عاد الأهلي إلى دوري روشن السعودي بعد فوزه بلقب دوري يلو الذي هبط له بنهاية الموسم الماضي، وتعيش جماهيره حاليًا حالة من الأمل بموسم جديد يشهد تغييرًا جذريًا في النادي وكذلك من القلق حول استمرار الوضع كما هو وتكرار الكابوس من جديد.
هبوط الأهلي إلى دوري يلو لم يكن سببه الجانب الرياضي فقط، ليست العروض والنتائج في مباريات موسم 2021-2022 من دوري المحترفين هي السبب الوحيد خلف تلك الكارثة التاريخية للنادي، بل الأسباب الإدارية والمالية هي الأهم والأكثر تأثيرًا وهي المحرك الأساسي لما يحدث على العُشب الأخضر.
الأهلي عانى منذ سنوات من عدم الاستقرار الإداري، من خلال تولي رئاسته العديد من الرؤساء دون أن ينجح أحدهم في التقدم خطوات للأمام، بل كل منهم كان يتحرك خطوة للخلف حتى جاء ماجد النفيعي وتوج تلك المسيرة بالهبوط، وكذلك من الأزمات المالية المتعاقبة من خلال قرارات فنية خاطئة وإجراءات كارثية في فسخ العقود وإقالة المدربين.
وللأسف، الأهلي لم يتخلص من كل تلك الأزمات بهبوطه إلى دوري يلو، بل مجرد حملها معه ورحل إلى منطقة صراع أخرى أقل ضغوطًا! هناك لا ننكر أبدًا نجاح وليد معاذ في إيجاد الاستقرار وتحسين الأداء الرياضي وتوج ذلك بالعودة لدوري المحترفين، لكن هل هذا كافٍ ... لا بالطبع.
الفريق الجداوي أمامه طريقين ليسلك أحدهما في دوري المحترفين الموسم القادم، إما الاتجاه نحو تغيير جذري وعودة حقيقية للمنافسة الجادة وإما مزيدًا من الانحدار وإيجاد قاع جديد ليهبط له ويعيش الكابوس من جديد.
العامل الأهم والأكثر تأثيرًا في مسيرة الأهلي خلال دوري المحترفين الموسم القادم هو الاستقرار الإداري والمالي، ولا يمكن فصل واحد عن الآخر، إذ إدارة ممتازة دون أموال لن تفعل شيئًا، وأموال كثيرة دون إدارة ناجحة ستُهدر وتضيع هباءً منثورًا.
الخطوة الأولى لابد أن تأتي من وزارة الرياضة .. تحديد مستقبل الرئيس وإنهاء الديون الخارجية والداخلية و"تنظيف" النادي من كل شائبة علقت به خلال السنوات الأخيرة، ومن ثم البدء من جديد على أرض جديدة وصلبة.
بعدها ننتقل للخطوة التالية وهي واجبات الإدارة الجديدة وأهمها عدم تكرار الأخطاء، خاصة في اختيار المدرب الجديد واللاعبين الأجانب، وكذلك آلية التخلص من اللاعبين الحاليين غير المناسبين، لأنه لا يمكن دخول نفق المحاكم المظلم من جديد.
الأهلي يجب أن يبحث عن المدرب المناسب والقادر على تأسيس فريق قوي من الصفر، كما فعل جاره الاتحاد حين جاء بالبرازيلي فابيو كاريلي، وألا يتعجل أبدًا الحصول على نتائج إيجابية، لأن البناء يحتاج إلى وقت ومباريات ودعم إداري وإعلامي وجماهيري.
اختيارات اللاعبين الأجانب كذلك ضرورة قصوى، يجب أن يبحث النادي عن اللاعب المناسب والمطلوب والأهم من لديه الرغبة في العمل والتضحية وليس مجرد جني الأموال، وأعتقد هنا أن الفريق بحاجة إلى 6 أجانب على الأقل، باعتبار الحفاظ على رياض بودبوز ولاعب آخر.
الفريق تحرك جيدً في ملف المحليين من خلال ضم عبد الله عطيف وسميحان النابت وفهد الرشيدي والحديث عن محمد الكويكبي وإسلام هوساوي وآخرين، وبالطبع لابد من الحفاظ على مكتسبات الموسم الأخير وخاصة هيثم عسيري ومحمد الربيعي.
هذا كله في كفة، والدعم الجماهيري في كفة أخرى .. لابد أن يقف الأهلاويون جميعًا مع النادي والإدارة والمدرب واللاعبين، أن يتحملوا الأداء والنتائج السلبية في البداية بهدف الوصول للقمة، أن يصبروا على الفريق ولا يُطالبوا بالنجاح من الموسم الأول، ألا تتدخل المصالح الشخصية والآراء الفردية بين الإعلاميين وتترك أثرها على العشاق .. لديهم جارهم الاتحاد خير مثال على أهمية هذا الدعم في الوصول بالفريق إلى القمة.
هذه الخطوات تُمثل خارطة طريق الأهلي للسير نحو القمة من جديد، وأي ابتعاد عنها واتباع نفس الأساليب القديمة من كل الأطراف، الإدارة والإعلام والجمهور، لن تكون نتائجه سوى كارثية على الكيان الأخضر.