Jorginho & Kante & De BruyneGetty/Goal

جدل الجوائز الفردية بين الأفضلية والظهور بقوة الضغط الجماهيري

مع الإعلان كل عام عن المرشحين لأحد الجوائز الفردية في كرة القدم، سواء كرة ذهبية أو أفضل لاعب في العالم، أوروبا أو أفريقيا أو أي مكان تعود إثارة الجدل عن أحقية المرشحين.

البعض لا يرى منطقية الترشيحات والبعض الآخر يراها غير ذلك فكل له رأيه؛ قبل أيام كان الجدل عن القائمة القصيرة المرشحة لأفضل لاعب في أوروبا.

أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" عن القائمة القصيرة للمرشحين لأفضل لاعب في أوروبا لموسم 2020-21 القائمة التي ضمت 3 لاعبين كانوا لاعبين في الدوري الإنجليزي؛ البلجيكي كيفين دي بروينه لاعب مانشستر سيتي والإيطالي جورجينيو والفرنسي نجولو كانتي لاعبي تشيلسي.

القائمة الكاملة كانت ضمت كل من:

4- الأرجنتيني ليونيل ميسي "برشلونة/ باريس سان جيرمان" 148 نقطة

5- البولندي روبرت ليفاندوفسكي "بايرن ميونخ" 140 نقطة

6- الإيطالي جيانلويجي دوناروما "ميلان/ باريس سان جيرمان" 49 نقطة

7- الفرنسي كيليان مبابي "باريس سان جيرمان" 31 نقطة

8- الإنجليزي رحيم ستيرلينج "مانشستر سيتي" 18 نقطة

9- البرتغالي كريستيانو رونالدو "يوفنتوس" 16 نقطة

10- النرويجي إرلينج هالاند "بوروسيا دورتموند" 15 نقطة

كيف يتم الاختيار؟

يتم اختيار اللاعبين في القائمة بناء على تصويت لجنة تتكون من مدربي 24 منتخبًا شاركوا في بطولة يورو 2020، ومدربي 80 ناديًا شاركوا في دور المجموعات لبطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.

55 صحافيًا كل منهم يمثل دولة من دول الاتحاد الأوروبي.

يختار كل من المدربين والصحافيين  3 لاعبين، يُمنح اللاعب صاحب المركز الأول 5 نقاط والثاني 3 نقاط والثالث نقطة.

ولا يحق للمدربين المصوتين اختيار لاعبيهم لضمان نزاهة الجائزة التي سيعلن عنها يوم الخميس "26 أغسطس".

فز تفز

بعد الإعلان عن القائمة بدأ الحديث عن الثلاثي المرشح بداية من الإيطالي جورجينيو وهل كان ليظهر اسمه في القائمة القصيرة للمرشحين لو لم يفز تشيلسي بدوري الأبطال وإيطاليا بيورو 2020؟ أعتقد أن الإجابة لا.

فكلما فاز ناديك بدوري الأبطال تحديدًا زادت فرصك في الظهور بالقائمة فكيف إن فاز منتخب بلادك ببطولة قارية؟

لا نتحدث عن جورجينيو تحديدًا وما قدمه مع ناديه بل هو مجرد مثال لاختياره وبدء الحديث عن ظهوره في القائمة مع حديثه عن الفوز بالبطولة لأن لا أحد غيره توج ببطولات أكثر هذا الموسم لكن لاعب إيطاليا المعتزل أنطونيو كاسانو قال إن تتويج مواطنه بالكرة الذهبية تحديدًا التي تقدمها مجلة فرانس فوتبول على حساب ليونيل ميسي سيكون فضيحة.

ميسي كان نجم فريق برشلونة كما كان طوال السنوات الماضية وختم الموسم بقيادة بلاده منتخب الأرجنتين للفوز بلقب كوبا أمريكا الغائب منذ 1993.

Leo Messi Argentina - Copa America 2021Getty Images

أما بالنسبة لزميل جورجينيو، نجولو كانتي، فلا مجال للاختلاف عليه، كانتي يقدم كل موسم مستوى ثابت مع فريقه ومؤكد عزز وجوده هذا العام في القائمة بفوز فريقه بالبطولة الأوروبية والسوبر الأوروبي.

لكن الوضع مختلف لكيفين دي بروينه فهناك رأيان؛ أحدهما يعزز وجود اللاعب في كل جائزة والآخر يشكك في أحقية اللاعب حتى بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي الذي كان بالنسبة لهم بسبب تتويج مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي.

هل شاهدتم بنزيما أو سواريز؟

القائمة الكاملة لم تشهد وجود اسم الفرنسي كريم بنزيما لاعب ريال مدريد أو الأوروجوياني لويس سواريز لاعب أتلتيكو مدريد.

الثنائي الذي تخطى الثلاثين كان كل منهما نجم فريقه؛ كريم كان النجم الأول لريال مدريد في موسم مخيب جدًا لم يفز فيه فريقه بأي شيء.

كريم عاد الصيف الماضي لمنتخب فرنسا بعد انقطاع طويل منذ اتهامه في أكتوبر 2015 بابتزاز زميله ماتيو فالبوينا بشريط فيديو في قضية ما زالت منظورة في القضاء الفرنسي.

كريم موسمه لم يكن سيئًا على الإطلاق ولو أكملت فرنسا مشوارها في يورو 2020 لكان ضمن القائمة.

أما لويس سواريز فقاد فريقه الجديد أتلتيكو مدريد للفوز بالدوري الإسباني بعد غياب. المهاجم الأوروجوياني دوره كان ملموسًا وبشدة في تتويج الروخي بلانكوس.

أما على مستوى المنتخبات فمشاركة بلاده في كوبا أمريكا هذا الصيف لم تكن موفقة، لكن هل لم يستحق سواريز أن يختاره أحدًا؟ فهالاند بلده لم تشارك في يورو 2020 وظهر في المركز العاشر بنقاط قليلة بناء على ما قدمه مع بوروسيا دورتموند فقط.

القصص الملهمة تكسب

البلجيكي روميلو لوكاكو كان موسمه رائعًا مع ناديه السابق إنتر وكان واحدًا من أفضل لاعبي الفريق المتوج بالدوري الإيطالي لكن قصة لوكاكو الملهمة حفظها الجميع في كأس العالم 2018.

المهاجر الإفريقي القادمة عائلته من الكونغو التي لم تجد والدته ما يكفي من لبن فكانت تخلطه بالماء باتت قصة معروفة.

بعد كأس العالم 2018 كان تقريبًا التصويت على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم والتي توج بها الكرواتي لوكا مودريتش.

موسم لوكا مع ريال مدريد كان استكمالًا لسلسة نجاح من التتويج بالبطولة الثالثة تواليًا في دوري الأبطال وختمه بقيادة بلاده لأول مرة في تاريخها لنهائي كأس العالم الذي خسرته أمام فرنسا.

إنجاز لوكا كان مصحوبًا بقصته المأساوية التي قربته أكثر من الجمهور؛ طفل صغير عانى من ويلات التهجير والحرب القاسية تحول للاعب كبير يقود بلاده إلى مجد غير مسبوق لدولة عمرها سنوات قليلة.

Modric childhood

ظهور على مجمل الأعمال

بعض اللاعبين في الجوائز الفردية يكون ظهورهم بناء على اسمهم في عالم كرة القدم؛ هل يمكن عدم وجود ميسي ورونالدو في أي قائمة لجوائز اللاعبين.

الوجود لا يكون دائمًا على أفضلية اللاعبين في موسم محدد بل ربما على مجمل أعمالهم؛ الموسم الماضي كريستيانو لم يكن الأفضل وإن كان جيدًا مع يوفنتوس وعلى الصعيد الشخصي توج بلقب هداف الدوري الإيطالي ليكون أول لاعب يتوج بلقب الهداف في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا.

مبابي مثلًا من يتذكر موسمه الماضي مع باريس؟ ليس كثيرون ففريقه كان موسمه مخيب ومع بلاده لم يكملوا المشوار في يورو 2020 وأضاع ركلة الحسم أمام سويسرا ليودعون البطولة من دور الستة عشر، لكنه يبقى مبابي أشهر موهبة شابة في عالم كرة القدم.

قد يكون رأيك مشابهًا لما كُتب هنا وقد تختلف معه تمامًا؛ لأنها في النهاية "آراء" وهو ما يعيدنا إلى النقطة الرئيسية وهي أن الجوائز كلها تخضع للآراء وربما التفضيلات، البعض يستحقها والآخرون ربما لا لكنها في النهاية ليست مقياسًا بل جوائز تزين خزانة اللاعبين ومتاحفهم.

اقرأ أيضًا:

أزمات برشلونة | الإجابة الأسهل ميسي .. الأصح كومان!

طرد ميسي من برشلونة .. محاولات السنوات السبع تنجح أخيرًا

من مهاجمة صرف الأموال إلى التباهي بالإنفاق .. هل أصبح جوارديولا منافقًا؟

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0