Isco Zinedine Zidane Real MadridGetty

تحليل| ريال مدريد وسيلتا فيجو.. عودة الروح إلى الجسد؟


أحمد أباظة    فيسبوك      تويتر

تغلب ريال مدريد على ضيفه سيلتا فيجو بهدفين دون رد ضمن منافسات الأسبوع الثامن والعشرين لليجا، في أول مباراة للمدرب العائد زين الدين زيدان.

أي مرة كانت الأصعب؟ حين خلف بينيتيز أم حين أتى على كل تلك الفوضى التي حدثت عقب رحيله هو نفسه؟ الإجابة سهلة للغاية.. في المرة السابقة لم يكن هناك ضغطاً واحداً، كان هناك غرفة ملابس ترفض التعاون مع مدربها، وكل ما كان يجب القيام به بدايةً هو توحيدها خلف راية واحدة..

بالتالي لم يكن هناك راية أفضل من أسطورة كانت السبب في عشق الكثيرين ليس لريال مدريد فقط بل للعبة نفسها، لاعب يحبه بعض الخصوم لدرجة تفوق حب بعض الأنصار، مهما علت قيمة اللاعب في نظر نفسه، سيظل مجبراً على احترام زيدان والتطلع إليه.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

الأمر مشابه بعض الشيء تلك المرة، ولكن الفارق أن زيدان لم يعد المنتظر منه قاصراً على رفع الروح المعنوية، لم يعُد هذا المدرب حديث العهد الذي سنطالبه بإنقاذ ما يمكن إنقاذه ثم لا بأس بما يحدث أياً كان، نحن هنا نتحدث عن بطل ثلاثية الأبطال التاريخية، الذي سيتم محاسبته في الموسم المقبل على كل مسابقة، بل كل مباراة.

لحسن الحظ، يملك زيزو 11 مباراة كاملة في الليجا بلا طائل، وإن كان هذا يعني خيبة أمل كبرى، فإنه على النصف الآخر من الكوب يعني أن ريال مدريد قد بدأ موسمه التحضيري قبل بقية خصومه بـ4 أشهر كاملة.

Isco Real MadridGetty

إحباط كبير سيطر على كل جنبات سانتياجو بيرنابيو بعد تكرار تلقي الهزائم على أرضيته، ووداع المسابقات الثلاث في أسبوع واحد عبر 3 مباريات هنا، والمهمة الأولى واضحة للغاية: انتشال معنويات اللاعبين من تبعات تلك الكارثة، ومن ثمَّ تحديد الرجال الذين سيستمر الاعتماد عليهم تمهيداً لإضافة تعاقدات الموسم الجديد.

زيدان أيضاً يواجه وضعاً جديداً وهو حال هجوم الملكي بعد رحيل كريستيانو رونالدو، ولكن لا ننسى أنه أول من قدم مقاربة مميزة للعب بدونه في موسم 2016-2017 تحديداً، لعلك تذكر التعليقات المنتشرة آنذاك أن الفريق البديل يلعب في الليجا بشكل أفضل من الأساسي، وعليه هذا الأمر لن يشغله كثيراً حتى تحديد هوية الصفقة الكبرى والمعوض الحقيقي في الصيف المقبل.

وإلى المباراة التي شهدت عودة معتقلي سانتياجو سولاري السابقين من رجال زيدان، نافالس ومارسيلو وإيسكو على وجه التحديد، في وجود بعض الخيارات الاضطرارية، مثل أودريوزولا في غياب كارفاخال، كروس ومودريتش معاً في الوسط بدون ارتكاز حقيقي نظراً لإيقاف كاسيميرو وإصابة يورينتي، وأخيراً آخر من يمكن الرهان على بقائه في الملكي رغم تصريحات وكيله، جاريث بيل..

بينما يمكن الفرض جدلاً بأن زيدان يحاول منح بيل الفرصة الأخيرة حتى وإن كان الأمر يرجع لظروف إصابة فاسكيز وفينيشيوس، إلا أن علاقة الثنائي لم تكن على أفضل حال في الولاية الأولى وهذا لا يخفى على أحد.

ملامح نعرفها عن ظهر قلب، سطوة الأظهرة المعهودة في عهد زيدان حتى وإن لم يكن الريال بنفس القوة في استغلال العرضيات في ظل رحيل رونالدو وحتى موراتا، أودريوزولا ومارسيلو وخاصة الأخير الذي واصل القليل من تلك اللحظات التي لا يعود فيها إلى مركزه ولكن تلك المرة دون خوف من سولاري أو ريجيليون، يتقدمان بكل أريحية لخلق الخطورة من الأطراف.

Isco Zinedine Zidane Real MadridGetty

أيضاً واصل الرباعي الهجومي (إيسكو – بيل – بنزيما – أسينسيو) تحركاته الحرة وتبادله للمواقع بكل أريحية، فنرى أسينسيو يأتي من اليمين إلى العمق في لقطة الهدف الأول، يهدي الكرة لبنزيما المنطلق على يسار المنطقة والذي يرسلها بدوره إلى إيسكو المتخذ لموقع المهاجم، وهي واحدة من سمات زيدان التي لطالما شهدناها مسبقاً.

على ذكر إيسكو، تعهد اللاعب بالقتال على الفرصة التي منحتها له الكرة مجدداً، حتى وإن لم تكن مباراته جيدة بالقدر الكافي، فإن التعجل في الحكم عليه الآن سيكون خطأ أكبر من خطأ سولاري في التعامل معه وكأنه لا يصلح لارتداء القميص من الأساس، اللاعب غاب للإصابة لفترة، عانى من التهميش وفقد الدافع النفسي تماماً، وزنه لا يزال زائداً والأمر واضح، قليل من الصبر وسنحصل على الإجابة النهائية، إما أن ينجح زيدان في تفجير إمكاناته من جديد، وإما يخرج سولاري له لسانه من شرفة ما في مدريد.

على الصعيد التكتيكي ابتلع الملكي خصمه بكل أريحية، خلق 22 محاولة مقابل 6، سمح لسيلتا بالتسديد على مرماه مرة واحدة بالشوط الأول تألق خلالها نافاس، والحقيقة أن هذا التصدي لن يكون سبب التساؤل عن مستقبل تيبو كورتوا، بل حقيقة أن زيدان كان رافضاً لفكرة التعاقد مع حارس مهما ارتفعت مطالبات الجماهير أو الرئيس مجدداً الثقة في رجله الكوستاريكي.

في النهاية حقيقة أن سيلتا فيجو يعيش واحدة من أسوأ فتراته ويقترب من الهبوط لا تعني أن ريال مدريد بات على ما يرام بمجرد وصول زيدان، ولكنها تعني أنه كان خير فريق يُبنى عليه الزخم التصاعدي للفترة المقبلة، شيئاً فشيئاً سيعود ريال مدريد أقوى، لتخبرنا خارطة انتقالاته بالمزيد.

إعلان