"الجميع يعلم أنّ تقنية الفيديو تخدم فريقًا محددًا" "كنت أتوقع أن تكون تقنية الفيديو أكثر عدلًا من ذلك".
تصريحان من برشلونة حول تقنية الفيديو في الدوري الإسباني، الأول جاء من رئيس النادي، جوسيب ماريا بارتوميو، والثاني من المدرب كيكي سيتيين، والمعنى في الأخير واحد. الـVAR ليس الحل للمشاكل التحكيمية في الليجا.
الأمور لم تتوقف فقط عند التصريحات، فأرتورو فيدال سخر مرتين من تقنية الفيديو في مباريات ريال مدريد، الأولى أمام فالنسيا والثانية في مواجهة أتلتيك بيلباو، كما أنّ جيرارد بيكيه سخر بوضوح من إلغاء هدف ليونيل ميسي أمام فياريال.
كل هذه المؤشرات تقول إن برشلونة، إدارة ومدرب ولاعبين، يؤمنون أنّ تقنية الفيديو موجّهة وتصب لصالح فريق بعينه دون الآخر، وحتى دون ذكر اسم الفريق فالمعنى واضح. إنّه ريال مدريد.
قبل وبعد كورونا
Getty Imagesمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم سمح للدوريات بعدم الاعتماد على تقنية الفيديو في الفترة المتبقية من الموسم بحسب الوضع الصحي في كل دولة.
ورغم ذلك لم تقرر الدوريات الكبرى إلغاء التقنية، ولكن في إسبانيا قرروا نقل غرفة الحكام إلى المقر الرئيسي للاتحاد بدلًا من تواجده في أرضية الملعب كما جرت العادة في الموسم الماضي ومباريات ما قبل التوقف.
اعتماد الحكام على تقنية الفيديو لم يعد بنفس الصورة السابقة، فيكفي أنّ أول مباراة لبرشلونة عاد فيها الحكم إلى الشاشة الصغيرة لرؤية لقطة مشكوك في صحتها عقب التوقف كان أمام إسبانيول منذ يومين.
لم يعد الحكم إلى الشاشة لمراجعة ركلات الجزاء في مباراة أتلتيكو مدريد أو حتى في حالات أخرى مختلفة منها مثلا ركلة جزاء برشلونة ضد ليجانيس.
ترتيب الدوري الإسباني دون تقنية فيديو .. ريال مدريد المستفيد الأكبر
شاهدنا قلة الاعتماد على الشاشة في مناسبات أخرى، مثل في مباراة ريال مدريد وريال سوسييداد، أيضًا سيلتا فيجو وريال بيتيس، وأتلتيكو مدريد أمام ديبورتيفو ألافيس، رغم وجود العديد من الفرص التي تخضع للشك.
ربما ابتعاد تواجد حكام الفيديو عن الملعب لعب دورًا في تقليل الاعتماد عليها، خاصة وأنّ المشكلة ذاتها تظهر في الدوري الإنجليزي الذي يُطبق هذه الفكرة منذ انطلاق الموسم الحالي.
ريال مدريد ليس الوحيد
Gettyلأن فقط الصراع الرئيسي يحمل ريال مدريد وبرشلونة فإن الأضواء مسلطة فقط على الأخطاء التي يستفيد منها أي طرف منهما.
هناك العديد من الأخطاء التي ظهرت بشكل كبير عقب استئناف المسابقة، حتى في بعض المباريات التي لم يكن فيها برشلونة أو ريال مدريد.
فالنسيا – على سبيل المثال – تضرر كثيرًا في المباريات الأخيرة، منها لقاء أوساسونا والذي ألغى الحكم هدفًا من تسلل لا يبدو واضحًا أبدًا في لقطات الإعادة. بجانب العديد من المباريات التي لم يفكر الحكم ولا مرة في الاستعانة بتقنية الفيديو رغم الشكوك حول اللقطة.
ولأن ريال مدريد استفاد في بعض الأوقات من الأخطاء التحكيمية، ولأن النتائج تصب في صالحه، فالأمر أصبح الآن يصب أكثر في صالح متصدر الليجا، فلو افترضنا أنّ النتائج كانت معكوسة والنادي الكتالوني الآن في الصدارة لربما تغيرت ردود الفعل.
لماذا يشكو البلوجرانا؟
imago images / Cordon Press/Miguelez Sportsفي بعض الأحيان تكون الأخطاء واضحة والشكوك متزايدة ولكن هذا الأمر لا يحدث في كل المباريات، حتى أنّ شكوى برشلونة ظهرت عقب مواجهة فياريال والتي انتهت بفوز البلوجرانا 4-1 ولم تكن هناك قرارات مثيرة للجدل، ولم ينكر بارتوميو أنّ إلغاء هدف لميسي كان قرارًا صائبًا.
إذًا لماذا خرج برشلونة ليشكو بهذا الشكل الواضح؟ الإجابة تكمن في تصريح لرئيس رابطة الدوري الإسباني، خافيير تيباس، والذي أكد أنّ تقنية الفيديو كانت تسير بصورة جيدة حتى قرر رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، التدخل والمطالبة بالمزيد من العدالة لأنّه رأى تعرض البلانكوس للعديد من الأخطاء التحكيمية.
إذًا برشلونة لا يهدف إلى العدالة أو تقليل الأخطاء، ولكن الهدف هو الضغط على الحكام، فحينما شاهد الحكم لقطة مصورة لأنسو فاتي فمنحه بطاقة حمراء لم تتوقف صحف كتالونيا عن إبراز اللقطة ومنحها حجمًا كبيرًا رغم أنّ الحكم ذاته طرد بعد دقيقتين لاعب من إسبانيول للسبب ذاته.
برشلونة يهدف إلى جعل المهمة صعبة على الحكام في كل مباراة مقبلة، فربما يتغاضى عن ركلة جزاء لريال مدريد أو يمنح البلوجرانا هدفًا غير مستحق يساهم في الأخير في فوز النادي الكتالوني باللقب.
لعبة التحكيم بين ريال مدريد وبرشلونة لا تضر أحدًا أكثر من باقي الأندية، وفي كل موسم نجد الأخطاء تحدث لصالح الفريقين وكل ما يختلف فقط هو نسبة الاستفادة لكل فريق.