LaportaGetty

الحرب بين لابورتا وبارتوميو لا تتوقف.. وبرشلونة الضحية الوحيدة!

استعرت الحرب بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة بين جوان لابورتا رئيس برشلونة الإسباني وسلفه جوسيب ماريا بارتوميو، ويبدو أنهما لا يفكران على الإطلاق في المصلحة العامة للنادي.

برشلونة يعاني بشدة اقتصاديًا، وأصبحت الاتهامات المتبادلة بين بارتوميو ولابورتا هي الحديث الأكثر تداولًا بين مشجعي النادي الكتالوني، بدلًا من الالتفات إلى الأولويات الحالية.

ويجب القول إنه من العار أن يشهد برشلونة مواجهة علنية بين رئيسين، يدافع كل منهما عن إدارته للنادي، ويبدو أن ذلك الوضع سيستمر بعض الشيء.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

اتهامات متبادلة

لابورتا بدأ الهجوم على بارتوميو مؤخرًا، حين أكد أن الدين الضخم الذي يعاني منه برشلونة والذي يزيد عن 450 مليون يورو كان خطأ سلفه، وأن ذلك إلى جانب فاتورة الأجور غير المستدامة، جعل من المستحيل تسجيل عقد الأرجنتيني ليونيل ميسي، وبالتالي رحيله بالمجان إلى باريس سان جيرمان.

بارتوميو شعر بالظلم من حديث لابورتا، وشن هجومًا عنيفًا على رئيس برشلونة الحالي، وقاده السخط إلى إصدار بيان من خمس صفحات كشف خلاله بالأرقام تأثير جائحة فيروس كورونا على إيرادات النادي، وأنه خطط بالفعل مع إدارته إلى تحسين الوضع، لكن الإدارة الحالية لم تأخذ بنصائحهم من ناحية، ومن ناحية أخرى لم تكمل الاتفاقات التي أبرموها.

كما أن بارتوميو يرى أن لابورتا أغفل إما عن طريق الخطأ أو التعمد أثر الجائحة الاقتصادي المدمر على النادي، وأن مجلس إدارته، الذي استقال في أكتوبر 2020، لا يجب أن يتحمل اللوم بالكامل.

وزادت الأمور توترًا بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده لابورتا للرد على خطاب بارتوميو، والذي أكد خلاله أن ديون برشلونة تخطت حاجز 1.35 مليار يورو، وأن كل ذلك بسبب سياسات رئيس النادي السابق.

واعتبر لابورتا أن برشلونة يعيش وضعًا اقتصاديًا مأساويًا، وشرح الكثير من الأحداث التي عانى منها منذ استلم رئاسة النادي.

استهجان في الشارع الكتالوني

شوارع مدينة برشلونة شهدت ما يشبه الثورة على جوان لابورتا قبل المباراة الأولى للنادي الكتالوني في الدوري الإسباني.

وشهدت شوارع العاصمة الكتالونية نشر عدة صور للوحات ولافتات تهاجم لابورتا، وكتب عليها عبارات حادة بحق رئيس برشلونة الحالي.

واتهمت تلك اللافتات لابورتا بأنه تابع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، فيما كُتب على لافتة أخرى: "خدعت ميسي"، في إشارة إلى تسببه في رحيل الأرجنتيني.

تلك اللافتات ربما تكون بإيعاز من بارتوميو إلى مناصريه، خاصة وأن رئيس برشلونة السابق تورط بالفعل في فضيحة مهاجمة لاعبي وأساطير النادي الكتالوني عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الماضي يطل برأسه

الصراع بين بارتوميو ولابورتا ليس جديدًا، بل يعود إلى عام 2014 حين تولى بارتوميو رئاسة برشلونة بشكل مؤقت بعد استقالة ساندرو روسيل، ليجد هجومًا عنيفًا من لابورتا عليه.

لابورتا حينها أكد أنه حزين إلى ما آل إليه حال النادي الكتالوني، وأنه لا ينتظر أي خير من إدارة بارتوميو.

رد بارتوميو حينها كان عبر التأكيد على أنه سيواصل قضيته على لابورتا والمتعلقة بخسائر النادي الاقتصادية خلال فترته الأولى في رئاسة النادي، والتأكيد على رغبته في استرداد الأموال التي خسرتها إدارة لابورتا.

وتواجه بارتوميو ولابورتا في الانتخابات التي تم إجراؤها في يوليو 2015، واكتسحها بارتوميو بالحصول على 54.6% من الأصوات، بعد معركة انتخابية حامية شهدت سخرية واتهامات متبادلة من الطرفين.

التاريخ بين بارتوميو ولابورتا يوضح إلى حد بعيد أن الرجلين يكرهان بعضهما بحق، وأنه طالما هناك فرصة للهجوم وإلقاء اللوم فلن يتردد أحدهما في اقتناصها، وهو ما يبدو واضحًا للعيان الآن.

برشلونة الضحية الوحيدة!

الآن ومع استمرار الحرب بين بارتوميو ولابورتا، والاتهامات المتبادلة والمتزايدة بين الطرفين، فإن الوضع في برشلونة لا يزال متأثرًا ولم يتخط بعد أزمته الاقتصادية.

أزمة برشلونة المتمثلة في كتلة الرواتب المتضخمة، والتي منعته إلى ما قبل يوم من انطلاق الدوري الإسباني من تسجيل ممفيس ديباي وإريك جارسيا، لا تزال قائمة رغم قيام جيرارد بيكيه بتخفيض 50% من رابته، واقتراب باقي قادة برشلونة، سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا وسيرجي روبرتو من القيام بالمثل.

الواجب على لابورتا الآن أن يحاول فرض هدنة مع بارتوميو، والالتفات أكثر لمحاولة إخراج برشلونة من ديونه المتراكمة، حتى لا تتكرر خسارة نجوم الفريق مثلما حدث مع ميسي.

وستكون محاولة الحصول على تمويل بنكي أو ضخ استثمارات جديدة في النادي هي السبيل الوحيد أمام لابورتا حاليًا لإخراج برشلونة من كبوته، التي يبدو أنها قد تطول لبعض الوقت، مع التفات الرئيس لحربه مع بارتوميو.

اقرأ أيضًا

إعلان