نثر لاعبو المنتخب التركي سحرهم على أرضية ملعب سيجنال إيدونا بارك بمدينة دورتموند الألمانية، وخرجوا بانتصار رائع بنتيجة (3-1) على جيرانهم في جورجيا بمستهل مشوار المنتخبين ببطولة أمم أوروبا.
ففي مباراة خارج التوقعات، حضرت الإثارة حتى الدقيقة الأخيرة والأهداف الرائعة، استطاع الأتراك أن يحصدوا 3 نقاط ثمينة، تجعلهم على رأس المجموعة السادسة "مؤقتًا" في يورو 2024، وتركوا المنتخب الجورجي المكافح يعاني ويلات الخسارة في ظهوره الأول بالبطولة القارية.
ويدين منتخب تركيا بالفضل للثلاثي ميرت مولدر، أردا جولر وكريم أوغلو، الذين تناوبوا على تسجيل الأهداف الرائعة في الدقائق (25، 65، 90)، بينما اكتفت جورجيا بهدف جورج ميكوتادزي في الدقيقة 32.
الجوهرة "جولر" يظهر بريقه مبكرًا
رغم روعة الهدف الأول لتركيا الذي سجله ميرت مولدر، إلا أن التحفة الفنية التي قدمها الفتى الواعد أردا جولر، لاعب ريال مدريد، في الهدف الثاني، ستنافس بدون أدنى شك على جائزة أفضل هدف في البطولة هذا العام، ولم لا على جائزة بوشكاش.
جولر وضع منتخب تركيا في المقدمة بفضل تسديدة يسارية، رد بها على كل المشككين في قدراته، منذ انضمامه إلى ريال مدريد خلال الصيف الماضي.
ودخل جولر بهذا الهدف التاريخ، حيث بات أصغر لاعب يسجل في أول ظهور لهُ في بطولة أمم أوروبا في عمر (19 عامًا و114 يومًا)، متجاوزًا الرقم القياسي السابق للأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو البالغ (19 عامًا و128 يومًا) عندما سجل هدفًا في يورو 2004.
أنشيلوتي في موقف حرج
ولم يكن الهدف فقط هو اللقطة المضيئة في المباراة، بل نجح جولر خلال 79 دقيقة فقط، في صناعة 5 فرص محققة لزملائه، ونفذ 5 عرضيات، بينما فاز بـ4 التحامات، وله تسديدة وحيدة هي التي سكنت شباك الحارس جورجي مامارداشفيلي.
ومن المتوقع أن يزيد أردا جولر من توهجه خلال البطولة، ومن بعدها سيكون له الحق كثيرًا في الحصول على فرصة بتشكيلة ريال مدريد، حتى مع وجود أسماء بحجم رودريجو، فالفيردي، مبابي وإندريك، وإلا سيكون المدرب كارلو أنشيلوتي في حرج شديد لدينه هذه الجوهرة على دكة بدلاء الملكي.
بطولة جماعية للأتراك
أردا جولر لم يكن النجم الأوحد في تشكيلة تركيا، بل إن المدرب فينتشينزو مونتيلا، نجح بالفعل في صناعة فريق قوي ويمتلك الحلول الفردية والجماعية للوصول إلى مرمى المنافس.
وبرز أيضًا كينان يلدز لاعب يوفنتوس، الذي ساهم بشكل مؤثر في بناء الهجمات ولعب دورًا مهمًا في الضغط على دفاعات جورجيا.
وكان صامت أكايدن، بمثابة الصخرة الدفاعية لمنتخب تركيا، التي تحطمت عليها كافة محاولات ثنائي جورجيا، كفاراتسخيليا وشاكفيتادزي.
كفاراتسخيليا سيترجى نابولي
كان خفيشا كفاراتسخيليا أقل بكثير من التوقعات أمام تركيا، حيث بدا أنانيًا في أغلب الكرات وهو ما عرضه للسقوط فريسة بين مدافعي المنافس ولم يكن له أي تأثير سوى في الدقائق الأخيرة، عندما بدأ يميل إلى اللعب الجماعي.
وبعد هذا الأداء المتواضع، سيكون كفاراتسخيليا أقل تواضعًا عند عودته إلى ناديه نابولي، الذي أغلق أمامه كل الفرص للرحيل في الميركاتو الصيفي الحالي.