انتهى ديربي إيطاليا بين إنتر ويوفنتوس بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، في مواجهة كان فيها إنتر الطرف الأفضل، ولكنه كالعادة يفشل في ترجمة أفضليته في المباريات الكبيرة.
نقطة التعادل ستضع إنتر أمام حتمية الفوز على نابولي وأودينيزي خارج ملعبه، وسيظل مراقبًا لنتائج روما وميلان وأتالانتا حتى لا يخسر ورقة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الأنفاس الأخيرة.
تشكيل وتكتيك
لوتشيانو سباليتي لم يجرب شيئًا جديدًا، وبدأ بالمتوقع سواء من حيث الرسم التكتيكي أو من حيث الأسماء، حيث بدأ بالـ 4/3/3 المعتادة، سمير هاندانوفيتش في حراسة المرمى، ميلان شكرينيار ودي فري في قلب الدفاع، كوادو أسامواه ظهير أيسر ودي أمبروزيو ظهير أيمن، ماتياس فينسينو ورادجا ناينجولان وبروزوفيتش العائد من الإصابة في وسط الملعب، بوليتانو على اليمين وبيريزيتش على اليسار وماورو إيكاردي مهاجمًا وحيدًا.
على الناحية الأخرى بدأ أليجري بـ 4/3/3 هو الآخر، تشيزني في حراسة المرمى، بونوتشي والعائد من الإصابة كيليني في قلب الدفاع، جواو كانسيلو على اليمين وأليكس ساندرو على اليسار، ميراليم بيانيتش وإيمري تشان وبليز ماتويدي في الوسط، كوادرادو على اليمين وبيرنارديسكي على اليسار، وبينهما كريستيانو رونالدو.
ربما لم يكن هناك شيئًا خارج التوقعات من حيث التشكيل، فقط القصة المتكررة في كل مباراة حول من سيبدأ من إيكاردي ولوتارو، ولكن يبدو أن سباليتي نسي كل شيء حول مهاجمه الأساسي وقرر الاعتماد عليه في الديربي لأنه لا وقت للحسابات الأخرى.
شوط أول
منذ البداية بدا إنتر أفضل من يوفنتوس، على كافة المستويات، سواء على مستوى امتلاك الكرة والسيطرة أو على مستوى التنظيم وعلى مستوى الجهد المبذول من قبل لاعبيه أيضًا، إنتر لا زال ينافس في معركة التأهل لدوري الأبطال عكس يوفنتوس الذي أنهى موسمه ولا ينتظر جديد.
بروزوفيتش على الدائرة وبجواره أو أمامه فينسينو، ناينجولان يلعب أفضل مبارياته هذا الموسم بدون مبالغة كأقرب لاعب وسط لمنطقة جزاء يوفنتوس، يستلم الكرة تحت ضغط ويتحرك بين الخطوط ويقترب من منطقة الجزاء ليمرر ويسدد، والأهم من ذلك يسجل أحد أروع أهداف الكالتشيو هذا العام.
بوليتانو وبيريزيتش يلعبان دورًا مركبًا على الجانبين، أظهرة إضافية في الحالة الدفاعية ومهاجمين إضافيين في الحالة الهجومية، وانضباط دفاعي للظهيرين دي أمبروزيو وكوادو أسامواه يساعدهما في التقدم بحرية في الحالة الهجومية دون قلق مبالغ فيه من مرتدات اليوفي.
على الجانب الآخر أليجري أسقط إيمري تشان بين بونوتشي وكيليني كقلب دفاع خامس، ثم تخلى عن فكرته تلك مبكرًا قبل انقضاء الدقائق العشرة الأولى من المباراة بعدما سجل ناينجولان هدفه الأول، وبعد الضغط الكبير من إنتر الذي استغل تراجع لاعبي يوفنتوس وكثف الضغط بتعليمات واضحة من سباليتي الذي لا يريد تكرار خطأ مباراة الدور الأول.
وسط ملعب بأدوار مقسمة لتشان وبضغط من لاعبي إنتر لا يستطيع التحرك بأريحية، وغياب الحلول الفردية سواء من رونالدو أو كوادرادو أو بيرنارديسكي نظرًا للرقابة اللصيقة من قبل رجال سباليتي، وكرة واحدة أو كرتين على المرمى بتسديدات بعيدة المدى من رونالدو وبيرنارديسكي، عدا ذلك فلا عمل هجومي منظم لليوفي ولا فرص خطيرة من داخل منطقة الجزاء.
إنتر الذي بدأ بشكل مثالي واصل الشوط الأول على المنوال ذاته، الهجوم هو خير وسيلة للدفاع، وكأن أياكس أمستردام جعل الجميع يقتنع بنظرية الهجوم على يوفنتوس كخير سلاح من أجل تحجيمه، إيكاردي كان قريبًا من التسجيل مرتين ودي فري في مرة وبوليتانو في أخرى، بيريزيتش الذي كان أسوأ لاعبي الخط الأمامي لإنتر يضيع الكثير من الفرص بلمسات أخيرة عير مفهومة، لو تم استثمار واحدة من كل تلك الفرص لكانت النتيجة أسوأ على يوفنتوس بنهاية الشوط الأول.
على ذلك انتهى شوط المباراة الأول بتقدم لإنتر بهدف مع الرأفة، ورسالة عاجلة إلى ماسيميليانو أليجري تخبره بأن عليه إعادة ترتيب أوراقه إذا كان مهتمًا بالفوز بالديربي.
شوط ثانٍ
في الشوط الثاني بدأت الأمور بنفس ملامح بداية الشوط الأول تقريبًا، ولكن مع ضغط وسيطرة أقل من قبل لاعبي إنتر الذين ظهروا أكثر تحفظًا في شوط المباراة الثاني عما كانوا عليه في الشوط الأول، المخزون البدني والحسابات التكتيكية تختلف بعد مرور 45 دقيقة بالطبع.
يوفنتوس بدا أكثر قدرة على استغلال الفرص المتاحة، واحدة تضيع من رونالدو والأخرى يسجل بها هدف التعادل، هنا يظهر فارق الجودة وفارق الفاعلية بين الفريقين.
Gettyمع مرور الوقت بدا سباليتي مقتنعًا بالتعادل، رغم أن الفارق بينه وبين ميلان في حال فوزه غدًا على تورينو سيكون 3 نقاط فقط، ورغم أنه في كل مرة يضيع فرصة ضمان الصعود لدوري الأبطال لأنه يقتنع بالتعادل، ورغم أنه سيواجه نابولي وأودينيزي خارج ملعبه ولا أحد يعلم ماذا يمكن أن يحدث في هاتين المباراتين تحديدًا.
جواو ماريو بدلًا من بوليتانو وفاليرو بدلًا من ناينجولان، اللعب بـ 4/4/2 أقرب إلى 4/5/1 مع تراجع بيريزيتش إلى وسط الملعب، واستحواذ يبدو سلبيًا على الكرة من أجل الخروج بالنقطة، تلك التي رضي بها سباليتي أمام روما أيضًا.
أنشيلوتي يكشف حالة إنسيني ويطالب باجتياز الفترة السيئة
عل ىالجانب الآخر دفع أليجري ببيريرا ومويس كين وسبيناتزولا ولم يبدُ مقاتلًا من أجل الفوز نظرًا لأن التعادل في الديربي ليس عيبًا، ونظرًا لأنه حسم الدوري بالفعل، ونظرًل لأن سباليتي لن يلعب من أجل الفوز.