيطالية، كانت النتائج في أرضية الميدان مفاجأة، ليس لأن روما يفوز ولكن بسبب الأداء الذي يقدمه الفريق بانطلاقة الموسم، سواء على المستوى المحلي في الدوري، أو الأوروبي بدوري المؤتمر.

حتى قبل لقاء فيرونا بالجولة الرابعة من الدوري، لعب روما 6 مباريات رسمية، فاز بها كلها، ثلاثة بالسيري آ، وثلاثة قارية، سجل فيها مجموع 19 هدفاً وتلقى 4، أرقام تقول الكثير عن التغير في أسلوب لعب روما ومدربه.

تعودنا مع مورينيو في تجاربه الأخيرة مع توتنهام ومانشستر يونايتد على التحفظ والنهج الحذر، وكثرت الانتقادات له بسبب اللعب السلبي الذي يعتمد فقط على المرتدات والارتكان للدفاع، ولكن في روما العكس تماماً، لعب هجومي وشهية مفتوحة للأهداف لا تكتفي بهدف وتعود للحفاظ عليه، والنتيجة دخوله سريعاً سجلات التاريخ مع الجيالوروسي بعد أن أصبح ثاني أكثر من يسجل أهدافاً بعد ستة لقاءات بعد فوني، 25 هدفاً.

اعتمد مورينيو في أسلوب لعبه على عناصر هجومية في المقام الأول، أعطى الحرية للقائد لورينزو بيليجريني الذي يعد الوجه الأبرز في الأسابيع الأولى من الموسم بأهدافه الرائعة، كذلك تناسى مشاكله مع هنريك مخيتاريان ووظفه كجناح، وعرف مبدئياً كيف يقحم ثنائي الهجوم الجديد تامي أبراهام وإيجور شومورودوف سريعاً في المنظومة، وكيف يداور بينهما في ظل اعتماده على خطة 4-2-3-1.

نقطة مهمة يجب الإشارة إليها أن في روما الضغوط على البرتغالي لن تكون مماثلة لما كانت عليه في مانشستر، أو حتى سبيرز، هنا ليس مطالباً بالألقاب، وهو كان واضحاً في أيامه الأولى بأنه هنا للبناء وأن الانتصارات والبطولات قد تنتظر، وهو ما لن تمانعه الجماهير أو الإدارة الأمريكية، على الأقل الموسم الحالي، وتحقيق مقعد مؤهل لدوري الأبطال، والذهاب بعيداً في بطولة بالمتناول مثل دوري المؤتمر قد يكون كافياً لاعتبار الموسم ناجحاً للجيالوروسي، الأمر الذي يحتاجه مورينيو بعد فشل تجاربه الأخيرة.

يحتاج مورينيو بشدة لتجربة ناجحة تنتشله من الهالة التي أصبحت تحيط به بعد تراجعه الكبير في السنوات الماضية، ووصمه بالمنتهي والشخص الذي أصبح جامد الفكر ولا يواكب التطور باللعبة، وروما قد يكون البيئة الأنسب له في الفترة الحالية رغم صعوبتها في العموم على أي مدرب، ولنا في باولو فونسيكا وحتى كلاوديو رانييري أمثلة حية.

نجح مورينيو سريعاً في كسب ود جمهور العاصمة صعب المراس وضمهم لصفه بانفعالاته واحتفالاته وأسلوبه المعهود، والأهم بما يقدمه الفريق في الملعب، ولكن هل هي فقط حمى البدايات أم هناك تغيير حقيقي وملامح من مورينيو ريال مدريد الذي لعب الهجوم وصنع فريقاً مميزاً وقتها في إسبانيا؟

الحكم على نجاح أو فشل مورينيو مع روما بعد مرور ثلاث جولات بالتأكيد مبكر للغاية، والجزم بأن ما نشاهده الآن هو الشكل النهائي لذلك الفريق سيكون تسرعاً، ولكن لا بأس بجرعة من التفاؤل والاستمتاع بأحدث تجارب المدرب الاستثنائي، الذي أينما حل تحضر الإثارة ويكون واجباً متابعة ما سيصنع هو وفريقه، وترك الحكم لنهاية الموسم على رهان الذئاب العاصمية على البرتغالي.

انقر هنا من أجل المشاركة في تحديات باور هورس والفوز بجوائز قيمة

إعلان