Julian Rijkhoff NXGN GFXGetty/GOAL

جوليان ريكهوف: هداف دورتموند المتألق الذي يشبه ليفاندوفسكي

عندما تغلب أياكس على بوروسيا دورتموند ذهابًا وإيابًا خلال دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا 2021-22، لم يكن الأمر مهمًا فقط لمصير اثنين من أكبر الأندية الأوروبية في القارة خلال مشوار البطولة.

لكنها كانت معركة بين فريقين بُنيت سمعتهما مؤخرًا على قدرتهما على تطوير اللاعبين الشباب، والذين قد يعتبرهم البعض أكثر الفرق التي تتمتع بأفضل الظروف والمسارات لنخبة المواهب التي تشق طريقها نحو الصفوف الأولى في أي فريق كرة قدم في أي مكان في العالم.

فوز أياكس ذهابًا وإيابًا سمح للنادي الهولندي بالانتقام من نادٍ يشعرون أنهم خسروا أمامه على طاولة المفاوضات في وقت سابق في العام، وذلك فيما يتعلق بواحد من أفضل المهاجمين المراهقين في أوروبا.

بالعودة إلى يناير 2021، احتفل جوليان ريكهوف بعيد ميلاده السادس عشر من خلال مغادرة أياكس، النادي الذي كان يلعب فيه على مدار تسع سنوات سابقة، للانضمام إلى بوروسيا دورتموند في واحدة من أكثر الانتقالات اللافتة للنظر للاعب في هذه الفئة العمرية خلال الآونة الأخيرة.

ونظرًا لكونه أحد أهم اللاعبين الواعدين في أكاديمية أياكس الشهيرة في ذلك الوقت، فقد رفض ريكهوف فرصة توقيع عقد احترافي في ملعب "يوهان كرويف" بعد أن شعر بالإهمال بسبب المدة التي كان من المحتمل أن ينتظرها لكسب فرصة في الفريق الأول، إذا بقي في أمستردام خاصة بعد التوقيع مع سيباستيان هالير في وقت سابق من ذلك الشهر.

كان ريكهوف قد احتفل منذ عام واحد بأول ظهور له مع فريق أياكس تحت 17 عامًا بهدف في عيد ميلاده الخامس عشر، قبل أن يسجل 10 أهداف في ست مباريات على هذا المستوى. 

ومع ذلك، شعر ريكهوف أن التألق سيكون أكبر في ألمانيا، وكان دورتموند على استعداد لدفع 130 ألف يورو لجلبه إلى ملعب "سيجنال إيدونا بارك".

ماركو فان باستن أسطورة هولندا انتقد الصفقة، وهاجم ريكهوف بسبب "الإدارة السيئة للغاية" على الرغم من أن وكيل أعمال الشاب كان حريصًا على تسليط الضوء على سبب حرص موكله على المضي قدمًا.

وقال ديك فان بوريك عقب تأكيد الصفقة: "لقد تأثرنا كثيرًا بالمحادثات، كان دورتموند يعرف كل شيء عنه، وقسم الاستطلاع قام بعمل جيد للغاية".

وأضاف: "مدى معرفة دورتموند به، وكيف كان يتطور ومدى اقتناعهم به، كل هذا ترك انطباعًا رائعًا على جوليان ووالديه".

بالنسبة إلى ريكهوف، لم يكن النقد شيئًا جديدًا على الرغم من موهبته الفائقة، ولم ينظر إلى الوراء منذ انضمامه إلى أكاديمية دورتموند.

"كان هناك الكثير من الإثارة، لقد فاجأني الأمر، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي"، كانت هذه تصريحات ريكهوف لموقع "EFL Voetbal" بعد أن اشتهر عندما سجل ستة أهداف في ثلاث مباريات لمنتخب هولندا تحت 15 عامًا خلال بطولة أقيمت في إسبانيا أوائل عام 2020.

وأضاف: "منذ نعومة أظفاري كنت معتادًا على تلقي التعليقات حول مظهري، خاصة عندما كان شعري طويلًا، تجاهلت الأمر، تمامًا مثل ما تجاهلت ما كان مكتوبًا في وسائل الإعلام".

وأكمل: "الأشخاص الذين يعرفونني والمقربين مني للغاية يعرفون لماذا اخترت الانتقال إلى بوروسيا دورتموند".

وجاءت جائحة فيروس كورونا بالإضافة إلى تمزق في أربطة الكاحل تعرض له في مارس ليمنع ريكهوف من الظهور لأول مرة مع بوروسيا دورتموند حتى بداية موسم 2021-22، لكنه أصبح لاعبًا لا غنى عنه في فريق تحت 19 عامًا المتألق هذا الموسم.

كان من المتوقع أن يبدأ ريكهوف مع فريق تحت 17 عامًا، لكن قدراته المميزة ساعدته على الفور للعب مع فريق تحت 19 عامًا، حيث شكل شراكة مخيفة مع المهاجم السويسري برادلي فينك.

كان فريق بوروسيا دورتموند تحت 19 عامًا هو الفريق الألماني الوحيد الذي تأهل من دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا للشباب، حيث ساعدهم الفوز 5-1 على أياكس في أمستردام على المضي قدمًا، كما يتصدر الفريق تحت الدوري الألماني تحت 19 عامًا، وفاز بالفعل بكأس رابطة الأندية الإقليمية بعد أن سجل ريكهوف ثنائية في النهائي خلال الفوز على شالكه بهدفين دون رد.

في المجمل، سجل ريكهوف 17 هدفًا وقدم خمس تمريرات حاسمة في أول 20 مباراة له بقميص بوروسيا دورتموند، لكن ليس سجله أمام المرمى فقط ما يلفت انتباه مدربه مايك تولبيرج.

وقال تولبيرج في مقابلة حصرية مع "جول" مؤخرًا: "المثير للإعجاب فيه هو سماته الجسدية، والطريقة التي يقوم بها بالأمور منذ أن وصل إلى هنا".

وأضاف: "في مباراتنا الأخيرة، ركض ما يقرب من 12 كيلومترًا، نادرًا ما ترى ذلك من مهاجم، حتى بين المحترفين".

وتابع: "وشمل ذلك حوالي 300 إلى 400 مترًا من سباقات السرعة، هذه الأرقام هي من بين الأفضل في فريقنا، ولا يمكن القول إنه لا يزال في الواقع لاعبًا تحت 17 عامًا".

وعلى الكرة، من السهل أن نرى لماذا كان ريكهوف هدفًا لعدد من الأندية الأوروبية قبل أن يقوم دورتموند بضمه، مع تحكمه الممتاز بالكرة ووضعها في الشباك بشكل غريزي، مما جعله متميزًا بين أقرانه.

يعد روبرت ليفاندوفسكي، الذي تمت مقارنته به أحيانًا، وإرلينج هالاند من بين أولئك الذين يتطلع إلى التعلم منهم، وهذا واضح بشكل خاص عندما يسقط في نصف المساحات أمام دفاع المنافس ليلعب دورًا في بناء اللعب.

ورغم قدراته البدنية، عانى ريكهوف أحيانًا من الحدة في كرة القدم الألمانية للشباب مقارنة بما اعتاد عليه في أياكس، حيث تم التركيز بشكل أكبر على الجانب الفني للعبة.

ويقول تولبيرج: "بشكل عام، مر ببعض اللحظات الجيدة وأخرى سيئة وهذا طبيعي، أولًا كان عليه أن يتقبل حقيقة أنه كان عليه أن يثبت نفسه هنا".

وأضاف: "جلس على مقاعد البدلاء عدة مرات أو تم استبداله بين الشوطين، وهو ما لم يختبره من قبل في حياته الكروية السابقة، للبقاء في الفريق كان عليه التكيف مع القوة التي لدينا في التدريبات والمباريات، ولكن لقد خاض التحدي بشكل جيد".

حصد ريكهوف ثمار عمله الشاق خلال الأسابيع الأخيرة قبل العطلة الشتوية لكرة القدم الألمانية، حيث أكملت ثنائيته في فوز نهائي الكأس على شالكه سلسلة من أربع مباريات سجل خلالها تسعة أهداف، بما في ذلك خماسية ضد دوسلدورف.

يتذكر تولبيرج: "قلت له، إنك تحصل على الفوز لذا عليك الآن أن تغتنمها، نظر إلى بهدوء شدد وقال لا تقلق أيها المدرب الأهداف هي تخصصي، لقد وجدت ذلك مؤثرًا جدًا".

وأكمل: "ثم ذهب وسجل تسعة أهداف في وقت قصير للغاية، سلاحه الأعظم هو تسجيل الأهداف".

إذًا ما الذي سيأتي بعد ذلك بالنسبة إلى ريكهوف أحد أفضل المهاجمين مواليد عام 2005 في أي مكان في العالم الآن؟

هناك ما يشبه قائمة الانتظار التي تشكلت خلف هالاند في ترتيب مهاجمي دورتموند بالفعل، حيث لا يزال زميله المراهق يوسف موكوكو ينتظر فرصته للعب بانتظام تحت قيادة ماركو روزه، في حين أن فينك، الذي يكبر ريكهوف بعامين، لديه 33 هدفًا مباشرًا خلال مشاركاته في فريق تحت 20 وتحت 19 عامًا هذا الموسم، وعلى هذا النحو سيكون حريصًا على الفوز بفرصة اللعب مع الفريق الأول عاجلًا وليس آجلًا.

بالنسبة إلى ريكهوف، فإنه من أجل فرض التحدي في العام المقبل أو نحو ذلك، يجب عليه الاستمرار في تطوير جوانب لعبه التي لا تأتي دائمًا بشكل طبيعي مثل القدرة العامة عند الاستحواذ.

ويوضح تولبيرج: "إنه قادر بالفعل على التفكير بسرعة، لكنه يحتاج إلى أن يكون أكثر تفوقًا على خصومه ذهنيًا حتى يتمكن من التغلب عليهم لمسافة 10 أو 15 مترًا للتقدم".

وأكمل: "يجب أن يكون أيضًا أكثر قوة بشكل عام، على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالتحكم في الكرة وظهره إلى المرمى، إذا لعب المنافس بشكل بدني أكثر قليلًا، يمكنك معرفة أنه لا يستطيع دائمًا التصدي لذلك".

واختتم تولبيرج: "لكن هذا يأتي ببطء، إنه لا يزال شابًا، لكنه مستعد جدًا للتعلم".

ولهذا السبب، على الرغم من أن أياكس ربما يكون قد انتصر في معارك الملعب هذا الموسم، إلا أن دوتموند ربما يكون قد ربح الحرب، إذا قدم ريكهوف أقصى إمكانياته ونجح في التألق في السنوات المقبلة.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0