ربما انتظر الكثيرون أن يظهر برشلونة بوجه شاحب في مباراة نهائية كناتج لتأثير اهتزاز الفريق في السنوات الأخيرة مع الوصول لمراحل الحسم، وربما استند آخرون على اللقب الذي حصل عليه بيلباو من الفريق الكتالوني في كأس السوبر الإسباني، ولكن الواقع ذهب في اتجاه آخر.
وبسهولة تامة، حسم برشلونة نهائي كأس ملك إسبانيا لصالحه برباعية نظيفة في مرمى أتلتيك بيلياو، ليحقق أول لقب له تحت قيادة مديره الفني رونالد كومان وفي الولاية الجديدة للرئيس جوان لابورتا.
برشلونة ظهر في ثوب الفريق الكتالوني القديم، ربما كان تأثير لابورتا، الرجل الذي عرف معه برشلونة تحقيق الألقاب، بالأحرى كان معه تحقيق الألقاب أسهل للفريق الكتالوني من شربة ماء.
في شوط المباراة الأول لم يسدد أتلتيك بيلباو سوى كرة واحدة خارج الإطار، مقابل 8 لبرشلونة، الكتلان استحوذوا على الكرة لأكثر من 80% بشوط المباراة الأول، وكإجمالي وصلت نسبة استحواذهم لـ 76%.
رونالد كومان، مدرب برشلونة، قرر أن يبدأ المباراة برسم جديد قديم، حيث اعتمد عليه في مرات سابقة هذا الموسم ولكنه لم يكن معروفًا عن النادي الكتالوني في السنوات الأخيرة، ألا وهو اللعب بطريقة 3-5-2.
حدث ذلك بوجود جيرارد بيكيه العائد من الإصابة رفقة كل من مينجويزا ولونجليه في الدفاع، وأمامهم بوسكيتس ودي يونج وبيدري وعلى اليمين ديست واليسار جوردي ألبا، وفي الهجوم ميسي والفرنسي أنطوان جريزمان.
وبعد سيطرة برشلونة على اللقاء، بدأ عمل الأطراف وتقدم ديست بثقة بعد تأمينه دفاعيًا وبدلًا من تحميل العبء الهجومي على ألبا فقط أصبحت الأجنحة أكثر فعالية وخطورة في الحالة الهجومية.
كذلك العمل من العمق كان أكثر فاعلية بعد توسيع الملعب عرضيًا باستخدام الأظهرة، والكثافة في وسط الملعب مع إتاحة فرصة تقدم واحد من ثلاثي الدفاع من أجل بدء الهجمة، وتحديدًا جودة بيكيه في الخروج بالكرة وإبقائها على الأرض بين قدميه.
ميزة اللعب بثلاثي دفاعي أن كومان يميل إلى منح الظهيرين حرية هجومية كبيرة وبالتالي كانت المرتدات تشكل خطورة على دفاع الفريق، لكن بوجود ثلاثي في الخلف أصبحت الأمور أقل.
بقيادة ميسي .. برشلونة بطلًا لكأس ملك إسبانيا برباعية في مرمى بيلباو
هذه الخطة لم تكن مقررة حسب سبورت، ولكن كومان قلب الموازين قبل المباراة بساعات، وقرر اللجوء لذلك الرسم بدلًا من الـ 4/3/3، ليحصد به كل إيجابياته، ويتعلم من دروس الماضي أمام الفريق الباسكي.