زاد الحديث مؤخرًا عن استهداف الأهلي التعاقد مع الليبي حمدو الهوني جناح الترجي التونسي، وقد أكدت بعض المصادر الصحفية حسم الصفقة بالفعل وتطرق البعض إلى إمكانية مبادلته مع جونيور أجايي.
تُرى، هل الهوني أفضل بالفعل من أجنحة الأهلي الحالية؟ وهل يستحق التضحية بمكان أجنبي؟ نُحاول أن نجيب اعتمادًا على أداء اللاعب وأرقامه خاصة في دوري أبطال أفريقيا.
- اقرأ أيضًا | أحمد سمير .. الجوكر الذي يتفوق على أجنحة الأهلي
من هو حمدو الهوني؟
اللاعب صاحب الـ27 عامًا غادر أفريقيا في انتقالات يناير 2016 بانتقاله من الأهلي طرابلس الليبي إلى سانتا كلارا البرتغالي، وقد لعب لعديد الأندية البرتغالية وبينهم بنفيكا بي قبل العودة للقارة السمراء في يناير 2019 وارتداء قميص الترجي التونسي.
يُجيد اللعب في مركز الجناح الأيسر، لكنه يستطيع اللعب في الجناح الأيمن والمهاجم المتحرك، وقد يُستخدم كذلك كلاعب وسط مهاجم يتحرك في المساحة خلف المهاجم المتقدم.
هو أحد العناصر المهمة في المنتخب الليبي، وقد لعب معه 22 مباراة سجل خلالهم 3 أهداف، ويلعب مع الفريق في خانة الجناح الأيسر.
الميزة الأهم لدى الهوني ... القرار السليم
كثيرًا ما نسمع جملة "جهده كبير لكن إنتاجه قليل"، وتلك تُعبر ببساطة عن لاعب يبذل الكثير من الجهد في الملعب لكنه يُهدره تمامًا بقرارات سيئة، سواء في الاختيار أو التوقيت.
لاعب كرة القدم يُتوج جهده الكبير بقراره، وأهمية القرار ليست فقط في ماهيته، بل كذلك توقيته .. أي التسديد وقتما يكون التسديد متاحًا ومناسبًا وهو الخيار الأفضل، والتمرير أو المراوغة أو حتى العودة للخلف والاحتفاظ بالكرة حين يكون ذلك هو القرار السليم، لأن القرار السيئ لن يُهدر فقط جهد اللاعب بل سينعكس سلبًا على فريقه بالكامل.
حمدو الهوني يمتاز بصحة قراراته في جل الأوقات، وهذا تؤكده الأرقام جيدًا، والحديث عن أرقامه في دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم فقط.
لعب الهوني 4 مباريات في دوري الأبطال 3 منها أساسيًا، سجل هدفًا وصنع آخر، وقد صنع 5 فرص من اللعب المفتوح منهم فرصتين محققتين للتسجيل.
Getty Imagesاللاعب سدد على المرمى 4 مرات، لم يتصد الدفاع لأي تسديدة وهذا يدل على اختياره الزاوية والتوقيت السليم للتسديد، وقد ذهبت 3 تسديدات بين القائمين والعارضة وواحدة فقط خارجها، أي أن دقة التصويب لديه بلغت 75% وهي دقة تؤكد حُسن القرار حين يتعلق الأمر بالتسديد .. فهو لا يُسدد لمجرد التخلص من الكرة.
الهوني حاول المراوغة 6 مرات فقط خلال المباريات الأربعة، نجح في 4 منهم، بنسبة نجاح بلغت 67% وهي نسبة ممتازة وتؤكد أيضًا أنه لا يتهور بالمراوغة دون داعٍ، بل يختار خيار المراوغة حين يكون واثقًا من قدرته فعلها وتخطي منافسه وغالبًا ما ينجح في ذلك.
مرر الهوني 117 تمريرة بنسبة نجاح 82.5%، منهم 34 في نصف ملعبه بدقة 88% و83 في نصف ملعب الخصم بدقة 80% .. أرقام ربما ليست الأفضل فيما يخص دقة التمرير، لكنها جيدة جدًا خاصة بالنظر لأن الترجي لعب ضد الزمالك وصيف نسخة الموسم الماضي مباراتين.
الأرقام السابقة للهوني تؤكد أنه يتخذ القرار السليم حين تكون الكرة معه في أغلب الأوقات، سواء كان التمرير أو المراوغة أو التسديد، وهذه النقطة تحديدًا تنقص بعض أجنحة الأهلي وعلى رأسهم بالطبع حسين الشحات.
الهوني × أجنحة الأهلي
يلعب الهوني في الجانب الأيسر من الهجوم كما أسلفنا، ولكننا وضعناه في مقارنة مع رباعي الأهلي، جونيور أجايي وحسين الشحات ومحمود عبد المنعم كهربا وطاهر محمد طاهر، لمعرفة الأفضل على الصعيد الرقمي على الأقل وهو أحد جوانب منح الأفضلية للاعبين حاليًا.
الملاحظة الأبرز من الشكل أعلاه أن بيتسو موسيماني المدير الفني للأهلي غير مستقر على جناحين أساسيين في الفريق، إذ باستثناء أجايي لم يتجاوز أي من الثلاثي نصف عدد الدقائق التي لعبها الهوني في دوري الأبطال هذا الموسم.
الملاحظ أن الهوني يتفوق نسبيًا على الثلاثي، الشحات وكهربا وطاهر، لكنه يتساوى تقريبًا مع أجايي، وربما السبب في ذلك أنهما لعب عددًا أكبر من المباريات!
عدنا إلى الموسم الماضي من دوري الأبطال وعقدنا مقارنة بين الهوني وثلاثي الأهلي، أجايي وكهربا والشحات، وقد ظهر هنا تفوق الأول والثالث على اللاعب الليبي في عديد الأرقام.
هذا يُظهر مدى النضج والتطور الذي يعيشه الهوني حاليًا مع الترجي، وكذلك مدى تراجع حسين الشحات تحديدًا هذا الموسم ... من جانب آخر، قد يُشكك نوعًا ما في مستوى الهوني الحالي ويتطلب الانتظار موسمًا آخر لنرى هل سيستمر أم أنه مجرد طفرة عابرة.
الخلاصة .. هل يستحق الهوني التضحية لأجله؟ وهل هو الهدف الأفضل؟
باعتقادي أن حمدو الهوني ورغم امتلاكه لميزة القرار السليم وتواجده في سن النضج الكروي حاليًا، إلا أنه يبقى لاعبًا جيدًا جدًا لا أكثر، قد يتألق في بعض المباريات لكنه يبقى أقل من المستوى المطلوب لبطل أفريقيا والعملاق القاري الذي يستهدف منصات التتويج دومًا.
اللاعب مقارنة بغيره من الأجنحة على المستوى القاري لا يمتلك أرقامًا مذهلة، ولم يُقدم ذلك الأداء الخارق، ومازلنا في دور المجموعات وربما سيكون الحُكم عليه أفضل في المباريات الإقصائية الحاسمة، لكني أرى أن الأهلي يستحق أجنحة أفضل منه وممن يمتلك حاليًا.


