كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر
خسر ميلان نقطتين ثمينتين على ملعبه بتعادله مع أتالانتا في الوقت القاتل من المباراة، وقد تقدم الفريق بهدف جونزالو هيجوايين ثم عادل الضيف بهدف أليخاندرو جوميز لكن جاكومو بونافينتورا استعاد التقدم سريعًا للروسونيري إلا أن كلمة الحسم الأخيرة كانت من نصيب إيمانيولي ريجوني الذي سجل هدف التعادل للنيرادزوري في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلًا للضائع. معًا لأبرز الملاحظات حول المباراة ...
تحليل | أمام فروزينوني، اختبر رونالدو حقيقة الدوري الإيطالي
دخل ميلان اللقاء بطريقة لعب 4-3-3 وبنفس العناصر التي اعتاد اللعب بها هذا الموسم، رغم الأداء السيء أمام كالياري في الجولة السابقة، ورغم الأداء المتواضع هجوميًا بتلك الطريقة طوال الموسم الماضي، وكلما يُسأل المدرب جينارو جاتوزو عن إمكانية تغيير طريقة اللعب يرد قائلًا "يمكننا اللعب بعدة طرق لعب، نحن نتدرب على أكثر من طريقة، سنرى"، السؤال البديهي الآن ... متى سيرى ومتى سيُغير؟ متى سيلاحظ أن 4-3-3 لا تُناسب تلك المجموعة من اللاعبين أبدًا وأنها تضعف ميلان وتحرمه من نقاط قوة وتُظهر به نقاط ضعف يستطيع المنافس ضربه بها. ألم يحن وقت التغيير بعد؟
جاتوزو ربما يُحاول فرض أسلوب لعب فريقه على كل منافسيه خلال جميع مبارياته، وهذا نهج ممتاز لكن حين تمتلك القدرات اللازمة لتطبيق أسلوب لعبك بالجودة المطلوبة وأن تفرضه على الجميع، مثلًا برشلونة مع جوارديولا فرض أسلوب لعبه "التيكي تاكا" على الجميع، الكبير قبل الصغير، ذلك لأنه امتلك فريقًا استطاع تطبيق هذا الأسلوب بأفضل صورة ممكنة، لذا لم يُغيره أبدًا، لكنه لجأ لعدة تغييرات في طريقة لعبه وطورها لتناسب فرقًا أخرى مثل بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي لأنها لم تطبق أسلوبه بالشكل الأمثل، سواء لأنها لا تمتلك المجموعة القادرة أو لأنها لم تفهمه جيدًا. في النهاية، لا مجال للعناد هنا لأن الخاسر هو الفريق ومن ثم المدرب بإقالته.
ميلان لديه مشكلة دفاعية وأخرى هجومية وهما مستمرتان من الموسم الماضي ..
المشكلة الهجومية تتلخص في عدم وجود لاعبين كثر يُجيدون التحرك دون كرة لدخول منطقة الجزاء ولعب دور المهاجم، علمًا أن هذا الدور من أساسيات وظيفتهم في الملعب، لو نظرنا للشكل أعلاه سنرى أن سوزو وهاكان لم يدخلا منطقة الجزاء طوال اللقاء سوى مرة للأول و2 للثاني! علمًا أن المفترض حين تكون الكرة في الجانب الأيمن من الملعب يتجه الجناح المهاجم الأيسر لداخل المنطقة ليزيد من الكثافة العددية داخلها ويُساعد المهاجم لكن هذا لا يحدث! ولو نعود للقطة هيجوايين عند الدقيقة الـ14 حين راوغ الحارس وامتلك الكرة ونظر ليمرر لأي لاعب في عمق منطقة الجزاء لم يجد أي لاعب واضطر أن يعود للخلف لتتحول الهجمة من فرصة حقيقية إلى محاولة هجومية.
حتى لاعبي الوسط المفترض أن تكون لهم أدوارًا هجومية خاصة في مباراة اليوم التي ثبت بها جاتوزو الظهيرين للواجبات الدفاعية، نرى أن كيسييه كان سيء جدًا في هذا الدور وحتى الكرة الوحيدة التي وصلته أهدرها، فيما بونافينتورا كان ممتازًا لكن خلال أوقات من اللقاء وفي أوقات أخرى كان بعيد عن هذا الدور. النتيجة أن الإفواري تواجد مرتين فقط في المنطقة مع 5 مرات للاعب منتخب إيطاليا.
هذا رغم أن التمريرات العرضية جزء أساسي من هجوم ميلان، الفريق اليوم مرر 16 تمريرة عرضية من اللعب المفتوح لكنه لم يُسدد بالرأس على مرمى أتالانتا سوى مرتين فقط! هذا لأنه لا يوجد أحد داخل المنطقة لاستقبال تلك التمريرة، مجرد هيجوايين لاعب وسط 3-4 مدافعين من المنافس ولذا طبيعي أن تكون فرصه ضئيلة في الحصول على الكرة.
نقطة أخرى، جاتوزو قال في تصريحاته قبل اللقاء أن الفريق مطالب برفع رأسه والتمرير السليم لهيجوايين وإلا سيمل ويخرج من المنطقة بحثًا عن الكرة، وهذا ما حدث تمامًا اليوم .. المهاجم الأرجنتيني لمس الكرة 11 مرة في وسط الملعب خلال الشوط الأول، حول خط المنتصف تمامًا، لماذا؟ لماذا يُهدر كل هذا الجهد وتلك الطاقة ومن ثم يتراجع أداءه البدني في الشوط الثاني. جاتوزو يعلم المشكلة هنا لكن عليه إيجاد الحل، عليه حث لاعبيه على التمرير العامودي السريع للمهاجم أو استخدام لاعبين يجيدون هذا الأمر، لأنه ثبت أن ميلان لو صنع 3 فرص لمهاجم يوفنتوس السابق سيسجل هدفين وهذا كافٍ جدًا للفوز باللقاء.
بالتالي، المطلوب من جاتوزو أن يعمل على منظومة هجومية دورها صناعة الفرص لهيجوايين وأن يكون هذا أولوية لدى الجميع، سواء بالتمريرات العرضية أو البينية، وعليه أن يطلب من مهاجمه الحفاظ على جهده وعدم العودة كثيرًا لوسط الملعب بحثًا عن الكرة لأنها ستصله في النهاية في الثلث المهم.
المشكلة الدفاعية لدى الروسونيري هي في المنطقة أمام قلبي الدفاع، المنطقة التي يتواجد بها لوكاس بيليا تحديدًا ويُساعده بها كيسييه، تلك المنطقة دومًا ما يسهل اختراقها من المنافسين ولو عدنا للأهداف التي دخلت مرمى الفريق منذ الموسم الماضي لوجدنا أن الكثير منها بتسديدات من تلك المنطقة وهذا الأمر يعود لغياب الشراسة في الضغط والأداء الدفاعي هنا ووجود الكثير من الكسل لدى بيليا في التحرك والضغط بشراسة وإيجابية، لذا المنافس يجد كل الوقت والحرية ليتحرك ويُسدد ورأينا هذا اليوم بوضوح، وقد زاد الطين بلة وجود لاعب مثل باكايوكو سيء للغاية ويلعب بكسل شديد رغم أنه شارك من مقاعد البدلاء، ربما لو تواجد بونافينتورا بأدائه القتالي في تلك اللقطة لمنع الهدف الثاني لأتلانتا.
Gettyالحل لتلك المشكلة باعتقادي يتعلق بخيارين، إما تغيير طريقة اللعب واستخدام لاعبين أمام خط الدفاع لتوزيع المهام بينهما وتخفيف الحمل عليهما معًا، وإما استبدال بيليا بلاعب أفضل منه في تلك المنطقة الحرجة من الملعب. ومع عدم توفر هذا اللاعب حتى الآن، الأفضل هو تغيير طريقة اللعب لسد تلك الثغرة تمامًا.
جاسبيريني اليوم فهم ما الذي فعله جاتوزو في الشوط الأول، ثبت مدرب ميلان طرفيه الدفاعيين للواجبات الدفاعية، فماذا فعل؟ نسي الأطراف تمامًا ونقل مركز اللعب للعمق بإشراك ريجوني وزاباتا، مع تعليمات لجوميز بالتواجد أقرب للعمق أكثر، وهنا تفوق دفاعيًا على ميلان وهدد مرماه لأنه استغل نقطة الضعف التي تحدثت عنها في النقطة السابقة. نرى في الشكل أعلاه كيف اختلفت نسبة الهجوم من العمق من 20% في الشوط الأول إلى 30% في الثاني.
بالحديث عن اللاعبين، هاكان لن يصلح أبدًا كجناح مهاجم أيسر .. هو لا يجيد هذا الدور ولا يمتلك أي مقومات لنجاحه، جاتوزو عليه إيجاد مركز آخر للاعب التركي أو إخراجه من التشكيل الأساسي. كيسييه لعب مباراة متواضعة كثيرًا، وأعتقد أنه حان وقت إحداث تغيير في أسماء ثلاثي الوسط وإنعاشه بلاعب جديد. بونافينتورا مع هيجوايين هما الأفضل في الفريق بالطبع سواء من حيث الأداء أو الجرينتا والقتال. موساكيو مازال يرتكب الأخطاء في الدفاع وصار مطلوبًا جدًا الاعتماد على ثنائية كالدارا رومانيولي ومنحها الفرصة كاملة. سوزو لعب مباراة متوسطة لكن يُحسب له التمريرتين الحاسمتين، جاتوزو طالبه بالتسديد واليوم أيضًا لم يُسدد!. باكايوكو؟ بعد رؤيته على الملعب مع ميلان فهمنا لماذا تخلى عنه تشيلسي. دوناروما بحاجة لمراجعة نفسه وإلا إدارة ميلان بحاجة لمراجعة عقده.
في النهاية أقول أن ميلان عليه أن يغير طريقة لعبه ليُحسن أداءه في المرحلة القادمة، 4-3-3 لا تناسب الفريق، قد تكون 4-4-2 أو 4-2-3-1 أو 4-3-1-2 هي الأفضل حتى لو تطلبت أي منهم التخلي عن أحد عناصر القوة، لأنه لا أحد في ميلان الحالي باستثناء هيجوايين يُعد عنصر قوة لا يُمكن التخلي عنه. حتى سوزو وبونافينتورا يتألقان مباراة ويتراجعا في التالية.