تقاسم مانشستر يونايتد وآرسنال نقاط القمة الختامية للجولة السابعة للدوري الإنجليزي الممتاز، التي جرت على ملعب "أولد ترافورد" في آخر ساعات الإثنين، وانتهت بهدف لكل فريق.
جسد الشوط الأول معاناة كلا الفريقين، من خلال الحذر المبالغ فيه خوفًا من استقبال هدف مبكر، ووضح ذلك من خلال التزام اللاعبين وتقيدهم في أمتار معينة، بدون مبالغة في التعبير، كان الشوط الأول مجرد كر وفر من اللاعبين، باستثناء الدقائق العشر الأخيرة، تحرر خلالها بوجبا ورفاقه أكثر، بنقل الكرة بشكل أسرع من وسط الملعب إلى الثلث الأخير من الملعب بلمسة وأحيانًا اثنين.
في المقابل اكتفى آرسنال بمحاولات عن استحياء بسبب الزيادة العددية في وسط الملعب، في وجود توريرا، تشاكا وجيندوزي، ما جعل أغلب الفرص تنتهي بمجرد أن تقترب الكرة من المناطق المحظورة، إلا تسديدة ساكا ساكا التي أنقذها دي خيا ببراعة.
يُمكن القول بأن أفضل لقطة في الشوط الأول كانت تسديدة البريطاني مكتومناي، التي سجل منها هدف الأسبقية قبل الذهاب إلى غرفة خلع الملابس، بتسديدة أعادت إلى الأذهان قذائف الفتى البني بول سكولز، كأفضل دفعة معنوية للفريق مع دخول الشوط الثاني.
عكس التوقعات، بدأ آرسنال الشوط الثاني بشكل أفضل، وهذا بفضل التغيير الذي أجراه المدرب الإسباني أوناي إيمري باستبدال توريرا بداني سيبايوس، الذي أعاد النشاط والحيوية للخط الأمامي، بعمل الربط المفقود بين ساكا وأوباميانج، وهو ما أسفر عن الهدف الذي جاء بهفوة من مدافع مانشستر يونايتد الشاب أكسيل تاونزيبين استغلها ساكا بشكل مميز، بالتمرير مباشرة للفهد الجابوني ليسجل هدف التعديل.




لقطة الهدف كانت منعرج المباراة الحقيقي، وبعدها انكشف الطموح الحقيقي لكلا الفريقين، والصدمة لآرسنال وجماهيره، أن أوناي إيمري لم يُظهر أي طمع لخطف المباراة، الأمر بدا وكأنه حقق الهدف الذي يريده، بتفادي الهزيمة، ووضح ذلك من خلال التراجع المفاجئ للاعبين، في الوقت الذي كان يمر فيه اليونايتد بلحظات صعبة.
تغييرات إيمري بالدفع بجوزيف ويلوك وريس نيلسون، أعطت الجميع إيحاء أن آرسنال لم يعد يريد أكثر من ذلك، في المقابل أرسل سولشار المهاجم جرينوود ولاعب الوسط فريد، لتنقلب الأمور رأسًا على عقب في آخر 15 دقيقة، ولولا تماسك الحارس لينو وإبداعه في التصدي للركلة الحرة المباشرة في الدقيقة الأخيرة، لعاد آرسنال إلى لندن بلا نقاط.
المباراة بوجه عام كانت أقل من متوسطة المستوى، أكثر من نصف اللاعبين كانوا في أسوأ حالاتهم، الاستثناءات تكمن في مكتومناي مع اليونايتد وساكا مع المدفعجية، وللإنصاف، المباراة شهدت لحظات مثيرة على فترات متباعدة، ما يذكر منها تفوق آرسنال في أول ربع ساعة من الشوط الثاني، واستحواذ الشياطين الحمر في الدقائق الأخيرة، أما غير ذلك، فالمباراة كنتيجة وأداء، عبرت عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه كلا الناديين، بمعاناة وتعب للتواجد في المراكز الأربعة المؤهلة لدوري الأبطال، عكس الوضع في بداية الألفية، كان هذا الكلاسيكو الأهم في الجزر البريطانية.
