Tommy DochertyGetty

رحلة مانشستر يونايتد من الهبوط إلى حرمان ليفربول من "الثلاثية"

على الرغم من الهوس يكون دائمًا بالنتيجة النهائية، لكن الرحلة وتفاصيلها في بعض الأحيان لا تقل أهمية، وكما كانت رحلة سقوط مانشستر يونايتد من عرش أوروبا إلى الهبوط في غضون 6 سنوات بين 1968 و1974 مُلهمة،  فصعودهم اللاحق للقمة كان ملهمًا أيضًا.

عاش الحارس أليكس ستيبني هذا المجد والجزر في تلك الحقبة، كان بين الـ3 خشبات عندما فاز مانشستر يونايتد بكأس أوروبا 1968، وكان بين الـ3 خشبات عندما لعب مانشستر يونايتد في دوري الدرجة الثانية 1974، وكان يحرس عرينه عندما عاد مرة أخرى للقمة في ويمبلي بعد 3 سنوات.

الأيام الثقيلة حلت بمانشستر يونايتد في عام 1974 عندما هبط للدرجة الثانية بعد أن أنهى في المركز قبل الأخير، بعد أن خسر 20 مباراة، من بينهم تلك المباراة التي سجل فيه أسطورة مانشستر يونايتد السابق دينيس لو هدفه الشهير بالكعب وهو بقميص مانشستر سيتي في الجولة قبل الأخيرة.

كان وضعًا غريبًا على النادي، فهذه هي أسوأ درجة له، ولم يلعب أبدًا في أقل من المستوى الثاني من كرة القدم الإنجليزية، على الرغم من أنهم كانوا بحاجة إلى الفوز على ميلوول في اليوم الأخير من موسم 1933/1934 لتجنب الهبوط للمستوى الثالث. فاز مانشستر يونايتد على النادي اللندني 2/0 وتخطاه في الترتيب وهبط بدلاً منه.

تحت إشراف "الحكيم" تومي دوكيرتي استطاع أن يصعد به للدرجة الأولى مرة أخرى بتتويجه بالدرجة الثانية في أبريل 1975، متفوقًا على فريق أستون فيلا القوي في ذلك الوقت بوجود رون سوندرز، وجون بوندز.

يدين اليونايتد بالكثير من الفضل لدوكيرتي، فرغم الهبوط غرس في نفوس لاعبيه قيمة القميص، وفي كتاب لمؤرخ مانشستر يونايتد واين بارتون عن موسم 1974/1975 يقول في مقدمته

"دوكيرتي طالب لاعبيه بأن يكونوا كالذباب يُلاحقون حبة السكر. ما إن يحصل المنافس على الكرة، فيُلاحقوه دون كلل لاستعادتها. كان مانشستر يونايتد يلعب بهذه الطريقة في ملعبه وخارجه".

حسنا صعد اليونايتد في الموسم التالي 1975/1976، ومنح دوكيرتي الفرصة مجددًا لبناء حقبة جديدة.

وماذا تتوقعون من فريق صاعد؟ أن يحتل منتصف الترتيب؟ المركز السادس؟!

في الحقيقة قدم مانشستر يونايتد في أول موسم له بعد العودة كرة قدم مميزة، وكان منافسًا على لقب الدوري الإنجليزي، وأنهى البطولة في المركز الثالث.

Manchester United Saint-Etienne 1977

بدأ مانشستر يونايتد في ثني عضلاته مرة أخرى، ويقول ستيبني "ربما حققنا أداءً أفضل مما توقعه الناس. كنا قريبين من قمة الجدول طوال الموسم وكان هناك شعور بأن مانشستر يونايتد عائد مرة أخرى. تم إيقاظ العملاق وعليك أن تعطي تومي الفضل في ذلك".

"كان ستيف كوبيل واحدًا من عدد قليل من التعاقدات الرائعة لنا وكان فريقًا جديدًا لديه إيمان في فريقه جديد، وأثبت أنه جاهز للتنافس على البطولات مرة أخرى."

لم يكتف مانشستر يونايتد بالمركز الثالث في موسمه الأول بعد الصعود، بل وصل لنهائي كأس إنجلترا أمام ساوثامبتون من الدرجة الثانية، ورغم أن الجميع اعتقد أن مانشستر يونايتد سيرفع الكأس، لكنه خسر في مفاجأة كبيرة.

مباشرة بعد الخسارة وعد دوكيرتي المشجعين بأنهم سيحققون اللقب في الموسم التالي، وكان كأس إنجلترا في ذلك الوقت له قيمة كبيرة في كرة القدم الإنجليزية.

بالفعل حقق دوكيرتي وعده ووصل مانشستر يونايتد إلى نهائي كأس إنجلترا 1977 لكن كان عليه مجابهة غريمه اللدود ليفربول "الذي لم يرحم في تلك الفترة" مع بوب بيزلي، في أول نهائي بينهما منذ 83 عامًا، لكن مانشستر يونايتد فعلها وحقق انتصارًا مدويًا بهدفين مقابل هدف في مباراة.

لكن يكن في مخيلة أي أحد أن مانشستر يونايتد سيحقق اللقب، لدرجة أنه بعد المباراة تم تسليم اثنين من لاعبي مانشستر يونايتد وهما بريان جرينهوف وآرثر ألبيستون ميداليات المركز الثاني عن طريق الخطأ.

كان ليفربول بطلاً للدوري الإنجليزي قبل المباراة، وكان يستعد لخوض نهائي كأس أوروبا الذي توج به أمام بوروسيا مونشنجلادباخ في روما، وبالتالي كان فوزه على مانشستر يونايتد سيجعله أول فريق إنجليزي يُحقق الثلاثية.

حرم دوكيرتي ورجاله ليفربول من هذا الشرف وأجله لعقود حتى جاء سير أليكس فيرجسون وحققه عام 1999 لكن مع مانشستر يونايتد.

الغريب أن عام 1977 شهد إقالة دوكيرتي، ليس بسبب تدهور النتائج بل لأنه تم فضح علاقته الغرامية مع زوجة أخصائي العلاج الطبيعي في اليونايتد لوري براون، وهي القضية التي أحدثت ضجة إعلامية غير مسبوقة في إنجلترا، لدرجة أن زوجته أجنيس طلبت الطلاق منه بعد هذه الفضيحة.

يقول دوكيرتي عن هذه العلاقة التي أدت للإطاحة به من تدريب النادي "أنا المدرب الوحيد الذي فقد منصبه بسبب وقوعه في الحب!"

وعن عن الفترة الصعبة التي عاشها في مانشستر يونايتد "لا أعتقد أن بإمكان هنري كيسنجر نفسه تحمل الاستمرار 48 ساعة في أولد ترافورد!"

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0