فترة عصيبة يمر بها نادي الاتحاد خلال تاريخه، بعد دخوله النفق المظلم، في ظل صراعه مع الهبوط هذا الموسم، حيث ازدادت الأمور سوءًا بعد خسارة ديربي الرياض على يد غريمه التقليدي الأهلي .
ما يحدث الآن يتمناه جمهور نادي الاتحاد أن يكون كابوسًا وليس واقعًا، نظرًا لما كان يتمناه الجميع للفريق هذا الموسم، بالمنافسة على جميع الألقاب والبطولات، ليصطدم الجميع بأن أقصى طموح الفريق هو تفادي الهبوط.
الاتحاد يدفع فاتورة عدم الاستقرار الإداري خلال السنوات الأخيرة، حيث عانى الفريق من كثرة تغييرات الإدارة، وأيضًا الأجهزة الفنية، وهو ما تسبب في تذبذب مستوى الفريق الفني، والنتائج السلبية.
ولكن أين الحل لكل أزمات الاتحاد؟ هذا السؤال الذي يسيطر على الجميع خلال الوقت الحالي، في ظل تغيير كل شيء خلال السنوات الماضية، سواء لاعبين أو إدارة أو جهاز فني.
أزمة الاتحاد تعود بنا إلى أزمة نادي برشلونة الإسباني عام 1988، حيث عانى الفريق من الأزمات الإدارية، وهو الأمر الذي أثر سلبيًا على نتائج الفريق محليًا، وجعلته ينهي الدوري الإسباني محتلًا المركز السادس، وسط سخط من جانب جماهيره.
لويز نونيز رئيس نادي برشلونة في هذا الوقت، لا يشغله سوى الانتخابات وكيفية الفوز بها، دون النظر لأي اعتبارات أخرى، وهو ما أثار غضب لاعبي الفريق والجهاز الفني بقيادة لويس أراجونيس، ليطلبوا لقاء رئيس النادي.
هل ترفع جماهير الهلال شعار "Oh Nooo" أمام الفتح أم تُرحب بمساعدة منافسها الأبرز؟
وبالفعل عقد اللاعبون والجهاز الفني الجلسة مع نونيز، وتحدث بلسان اللاعبين خوسيه رامون أليكسانكو قائد الفريق، حيث قال لرئيس النادي "انت فضلت مصلحتك الشخصية على مصلحة النادي، وأن لا تحبنا كلاعبين ولا تحب الجمهور، ونطالبك بالرحيل".
بعد انتهاء الاجتماع بأسبوع، قرر نونيز إقالة الجهاز الفني بقيادة المدرب لويس أراجونيس، وتعيين المدرب الشاب الهولندي يوهان كرويف، الذي نجح مع فريق أياكس.
ما الذي فعله يوهان كرويف؟ عرض 15 لاعبًا للبيع في مفاجأة لم يتوقعها أحد، وضم 12 اسم جديد ضمنهم أوزوبيو ساكريستان، الذي تألق بشكل كبير وأصبح حديث العالم، مع الحفاظ على أليكسانكو قائد الفريق.
أليكسانكو أبلغ نونيز رئيس برشلونة، بأن حدوده تنتهي عند باب غرفة الملابس، وأنه أصبح غير مسموحًا له بالدخول، والتحدث مع اللاعبين، وسط دعم من جانب المدرب الجديد يوهان كرويف.
على المستوى الفني، قرر كرويف تغيير خطة اللعب، باللعب بطريقة 3-4-3، وسط ذهول من جانب اللاعبين، في ظل انتشار طريقتي 4-4-2 و 3-5-2، حيث أكد لهم على أنه يفضل الفوز بنتيجة 5-4 بدلًا من 1-0.
وبهذه الثورة التي أحدثها كرويف، نجح في تحقيق الدوري الأسباني لمدة 4 سنوات متتالية، بالإضافة إلى كأس الملك مرة واحدة، وكأس السوبر الإسباني 3 مرات، وعلى المستوى الأوروبي، نجح في تحقيق أول بطولة دوري أبطال أوروبا في تاريخ النادي، وكأس الكؤوس الأوروبية وكأس السوبر الأوروبي.
وحافظ مدربي برشلونة على الاستراتيجية التي اتبعها يوهان كرويف خلال السنوات الماضية، ليحقق الفريق الكثير من الإنجازات والبطولات، وتزداد شعبيته بشكل كبير.
وهذا ما يحتاجه نادي الاتحاد حاليًا، فهل يجد مسؤوليه يوهان كرويف جديد، يستطيع انتشال الفريق وقيادته إلى منصات التتويج من جديد؟