مصعب صلاح تابعوه على تويتر
نهائي دوري أبطال أوروبا 2014 بين ريال مدريد وأتلتيكو كان نقطة تحول لسيرخيو راموس من لاعب جيد إلى أسطورة لا تنساها جماهير "سانتياجو برنابيو".
السبب ليس إنقاذه هدفًا في الدقائق الأخيرة أو منع المنافس من التسجيل أو القيام بأدواره الدفاعية ولكن لأنّه سدد كرة رأسية في الدقائق الأخيرة قلبت المباراة لصالح البلانكوس ومهدت للفوز بالعاشرة.
أهداف راموس بعد ذلك سواء في السوبر الأوروبي في 2016 أو في مباريات الدوري 2016-2017 والتي جلبت نقاطًا لريال مدريد أكثر مما فعله كريم بنزيما جعلته مخلدًا.
ولكن هل الأهداف تكفي لكي يصبح المدافع أسطورة؟ لو نظرنا للتاريخ لوجدنا أن رونالد كومان أفضل مدافع هداف ومع ذلك لا يضعه أحد في خانة واحدة رفقة باولو مالديني، أسطورة ميلان.
إذًا ما سر هذا التحول؟ كيف أصبح التهديف هو معيار اعتبار اللاعب أسطوريًا بغض النظر عن أخطائه الدفاعية.
اسألوا كيلليني
(C)Getty Imagesفي 2017 وقبل مباراة الملحق بين إيطاليا والسويد، انتقد جورجيو كيلليني، قائد يوفنتوس، المدرب بيب جوارديولا واصفًا إياه بتدمير المدافعين بعد أنّ أصبحت وظيفتهم أكثر من مجرد التشتيت وقطع الكرات.
كيلليني عارض نفسه بعد ذلك قبل مباراة أتلتيكو مدريد في التشامبيونزليج حينما قال إن راموس أفضل مدافع في العالم لأنّه قادر على تسجيل الأهداف.
وبالعودة للتصريح الأول، فإن طريقة الكرة الشاملة - والتي بنغ فيها كومان مع كرويف - تطلب أدورًا هجومية من المدافعين بصورة كبيرة، يجب أن يكون جزءًا من صناعة اللعب.
لو نظرنا إلى جيرارد بيكيه، فهو ليس مدافعًا من الطراز التقليدي، فهو لا يركض خلف الكرة ويحاول قطعها فقط ولكن الأهم هو التمركز السليم والتحكم في الإيقاع وإخراج الكرة بصورة سليمة سواء أرضية أو طولية.
نقطة قوة بيكيه في قدرته على التخلص من الضغط وبناء الهجمات، مما يجعل الكرة الخطيرة على برشلونة تتحول لهجمة مرتدة سريعة.
الأسلوب الإسباني حاليًا جعل الدور الدفاعي مطلوب من جميع اللاعبين عن طريق الضغط المبكر والاستحواذ وعدم فقدان الكرة، مما مهد لأدوار إضافية لكل مدافع.
اللقطة
Getty Imagesالجمهور لا يهتم كثيرًا بخطط اللعب أو طريقة التمركز والانتشار أو التفاصيل الدقيقة عمومًا في اللعبة.
ميسي يكون في أفضل أحواله حينما يسجل فقط ويحصل على المديح والثناء، رغم أنّه أحيانًا يقدم مستويات مذهلة دون إحراز أهداف وأحيانًا يسجل وهو يلعب دون بذل أي مجهود.
هكذا كان السبب وراء احتفاء الجمهور براموس، تسجيل الأهداف ينسي الجميع أي أخطاء أخرى أو هفوات هنا وهناك.
خدعوك فقالوا.. راموس أفضل مدافع في العالم
الجمهور مستعد أن يتقبل انتهاء المباراة 5-4 لفريقه ويفتخر بالقدرة على إحراز 5 أهداف في المنافس رغم أنّه استقبل 4، فلا يهم التكتيك أو الخطط المهم التسجيل.
يبرع راموس وبيكيه وبالأخص الأول في هذا الأمر كثيرًا، ومؤخرًا أصبح قائد ريال مدريد المسؤول عن ركلات الجزاء ليسجل من خلالها 8 أهداف - 9 باحتساب المباريات الدولية - من أصل 11 مع ريال مدريد.
باختصار، التغاضي عن عيوب راموس وبيكيه في قلب الدفاع جاء بسبب الأدوار الهجومية التي يقدمونها رغم أنّها أحيانًا تكون السبب في استقبال الفرص.
وقت الانتصار الجميع يشيد ويهلل ويرفع راية الاحتفال، وحينما تأتي الهزيمة تفتح أبواب من الانتقادات لا تتنهي.




