موسم يضم لقائمة الأكثر إثارة، وأندية في القمة والقاع تتنافس وهي مثقلة بضغوط لا نهائية بعدم التفريط بأي نقطة وهذا الذي جعل وسيجعل هذه الجولات الاخيرة غير مفهومة للمتابعين كافة.
الهلال يخسر أمام الفيحاء ويبتعد في نظر عشاقه حتى مع تبقي مباراتين أقل من الاتحاد، والاتحاد يتعادل أمام الفتح لتعلن المواجهة بفارق ٦ نقاط فإما أن تكون ٩ وتتويج أو ٣ وعودة أمل في لقاء أغلب التوقعات كانت تشير فيه إلى تتويج اتحادي بعد فقدان الهلال لجميع عوامل تفوقه على الورق.
ما بين إجهاد وغيابات بالجملة ولاعبون يشاركون دون خوض أي تمرين وأخرين حددت لهم اختبارات يوم اللقاء، والذي كان خامسًا على التوالي خارج الأرض في فترة قصيرة، وبعد خسارة لقب الكأس قبل أيام قليلة وهو ما يضيف العامل الذهني لكل العوامل الأخرى.
كأنما الهلال قال إنّ ما في الورق يبقى في الورق، وإن حضر الفريق بشخصيته التي طغت على قارة بأكملها مع هذا الجيل، ولاعبيه الذين تحملوا الكثير وتحملوا أثناء اللقاء نفسه صعوبات شوط أول قدّم فيه الاتحاد كل شيء قبل أن يتوقفوا تمامًا وكأنهم هم الذين تنطبق عليهم ظروف الورق التي ذٌكرت سابقاً ويلعب الهلال شوطًا استحق عليه الانتصار.
ربما فقدان حساسية المباريات أمر مؤثر في نظر بعض عشاق الاتحاد، ولكن ١٢ فريق آخر في الدوري لديهم نفس الظروف ولم يتوقفوا مثلهم وهو ما يجعل المبرر أقل اقناعًا من غيره بكل أمانة.
انتهى الكلاسيكو وأعاد الهلال لنفسه بصيص الأمل وبدأ جمهور العميد في مراجعة بعض الأحداث الأخيرة، وعلى طريقة "الشر يعم" من إدارة وتعاملهم في وقت حسم لمدير كرة لمدرب ولاعبين، وربما في تقديري اللاعبون اولًا هم من يتحملون ما حصل ثم ضع من تشاء من بعدهم، وهو نفس الكلام الذي سأذكره عن لاعبي الهلال إن فقدوا لقب الدوري بعد صدارتهم الآن.
goalوحتى نبقى مع الهلال الذي عاد أخيراً ليلعب في الرياض، ويتمرن يومين متتالين مع يوم للاسترجاع ويوم للتحضير ويوم قبل ذلك للإجازة "رغد العيش" بالنسبة لجميع اللاعبين ، في نفس التوقيت يستعد الاتحاد بعد خيبة الأمل للظهور في حائل أمام فريق طوال عمرنا نعرف أنه "صائد الكبار" وقد حصل ذلك من كتيبة سييرا التي - وإلى هذه اللحظة - لا أعلم كيف لمجموعة مثل هذه لا تستطيع ضمان البقاء، ولكن هذه كرة القدم ولكل مجتهد فيها نصيب من الفرح، والطائي تحديداً افرح نفسه وغيره وعمل بمقولة رئيسه "سنغيّر بوصلة الدوري" وهو تغيير حصل فعلاً في القمة والقاع معاً.
لنبدأ بالقاع حيث أن فوز الطائي جعله في مرتبة أبها والفيحاء بـ ٣٤ نقطة، وهو عدد نقاط منطقي يضمن له البقاء خصوصًا ومباريات من تحته إما مباشرة بينهم أو مع أندية تنافس على الدوري، مع تأكد هبوط الحزم يتبقى مقعدين للهبوط بين الباطن والرائد والفيصلي والاتفاق والأهلي والتعاون ومع جولتين متبقيتين ستتوقع ان تعطي هذه الاندية أكثر من ٢٠٠٪ حتى يخرجوا من هذه الازمة.
جلال الزهراني يكتب ..قطبا جدة ومفترق طرق
Goal ARعلى النقيض سنرى الهلال بحافز تحقيق الدوري وبرغبة جماهيره ببذل نجومه ١٠٠٪ في مباراتين مثل هذه، وحتى أضع الصورة في مكانها سأقول أن يستغل نجوم الهلال فرصهم المتاحة، لأن هذا كان ومازال خصم هلال دياز الأول في اغلب مبارياته السابقة، وإن كنت سأضيف كرم الهلال بتقديم بعض الهدايا للخصوم بأخطاء فردية لا تغتفر، ولكن بالمختصر هي جولتين تحت مسؤولية اللاعبين قبل الجميع كما ذكرنا، أسلوب لعب وتشربوه تمامًا، اقناع فني وحلول موجودين وعامل بدني مفترض أنه سيكون افضل ،وحتى ذهنياً الهلال سيلعب دون النظر لغيره باستثناء منافسيه المباشرين الذي يبرز منهم هذا النادي العنيد في هذا الملعب الصعب "الفتح".
فريق بأسلوب لعب مختلف عن أغلب من واجه الهلال، فريق بأدوات هجومية جيدة وأجانب لديهم القدرة على اللعب لأغلب أندية القمة، وأغلبهم مستمر معهم من الموسم الماضي، فريق دون ضغوط كبيرة وبحافز أن يكونوا في صورة بطل مثلما كان الطائي بعد فوزه على الاتحاد.
حتى يحقق الهلال لقب هذا الموسم يجب ألا يقل التحضير لهذا اللقاء عن تحضير نهائي صعب أمام خصم سيحاول أن يجاريك وربما في نظر الكثير من الهلاليين أن هذا الأسلوب لمصلحة الهلال بدلاً من مواجهة أندية كل هدفها أن تبقى في ملعبها دون تحولات، أو رغبة بمجاراة الهلال خصوصاً وهذا الهلال ليس مثل النسخ السابقة التي كانت تستغني عن الملعب والكرة في أوقات كثيرة من اللقاء، وهذا ما سيجعل لقاء مثل الفتح مختلفًا تمامًا.
هل سيجد الهلال خصمًا مثل هذا أسهل للعب كرة قدم محببة للجميع أم نعيش تفاصيل أخرى مثل لقاء الدور الاول الذي خسره الهلال على أرضه ٢/٣؟ أو لقاء كأس الملك في العام الماضي والذي انتهى ٠/٢ وخرج به الهلال مبكراً؟ مواقف لا تنسى يجب وضعها أمام كل لاعب عند التحضير لهذا النهائي.
جلال الزهراني يكتب: ضريبة الهلال المضافة
مع صافرة نهاية لقائي الاتفاق ضد الاتحاد والفتح ضد الهلال أعتقد ان الدوري سيكون واضحاً بنسبة ٩٠٪ لأحدهما وفقدانه بعد ذلك أراه مستحيلاً، من كان يحتفل من جمهور الاتحاد ومن يحتفل حالياً من جمهور الهلال بالدوري هم لم يستوعبوا القصة بعد بأن هذا الدوري فعلاً قوي ولن تفهمه مهما حاولت ذلك.
أما إن كنت سأتحدث بصفتي هلاليًا، سأقول بعد مشاهدة جدول الدوري بعد نهاية الجولة ٢٠ ومع مباراتين أقل للهلال من الاتحاد والفارق ١٦ نقطة، لم أتوقع ان اكتب لكم في هذا الموسم بصفتي متصدرًا، ومجرد المنافسة بعد مركز رابع حينها سأعتبره انجازًا فريدًا كان بطله رجل بقيمة رامون دياز، والكثير من لاعبي الهلال الذين كانوا رجالًا، وـكدوا لنا أن المثل القائل "رب ضارة نافعة" قد يستخدم للمرة الأولى بحذافيره، حيث خسارة كأس قد أعطتك صدارة دوري "مؤقتاً" الى أن يقرر لاعبي الهلال تثبيت ذلك.
وأكرر كل ما أستطيع تأكيده لكم أن بوصلة الدوري لم تستقر بعد.
