سقط مانشستر يونايتد مساء الأربعاء أمام ضيفه بيرنلي بهدفين نظيفين لحساب البريميرليج، خسارة تضاف لسلسلة لا تنتهي من خيبات الأمل للفريق في السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ تنحي سير أليكس فيرجسون، إذاً ما الجديد، وما الداعي لإعادة مناقشة مواضيع قُتلت بحثاً عن أسباب تراجع الشياطين الحمر؟
"التواجد في المركز الخامس يعد أمراً إيجابياً حالياً لمانشستر يونايتد"، تلك الجملة صاحبها هو أولي جونار سولشاير، مدرب الفريق وأحد أساطيره، والذي تغنى طوال مؤتمراته الصحفية منذ تعيينه عن الوضع غير اللائق للنادي حالياً، والعودة للمنافسة على لقب البريميرليج.
بالنظر لتردي الأوضاع وتذبذب النتائج هذا الموسم سيبدو تواجد مانشستر يونايتد خامساً، وبفارق ست نقاط فقط عن المربع الذهبي، معجزة وليس فقط إيجابياً، ولكن نحن نتحدث عن هنا عن زعيم الكرة الإنجليزية، وأحد أهم أندية الكرة في أوروبا والعالم.
الجديد أيضاً أن في مباراة بيرنلي الجمهور غادر مدرجات "أولد ترافورد" بعد الهدف الثاني، ولم يكتف فقط بالهتاف ضد عائلة جليزرز مالكة النادي، ولكن قرر إنهاء معاناته وترك هؤلاء من يحملون قمصاناً لا يستحقونها يكملون المتبقي من دقائق أمام كراسي خاوية.





جمهور يونايتد سأم المعاناة، والاستماع كل عام لأسباب مختلفة عن أسباب التراجع، فمن "الإرث الكروي" مع مورينيو لمحاضرات سولشاير الأسبوعية عن تشبيه شبابه بنجوم الماضي، والمحصلة هي استمرار خيبات الأمل والتراجع.
من جديد يعود الحديث عن تعاقدات جديدة وخطط طويلة الأمد، أو حتى إقالة سولشاير منتصف الموسم الحالي وتعيين مدرب جديد كما فعل أرسنال وتوتنهام، محاولات من الإدارة تجعلها مثل الطبيب الذي يخرج مبتسماً بعد الجراحة ويعلن نجاح العملية ووفاة المريض.
مانشستر يحتاج حل جذري، يحتاج مدير رياضي مخضرم يتولى إدارة الأمور، نعم عائلة جليزر تعلم كيف تدير الأمور اقتصادياً وتحقق الأرباح، ولكن الأولوية لأرضية الملعب، هذا فريق كرة قدم في المقام الأول، وليس مجرد استثمار، وحتى ولو كان الزمن الحالي يرى العكس، ويجب احترام الجماهير العريضة للنادي حول العالم.
رأي غير محايد | إيطاليا ومحاربة العنصرية بالكذب
في مانشستر سيتي يدور الحديث عن التراجع الكبير هذا الموسم، فريق بلغ دور الستة عشر في دوري الأبطال ويحتل المركز الثاني في البريميرليج، وحاضر في بطولتي الكأس، ويعتبر نفسه متراجعاً، رغم أنه لا يتمتع بالإرث ولا الثقافة التي يتفاخر بها الجانب الأحمر للمدينة، وهو ما يجعل الفارق جلياً بين التفكير بين الناديين، ومن كان يتخيل أن تنعكس الأوضاع بين القطبين في غضون بضعة أعوام.
إقالة سولشاير أو جلب لاعبين جُدد ستكون أشبه بالمسكنات، إذا لم يبدأ الإصلاح من أعلى الهرم وتعترف الإدارة بأخطائها، فستكون الأوضاع في مانشستر مثل الغريق الذي يحاول الخروج من الدوامة بالسباحة، والخاسر دوماً وأبداً في عالم الرياضة هو الجمهور الذي يعاني وسيستمر في معاناته، عكس الإدارييون الذين يملكون الأموال لتنسيهم خيبات الأمل.
