tottenham manchester unitedGetty

تحليل | عودة مورينيو الاستثنائي وفضح فلسفة سولشاير الكاذبة

هزيمة ثقيلة مُنيّ بها مانشستر يونايتد على يد توتنهام بستة أهداف لهدف، قد تضع نهاية أولي جونار سولشاير في أولد ترافورد، كما أنها قد تكون بمثابة الإعلان عن عودة جوزيه مورينيو إلى مستواه المعهود بعد سنوات لم يكن الاستثنائي استثنائيًا فيها على الإطلاق.

ربما كانت اللقطة التي حسمت المواجهة هي البطاقة الحمراء التي تلقاها أنتوني مارسيال في الدقيقة 28، ولكن حتى وإن أكمل المانيو المباراة بـ10 لاعبين، فليس منطقيًا أن يتهاوى بهذه الطريقة في ظل امتلاء تشكيلته بالنجوم وفي ظل الاسم والتاريخ العريق لأحد أكبر الأندية شعبية في العالم بأسره.

توتنهام في الوقت نفسه يبدو على الطريق الصحيح مع مورينيو رغم بداية الموسم السيئة للغاية بالهزيمة من إيفرتون في مباراة كانت سلبية جدًا لكتيبة السبيشال وان، وقد ظهرت بعض الملامح التي تُطمئن عشاقه أن السبيرز في طريقه إلى موسم جيد مختلف تمامًا عن الموسم الأخير.

وفي هذا التحليل من جول سُنلقي الضوء على بعض النقاط التي أهّلت النادي اللندني لهذا الاكتساح على مدار التسعين دقيقة، ولماذا وصل مانشستر يونايتد إلى حافة الهاوية بهذه الصورة..

تحليل | ريال مدريد وليفانتي وحين تنقذك الفرديات دائمًا

الفرديات والفلسفة الكاذبة

Maguire Manchester United 2020Getty

جزء من أزمة مانشستر يونايتد يبدأ بإدراك أن خط الدفاع يُعاني على الصعيد الفردي قبل الجماعي، فسواءً إمكانيات المدافع الأغلى في التاريخ هاري ماجواير أو زميله إيريك بايلي أو الظهير لوك شاو أو حتى البديل فيكتور ليندلوف، جميعهم ينتمون إلى فئة الوسط، ولن تكون مبالغة إن قلنا أن جزءًا منهم لا يرقى لارتداء قميص يونايتد من الأساس.

هذا الأمر لم تدركه الإدارة، وربما لم يدركه سولشاير نفسه، فكانت النتيجة هي الإصرار على اللعب بطريقة لا تتناسب مع حجم هذه الإمكانيات المتواضعة، متمثلة في البناء من الخلف وتقديم الدفاع، النتيجة المنطقية هي أخطاء لا تُعد ولا تحصى، وعندما تُخطئ أمام هجوم يتزعمه هاري كين وهيونج مين سون، فإن هامش تصحيح هذا الخطأ محدود للغاية.

الهدف الأول ليونايتد يحكي كل شيء عن فكرة تواضع الإمكانيات الفردية للاعبي دفاع مانشستر، سلسلة من الأخطاء التي لا تحدث في دوري الهواة إلى حين تهيئة الكرة إلى ندومبيلي أمام المرمى، بيلي يُعيد الكرة للمرمى بصورة غريبة ماجواير لا يعرف كيف يُبعدها براسه، شاو يحاول فيعرقله ماجويار وتمركز كارثي من الجميع!

الكارثة الحقيقية أن أزمة مانشستر الدفاعية ليست وليدة اللحظة، بل إنها توجد منذ عهد مورينيو نفسه، الذي طالب لسنوات أن يُجلب له أي قلب دفاع ورفضت الإدارة حينها، والكارثة الأكبر أن سولشاير لم يحاول معالجتها على أرض الواقع، فبدلًا من تأخير الدفاع مثلًا والاعتماد على كرات طولية أو على الأقل تقليل حجم المخاطرة مع لاعبين لا يجيدوا اللعب بقدمه، زاد النرويجي الطين بلة بفلسفة كارثية، نتيجتها كانت أربعة أهداف من الخمسة بسبب تقديم الدفاع والأخطاء في البناء.

حقًا كل ما يمكن أن يقال عن سولشاير أنه صاحب فلسفة كاذبة، فلسفة يريد أن ينتهجها دون معرفة أضرارها أو إدراك أن الإمكانيات المتوفرة في فريقه لا تؤهله للعبها على الإطلاق، وفي النهاية الضحية حتمًا هي الفريق..

عودة السبيشال وان

20200928 Jose MourinhoGetty Images

نقاط كثيرة تتحدث عن أن مورينيو يستعيد بريقه شيئًا فشيئًا، ولعل أبرز شيء يؤكد ذلك هي الطريقة التي يستغل بها مقدرات فريقه، فتحول هاري كين بهذه الصورة إلى صانع للألعاب بجانب كونه هداف وزيادة قيمة ثنائيته مع هيونج مين سون، يأتي الفضل الأول فيها للمدرب الاستثنائي، الذي يعمد في كثير من الأحيان على المبادلة بينهما، فنرى كين يتحول إلى المركز عشرة، ويدخل سون إلى القلب، ديناميكية نتيجتها تظهر بوضوح.

الطريقة التي استغل بها مورينيو الجبهة اليُسرى سواءً في وجود مارسيال أو بعد طرده تؤكد أن المدرب وفريقه درسوا خصومهم بعبقرية شديدة، لعبة متكررة للغاية يمكن أن يلحظها أي متابع لمباريات السبيرز وهي تحضير اللعب في جبهة ثم نقل الكرة سريعًا إلى الجبهة الأخرى، هذا تحديدًا ما حدث مع لاميلا ثم لوكاس مورا، وأتى من خلاله هدف أوريير في الشوط الثاني.

نقطة أخرى هامة وهي كيفية استغلال مورينيو لندومبيلي، فرغم العلاقة السيئة بينهما في البداية، لكن الاستثنائي كان استثنائيًا في كيفية استخدام الفرنسي، فبتأمين وسط ملعبه بوجود الثنائي هويبيرج وسيسوكو، منحه الحرية اللازمة لمساندة الهجوم ولاستغلال المساحات الموجودة بين الخطوط ليكون محور بناء أي هجمة أو أي تحرك فعّال في الفدادين التي تواجدت بين خطوط المانيو.

شيء آخر يجب التنويه عنه، وهو قوة استخدام الأطراف، في البداية كان توتنهام يخرج دائمًا من جهة واحدة مقابل تراجع الجبهة الأخرى، بوصول ريجيلون العملية اختلفت تمامًا، فساعد ذلك في زيادة الضغط واستغلال ضعف دفاعات المانيو، وعمومًا، كان التنظيم في عملية الضغط يُبشر بأن المو قد وعّى أخيرًا بتطورات العصر التكتيكية وأخذ أخيرًا في تطبيقها.

أسماء لا نجوم

pogba(C)Getty Images

في النهاية، يجب أن تطرح إدارة مانشستر يونايتد سؤالًا حقيقيًا، هل من يصنفون نجومًا في الفريق هم حقًا كذلك؟ الحديث هنا عن بول بوجبا ومارسيال وماجواير وكذلك الحارس دافيد دي خيا، أولئك من يفترض أن يحملون الفريق على كاهلهم، لكن في أرض الواقع، هم من العوامل الاساسية للانهيار.

دي خيا كان بمقدوره التصدي لهدف سون الثاني ولكن بغرابة شديدة استمر في مكانه ولم يخرج على الكوري، ماجواير حدث ولا حرج، بوجبا في خبر كان ومارسيال قضى على كل آمال سولشاير في العودة.

الأزمة في مانشستر ليست فقط في المدرب، صحيح أنه ومن المفروغ منه أن سولشاير ليس الاختيار الأفضل، إلا أن النظرة حاليًا من الإدارة ينبغي أن تكون على من يتقاضون أموالًا ضخمة وفي أرض الواقع لا نرى منهم أي إضافة، فلا يوجد مجال للتطور إن استمر الوضع على ما هو عليه.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0