بينما اجتمع بعض السعوديين ظهر اليوم الأحد، في انتظار تشكيل روما، للاحتفاء بالظهور الأول لنجمهم سعود عبدالحميد بقميص الذئاب، فاجأهم المدرب دانييلي دي روسي بالاحتفاظ به بجانبه على مقاعد البدلاء للمباراة الثانية على التوالي.
الذئاب أضاعوا ثلاث نقاط مهمة في الموسم بعد التفريط في الفوز في الثواني الأخيرة - خارج أرضهم - أمام جنوى، إذ انتهى اللقاء بالتعادل (1-1)، ضمن الجولة الرابعة من الدوري الإيطالي.
افتتح روما التهديف في الدقيقة 37 من عمر الشوط الأول عن طريق أرتيم دوفبيك، لكن في الوقت المحتسب بدل من الضائع، حيث الثواني الأخيرة من اللقاء، أدرك كوني دي وينتر التعادل برأسية قاتلة كمتابعة لكرة عرضية.
التعادل رفع رصيد الجيالوروسي إلى النقطة الثالثة، ليقبعوا في المركز الـ14 بجدول الترتيب، فيما يحتل جنوى المركز التاسع بخمس نقاط.
وفي السطور التالية نستعرض أبرز النقاط بالبارزة من المباراة، والدرس الذي خرج به المحترف العربي منها..
دي روسي .. في نصف ساعة أضعت جهد ساعة!
المدرب الإيطالي دخل المواجهة بطريقة لعب 3-5-2، محتفظًا بالظهير الأيمن الذي اعتمد عليه في الجولات السابقة "التركي زكي تشيليك" على مقاعد البدلاء -قبل الدفع به في الدقيقة 61- مع التعويل على الجناح ستيفان الشعراوي للمساندة الدفاعية مع الثلاثي جيانلوكا مانشيني، إيفان نديكا وأنجيلينو؛ بجانب أدواره الهجومية كجناح.
بتلك الطريقة، أحرج روما منافسة في معقله سواء بالاستحواذ على الكرة أو خلق فرص خطيرة على مرماه، ولولا تألق الحارس بييرلويجي جوليني، لخرج الذئات متقدمين بثلاثية على الأقل من شوط المباراة الأول.
لكن ما إن قرر دي روسي التدخل لإجراء بعض التغييرات، انفرط عقد فريقه بشكل ما..
في الدقيقة 61، سحب مدرب روما ستيفان شعراوي ودفع بالظهير تشيليك، سعيًا وراء تأمين دفاعي أكثر، كما أخرج المتألق دوفبيك؛ محرز الهدف، ودفع بزميله إيلدور شومورودوف، هذا بخلاف عدة تغييرات أخرى كخروج بيسيلي وباولو ديبالا ونزول بيليجريني وبالدانزي.
الكتيبة القادمة من مقاعد البدلاء لم تفلح في الحفاظ على ما قدمه سابقوها، فبدلًا من اللعب على ضغط جنوي في وسط ملعبه، تحول الاستحواذ لصالح أصحاب الأرض من 36.4% في الشوط الأول، إلى 62.7% في نظيره الثاني.
مؤكد أن روما يعلم مدى صعوبة مواجهة جنوى على أرضه، لكنه لم يفشل فقط في الحفاظ على ما قدمه في الـ45 دقيقة الأولى، حتى فشل في اللعب على معنويات جنوى، الذي تلقى هزيمة مفاجئة في الجولة الماضية أمام هيلاس فيرونا (2-0)، بدت مؤثرة في شوط الليلة الأول على لاعبيه.
إلى سعود .. "لا تيأس فالأمل قائم"!
وبعيدًا على الأداء الجماعي لروما في لقاء الليلة، وبتخصيص الحديث عن سعود عبدالحميد..
فبالطبع يحلم الظهير السعودي بالظهور الأول له بقميص الذئاب، لكن في وقت يرى به البعض أن فرصة مشاركته في الدوري الإيطالي أكبر من نظيريه الإنجليزي أو الإسباني على سبيل المثال إلا أن المهمة ليست سهلة على الإطلاق.
الأمر يتعلق بالكثير من الجوانب منها التأقلم مع الفريق، وعدم تفضيل دي روسي الاعتماد على سعود بحالته الحالية، ويريد التعرف على جوانب كثيرة في صفقته الجديدة، كي يحقق الاستفادة الكاملة منه.
لكن ربما أخطأ المدرب الإيطالي الليلة بتفضيل تشيليك على عبدالحميد؛ فالأول منحه تأمين دفاعي "غير محكم" بنزوله كبديل في الدقيقة 61، في وقت يجيد به اللاعب السعودي أداء الأدوار الدفاعية والهجومية على حد سواء، ما كان من شأنه أن يقلل من تأثير خروج الشعراوي على الفريق.
كل هذا لا يخفي النقطة المضيئة في تفكير دي روسي، الذي يتقبل التغير في مركز الظهير ولا يعتمد على طريقة واحدة جامد ولاعب ضامن مكانه بشكل دائم.
أما النقطة الأكثر إضاءة فهي اعتماده على طريقة 3-5-2، التي يفضلها الإيطالي روبرتو مانشيني؛ المدير الفني للمنتخب السعودي، والتي أظهرت سعود بأفضل طريقة ممكنة، وربما لعبت دورًا مهمًا في احترافه بإيطاليا.
خلاصة القول: انتظار سعود على الدكة لن يطول، فـ"رب نافعة" تأتي من وراء تعثرات روما في بداية الموسم مع تجربة دي روسي لأكثر من طريقة حتى الوصول للأنسب!