في الوقت الذي كان يعاني فيه ميلان أمام أودينيزي بسان سيرو مطلع الشهر وافتقد لمهاجم يهز الشباك، كان زلاتان إبراهيموفيتش يشاهد المباراة من على الخطوط بسبب تعرضه لإصابة عضلية باللقاء السابق.
إبراهيموفيتش نفسه بعد أيام قليلة ظهر مجدداً في مهرجان "سانريمو" ولم يكتف فقط بالحديث مع مقدمه أماديوس كما حدث بالظهور الأول، ولكن هذه المرة رقص وشارك في الغناء، وهو الذي يعاني من تمزق بعضلات الساق اليمنى.
Gettyوقتها الأمر كان مثاراً للسخرية من جماهير الفرق الأخرى بأن إبرا قرر التفرغ للغناء والرقص بعد تراجع أمل فريقه في تحقيق لقب الدوري، ولكن البعض الآخر تساءل عن كيفية قيام السويدي بحركاته الراقصة مع إصابته، وهل يضع مشاركته الفنية في مكانة أهم من الرياضية.
منذ عودة إبراهيموفيتش لميلان في مطلع 2020 وتحولت حظوظ الثنائي، ميلان عاد قوياً ومنافساً، بينما السويدي عاد لأضواء أوروبا من جديد بعد الفترة الأمريكية، وكل ذلك رغم أنه يشارف على الأربعين من العمر.
راهن ميلان على إبرا وكسب الرهان، كم فريق بحجم الروسونيري كان سيأخذ المغامرة ويتعاقد مع لاعب في سنه ويعطيه الفرصة من جديد؟ وقت عودة إبرا كان الحديث كله عن بولونيا بسبب الصداقة مع مدربه سينيسا ميهايلوفيتش، أو نابولي الباحث رئيسه أوريليو دي لاورنتيس عن نجم جديد يسلط الضوء على فريقه.
النجم السويدي يعرف جيداً مدى تأثيره على ميلان، ولذا تمسك بطلباته لتمديد عقده لموسم إضافي وحصل على الراتب الضخم الذي يريده رغم تقدمه في العمر، وفي أرض الملعب كان خير قائد وأهدافه ومساهماته كانت من أهم الأسباب في صراع الفريق بقمة السيري آ وعروضه الطيبة بالدوري الأوروبي قبل الخروج أمام مانشستر يونايتد.
ولكن مؤخراً إبرا تركيزه على أمور أخرى أكثر من فريقه، أولاً المهرجان الغنائي والذي لحسن الحظ تزامن مع إصابته وغيابه عن الملاعب وإلا لكان الأمر ليثير مشكلة أكبر بسبب غيابه عن التدريبات، ثم جاء قراره بالعودة الدولية.
قرر النجم السويدي قطع اعتزاله الدولي والعودة لتمثيل منتخب بلاده قبل أمم أوروبا الصيف المقبل، وبداية العودة كانت هذا الأسبوع بتواجده بقائمة الفريق التي ستخوض ثلاثة لقاءات في تصفيات مونديال 2022 الذي رحب إبرا بالتواجد فيه!
Gettyأسابيع أخيرة ساخنة للسويدي، غناء ورقص، مشاركة مع السويد ضد جورجيا وتمريرة حاسمة لهدف الفوز تتوج عودته بعد غياب خمس سنوات، وهدف مع ميلان ساهم في الانتصار على فيورنتينا وإبقاء الأمل حياً بالدوري.
أي لاعب آخر غير إبرا يمكن القول إن من المستحيل أن يفعل ما يفعله بسنه، أن تكون في الأربعين وتملك المقدرة والرغبة لفعل كل ذلك ليس سهلاً، وإذا كان إبرا قادراً فقد يكون هناك متضررين من الأمر.
المشاركة مع السويد ستفيد بلاده التي تستعيد نجمها التاريخي قبل بطولة مهمة وفي تصفيات صعبة، ولكنها فترة قليلة ومباريات منفصلة، بينما الخاسر الأكبر سيكون ميلان الذي يحتاج إبرا في أفضل أحواله، وحتى ولو قال الأخير إنه قادر على فعل كل تلك الأمور معاً، الجسد له أحكامه، خصوصاً في الأربعين من العمر.
Goal Arحتى الآن إدارة ميلان كانت هادئة في تعاملها مع جدول إبراهيموفيتش المزدحم، مالديني ورفاقه يدركون شخصية السويدي الصعبة، ولذا تجنب الأمر ربما كان الحل الأفضل هذا الموسم، ولكن الموسم المقبل ومع عودة محتملة لدوري الأبطال قد يختلف الوضع.
حتى الآن لم يتوصل ميلان ونجمه لاتفاق لتمديد عقده المنتهي بحلول الموسم الحالي، القرار الذي يتمهل الروسونيري في اتخاذه بانتظار اتضاح أفكار لاعبه ومعرفة أولوياته، هل ميلان يأتي في رأسها كما كان لحظة عودته، أم تراجع وأصبح أداة أخرى من أدوات السلطان الباحث عن الاستمرار في أمجاده الشخصية؟