تقرير خاص | داني ألفيش، 35 قُبلة!

---

رؤية | حسين ممدوح | فيس بوك | تويتر

ترك النجم البرازيلي ملعب كامب نو لأنه مثل الأبطال، رفض أن يُعتبر أو يصنف كلاعب من الجيل القديم، لاعب قادر على تحقيق الضمانات لموسم إضافي فقط كما نظر له مسؤولي البارسا، وهو رأى في نفسه القدرة على أن يُقدم الضمانات لموسمين أو ثلاثة إضافيين، اختلف الأحباء، وأنهيا تلك القصة الطويلة المليئة بالجمال، الألقاب والإنجازات، كثيرة الذكريات، نعم، ترك داني الأصدقاء.

يونيو 2016: داني ألفيش في تورينو، يصل بطرقه المعتادة ففي المؤتمر الصحفي رأيناه يقوم بحركات لم يعتد عليها الطليان في مثل هذه المناسبات، إنه أقوى من الأول ومبتهج ومُنفتح على تجربة جديدة، فمظهره وسلوكه الإيجابي منذ أن وطأت أقدامه مركز الفينوفو الرياضي لا تعكس أنه خرج لتوه من النادي الذي كان يُشكل به أحد الدعامات الرئيسية سواء مع المدرب بيب جوارديولا أو ما بعده، ولأنه في إيطاليا، فقد كان دائمًا في لُعبة إظهار الأناقة، وصنع الشو و "الحدث" في كل تفاصيله، على انستاجرام، على الملعب، في أرضية الميدان وفي اللقاءات الصحفية.

كثيرون ألقوا الشك في نفسه، لكن..

بدأ ألفيش مسيرته في إيطاليا بمباراة كالياري في سبتمبر الماضي، سجل هدفًا، ولكنه أصيب بعد ذلك وبدأت الشكوك تحوم حوله، عاد من الإصابة في فبراير كلاعب جديد كليًا، حاسم، لديه عبقرية الجنون.

واليوم، وبعد شهور عدة قضاها في السيري آ في بيئة مختلفة وأمام فرق تلعب بصورة أقل انفتاحًا في أغلبها، يحتفل ألفيش بجنون مع السيدة العجوز بالثنائية المحلية، ويخطو بخطى واثقة و ببهجة وثابة نحو كارديف حينما يلتقي بأعداء الأمس في الليجا الإسبانية "ريال مدريد" لأجل تحقيق لقب الكأس ذات الأذنين لأول مرة مع اليوفي، اليوفي الذي لم يذق طعم وحلاوة هذا اللقب منذ عهد مارتشيلو ليبي، يطمح لملامسة هذه الكأس مرة أخرى وللمرة الرابعة في مسيرته، فقد حققها ثلاثة مرات في الأمس القريب مع الأحباء في كاتالونيا. Getty Images

أستعرض معكم تاريخ هذا الظهير البرازيلي، بل الجناح، بل اللاعب المتكامل، فهو حاسم، قادر على تغطية منطقته دفاعيًا بنسبة كبيرة، قادر على أن يصنع الكثير من الهدايا والكرات المقشرة لزملاءه في يوفي، وقادر أيضًا أن يُغني ويرقص حتى قبل أشد المواعيد صعوبة وتوتر.

" مائة مباراة مع منتخب البرازيل، أكثر من 30 لقبًا مع الاندية، ليس هناك لاعبين مثله الآن، كان لاعبًا مهمًا للغاية هذا الموسم ليوفنتوس" مدافع الإنتروالمنتخب الإيطالي السابق السابق دانييلي آداني.

داني، إن حقق لقب دوري الأبطال مع يوفنتوس فسوف يصل لبطولته رقم 35، واليوفي احتفل اليوفي بلقب الاسكوديتو الـ33، لكن دعونا من هذه المفارقة، فهذا اللاعب يا من تقرؤون ما أكتب وتقدرونه وتفهمونه، طبع 34 قبلة سابقة على كؤوس وألقاب حققها في كاتالونيا والأندلس وشمال غرب إيطاليا وفي باهيا شمال شرق البرازيل، هل تُصدق هذا الرقم.

. تخطى ألفيش بأرقامه لاعبين عظام مثل ليونيل ميسي الذي حقق 29 بطولة، كريستيانو رونالدو الذي حقق 18 لقب، وتشافي هيرنانديز الذي حقق 27 لقب وآخرين.

Getty Images

ابن باهيا صاحب الـ34 ربيعًا شارك في 19 مباراة بالسيري آ، وسجل هدفين وصنع 3 أهداف كما سجل 3 أهداف وصنع 4 في دوري الأبطال إضافة لهدفه في نهائي كأس إيطاليا في الملعب العريق "الأولمبيكو دي روما"، وهذه الأرقام كبيرة بل وعظيمة للاعب في مركزه يلعب موسمه الأول في إيطاليا، لكن خبراته ومهاراته الفذة كانت أقوى من كل هذه العقبات الافتراضية.

أربعة وثلاثين قُبلة سابقة على الكؤوس، فهل تكون القُبلة الخمسة والثلاثين هى الأجمل؟

وعلى صعيد آخر، سيصبح داني ألفيش هو اللاعب الأكثر نجاحًا في أوروبا، إن رفع كأس دوري الأبطال مع يوفنتوس وسيتخطى أندريس إنييستا نجم برشلونة ورايان جيجز نجم مانشستر يونايتد السابق وحتى رمز ميلان باولو مالديني الذي لعب مع أجيال وعقود عدة، داني ألفيش يُعلنها الآن للجميع، إنه في أعلى ترتيب أكثر اللاعبين نجاحًا وتتويجًا في تاريخ كرة القدم الأوروبية قاطبةً.

"داني ألفيش هو صفقتي المثالية، كان لاعبًا غير معروف وكان عليه التأقلم، تطور وساعدناه بالفوز بالألقاب مع إشبيلية، لقد جاء فقط إلى نا بـ800 ألف يورو وبعناه بـ35 مليون يورو + فيرناندو نافارو" المدير الرياضي السابق لإشبيلية مونتشي.

على صعيد المنتخبات حقق لقب الكوبا أميركا 2007، كأس القارات مرتين في 2009 و2013 إضافة لبطولة العالم للشباب في عام 2003، ربما ما ينقصه فقط مثله كمثل رفيقه الفذ وأسطورة برشلونة ليونيل ميسي هو تحقيق لقب كأس العالم للكبار، لقب ذهب، لكن لاعب بهذه المواصفات يسهل عليه أن يحصل على اعتراف الجميع بالعظمة والتفرد.