في الجزء الأول من التقرير الإقتصادي لبرشلونة أو ما أسميناه بـ"تركة بارتوميو الاقتصادية للابورتا" ذكرن حجم الكارثة الاقتصادية التي يقع بها برشلونة مع أسبابها وبعض الحلول التي يمكن أن يلجأ إليها الرئيس الحالي في فترة زمنية قصيرة، لكن في التقرير التالي تسليط الضوء على المشكلة الأبرز، أو بالأحرى التحدي الذي يفرض نفسه ليس فقط على خوان لابورتا بل على الناي ككُل، مهمة إقناع ميسي بالبقاء في برشلونة،
للحقيقة، هي مهمة صعبة بالتأكيد، بالأخص مع شخص عبّر مراراً عن نيته بالرحيل، لكن بعيداً من العواطف فإن الإصرار على إقناع ميسي يتطلّب جرأة من صاحله وخطة غير معلن عنها او في طور التنفيذ.
لماذا يُعتبر قرار الإبقاء على ميسي "جرأة"؟
عندما نتحدث عن علاقة ليونيل ميسي ببرشلونة فإننا لا نتحدث عن مجرد لاعب بعقد مع مؤسسة بل بتاريخ كروي، رافقه تمديد عقود ومنافع بين الطرفين على حد سواء،
وفي عودة بسيطة في التاريخ الحديث نذكر ما سُرّب بالإعلام عن مبالغ ضخمة يتقاضاها ميسي من النادي مقابل البقاء، 550 مليون يورو تحديداً أي 136 مليون يورو بالعام الواحد.
تصدّرت أرباحه من النادي جميع عناوين الصحف الرياضية وحتى تلك المهتمة بالاقتصاد الرياضي، "يا له من مُحنّك استغل برشلونة جيداً"، لكن قلّة تساءلت: "لماذا إذاً رفض برشلونة بيع ميسي؟ ألم يكن سيتخلّص برشلونة من ديونه الكبيرة؟
"بلاوي" إقتصادية يرثها لابورتا.. الاحتفالات تنتهي مع أول "فاتورة"
الجزء المخفي وما لم يتحدث عنه الإعلام
قيل في عقد ميسي الكثير، لكن لم يخرج إلى العلن فعلاً إستفادة برشلونة الاقتصادية من هذا العقد، إن كان طرف معين يدفع بأريحية 550 مليون يورو، فكم برأيكم تبلغ حجم أرباحه من هذه الصفقة؟
فعلياً حقق برشلونة أرباحاً قياسية عن موسم 2018-2019 (الموسم الذي سبق كورونا) بلغت 90 مليون يورو في ارتفاع عن الموسم الذي سبقه 690 مليون يورو (2018-2017) و640 مليون يورو (2016-2017)
السؤال ماذا تعني هذه الأرقام وما علاقتها بميسي وأرقامه؟
ارتفاع الأرباح هذا بدأ كما هو ظاهر منذ 2016 - عام التمديد لميسي الأمر الذي يُجبرنا على طرح السؤال التالي:
كيف لميسي أن يُساهم بتطور هذه الأرباح؟ اليكم الشرح:
ما المشكلة إذاً اليوم؟
كما ذكرنا سابقاً أن الاتفاق بين طرفين مستفيدين من بعضهما بعضاً،
برشلونة هل يُمكن أن يؤمن الراتب نفسه لميسي؟ الحقيقة أن ما سُرّب عن لابورتا أنه يريد إقناع ميسي بالبقاء لكن بنص مرتبه الحالي.
ماذا عن ميسي ومدخوله للنادي؟ الحقيقة أن بسبب كورونا كل ما ذُكر عن مساهمة ميسي في شتى المجالات بات أقل منذ كورونا:
مبيعات القمصان تراجع لمستويات متدنية
لا حضور جماهيري
بعض الرعاة ستنتهي عقودهم كما أنهم خفّضوا بسبب الجائحة نسبة أموالهم مع الأندية
تبقّى فقط أرباح السوشيال ميديا
لذا فموقف ميسي ضعيف شيئاً ما، هو لن يُدخل الى النادي ما اعتاد عليه، لذا نقطة قوته تراجعت، لذا إن أراد لابورتا هذه المرة "المغامرة" بإبقائه فإنه بالفعل يجب أن يمتلك خطة لم تخطر في أذهان الادارات سابقاً، لكن في حال عودة الجماهير وقبو ميسي عرض لابورتا فعندها فقط يكون "الميزان التجاري البرشلوني" استعاد عافيته.