لم يخف الشاب الأسمراني "جيمس ليا سيليكي" حلمه باللعب مستقبلاً لنادي مانشستر يونيايتد، لكن يبدو أن طريق الوصول لذلك لا يزال طويلاً رغم أنه أثبت مؤخرًا موهبته الكبيرة.
ذو ال21 عامًا يحمل حاليًا قميص رين، نادي المدينة التي تبعد عن مسقط رأسه (في شمال باريس) بأكثر من 350 كيلومترًا، حيث بدأ في الفترة الأخيرة يشارك معه بشكل منتظم ويبصم على مستويات طيبة.
وكانت مسيرة اللاعب شاقة جدًا، فقد انطلق من أكاديمية باريس سان جيرمان الشهيرة بأساليبها الحازمة، قبل أن يلتحق سنة 2011 بنادي جانجون، إذ قضى معه 3 سنوات كانت مليئة بالعمل الجاد والمثابرة، ما أهله للانضمام لنادي رين والذي فتح له في 2016 باب المستوى الاحترافي.
شارك متوسط الميدان في عدد ليس بالهين من المقابلات في الموسم الماضي، ليظهر إمكانيات وقدرات أعجبت كثيرًا المدرب "صبر لموشي" والذي تطور فريقه كثيرًا مقارنة مع بدايته السيئة جدًا حينها.
Gettyبداية اللاعب الفعلية كانت في مواجهة فريقه الأم الموسم الماضي، فرغم أنه لم يشارك حينها سوى لـ 45 دقيقة، إلا أنه ترك صورة جيدة عنه في مخيلة الطاقم الفني لرين.
أظهر اللاعب قدرته على تسريع النسق بالاعتماد على التمريرات الذكية والمركزة على العمق وتناغم بشكل كبير مع رفاقه، لكنه تحسن وأبدع بشكل أكبر حين تخلى عن مركز الجناح ومر لمتوسط ميدان.
ويحب اللاعب دخول التحديات الكبيرة إذ يعتبرها مفيدة جدًا ومن بين الوسائل التي تمكنه من الرقي بأدائه أكثر وأكثر "ربما كنت محظوظًا بالتطور وسبق المراحل في جانجون، لكن الدخول في منافسات شرسة أمر ليس بالسيء، بل على العكس هو أمر أنا في حاجة إليه للتحسن بشكل مستمر"
وبعد تألقه في عدد من المباريات، نال اللاعب المديح من متتبعي الشأن الفرنسي عن قرب، فالنجم السابق "لوران هاورد" يرى فيها نجمًا واعدًا ويمزج بين أسلوب لاعبين كبيرين في وسط الميدان.
"إنه خليط من بليس ماتويدي وجوفري كوندوبيا. ربما هو ليس بتلك الجودة العالية التي يفتك بها ماتويدي الكرة ولا بالقوة التي يتمتع بها كوندوبيا، لكن لديه شيء مميز آخر.. جيمس قادر على أن يكون هدافًا".
وخاض ليا ما مجموعه 29 مباراة في النسخة الحالية من الليج 1، إذ شارك في 16 منها كأساسي مقدمًا أداءً مقنعًا. تمكن أيضًا من التوقيع على هدفين مميزين، الأول في شباك ليل بقذيفة قوية رائعة، أمام الثاني فكان في موعد الفوز على ليون "2-0" نتيجة لتحرك ذكي ومتابعة دقيقة لسير اللعب.
وينضاف لهذين التوقيعين هدف الحاسم في المباراة الأخيرة أمام نانت، فبعد تقديم أداء خارق وخلق توازن كبير في وسط الميدان، منح اللاعب رفاقه تعادلاً ثمينًا "1-1" إذ استغل ارتداد الكرة في إحدى العرضيات ثم سدد من داخل منطقة الجزاء بشكل مقوس دون أن يفلت الشباك.
Gettyوقال اللاعب عقب تلك المباراة المثالية بالنسبة له "لقد كنت محظوظًا بالتسجيل بالقرب من الجماهير وعائلتي المتواجدة معهم، فأخي وأبناء عمي كانوا قدموا من باريس لمشاهدتي"
وأفصح اللاعب بهذه المناسبة عن حمله أيضًا "منذ أن كنت صيبًا وأنا أحلم بتقديم مستويات كبيرة كلاعب محترف. لن أخفي عنكم إعجابي الكبير أيضًأ بمانشستر يونايتد، كل شيء هناك يستهويني بدءً بألوان الفريق، الملعب الأسطوري... كبرت وأنا أتابع أمجاد السير أليكس فيرجيسون كما عشقت العديد من النجوم كأندي كول، لويس ساها، وأين روني، جيجز، كريستيانو رونالدو، إلخ..."
ربما يبدو اللعب للشياطين الحمر أمرًا مستبعدًا بعض الشيء في الوقت الراهن، لكن من يدري، فكل شيء ممكن في الساحرة المستديرة وبالمواظبة على العمل الجاد وصقل موهبته قد يصل لبمتغاه.


