ليفربول يسقط ذهابًا أمام أتلتيكو مدريد في واندا ميتروبوليتانو بهدف للا شيء، وبغض النظر عن إمكانية عودته إيابًا ومدى سهولتها، يبقى هناك لغز يستحق الإجابة عليه.
بداية لم يتفاجأ أحد بالشكل الدفاعي الذي اعتمد عليه أتلتيكو مدريد، فهي ليست مسألة جديدة على فريق المدرب سيميوني، ولكن حين تواجهه عليك أن تجد الحلول وفقًا لهذا الشكل.
الإحصائيات المرعبة بالنسبة لليفربول أشارت إلى انتهاء 90 دقيقة كاملة دون أن يسدد الفريق الذي يسير نحو التتويج بالدوري الذهبي أي تسديدة على مرمى الخصم، نعم في النهاية المحصلة صفر!
ألكساندر أرنولد الذي يعد أفضل لاعبي العالم إرسالًا للعرضيات قام بـ 9 كرات عرضية منها 3 صحيحة و6 خاطئة، نعم الرقم المكتوب أمامك صحيح.
محمد صلاح وساديو ماني خارج الخدمة تمامًا وكلاهما يخرج ولا يستكمل الـ 90 دقيقة، وفيرجيل فان دايك يخطئ في التمركز وحسابات الخروج من مكانه والبقاء في الخلف التي يعد الأفضل في حلها.
كل هذه الإحصائيات تشير إلى أن ليفربول لم يأتِ للمباراة من الأساس، ولكن على الجانب الآخر، كيف تبدو إحصائيات الاستحواذ على الكرة وعدد التمريرات؟
ليفربول يتفوق باكتساح حيث امتلك الكرة في 74% من أوقات اللقاء مقابل نسبة استحواذ ضئيلة لأتلتيكو مدريد ــ الفريق الذي خرج من المباراة فائزًا ــ وصلت إلى 26% فقط.
عدد التمريرات لم يتجاوز الـ 200 بالنسبة لأتلتيكو مدريد ــ الصحيح منها والخاطئ ــ بينما وصل معدل تمريرات ليفربول إلى أكثر من 650 تمريرة.
استحواذ ليفربول كان سلبيًا لأن أتلتيكو مدريد أحسن الغلق واعتمد على المرتدات والكرات الثابتة من أجل الوصول إلى مرمى أليسون، الشيء الذي لا يحتاج إلى أن نذكره حتى تتأكد من أنه قد حدث.
ما يعاب على يورجن كلوب هو عدم قدرته على إيجاد الخطة البديلة أمام فريق من المعروف أنه سيلعب بهذه الطريقة التي لا يمتلك غيرها خاصة في المباريات الكبيرة.
الغياب الفردي أيضًا للاعبي ليفربول يعد علامة استفهام، فالمردود الذي يقدمونه في الدوري الإنجليزي الممتاز جعل الجميع يشيد بالحالة البدنية المميزة لهم دائمًا، فكيف يتم التراجع بهذا الشكل في أهم مباريات دوري الأبطال؟
هذه هي الهزيمة الثانية التي يتلقاها ليفربول على مدار موسم 2019-2020 بشكل عام، فلم تُهزم كتيبة يورجن كلوب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتلقت هزيمة واحدة كانت على يد نابولي بهدفين نظيفين في دور المجموعات فقط لا غير. فهل يعني ذلك شيئًا؟
للأسف لا يمكن الحديث عن ضعف الدوري الإنجليزي الممتاز، لو حدث ذلك السيناريو مع يوفنتوس مثلًا سيترجم بالطبع بضعف الدوري الإيطالي، ولكن مع البريميرليج لا أحد يقول مثل ذلك.
أناني وليس اللاعب الذي عرفناه.. ردود أفعال سلبية على مستوى صلاح ضد أتلتيكو مدريد
في النهاية فاز أتلتيكو مدريد لأنه ظهر كما عرفناه، وخسر ليفربول لأنه ظهر بصورة شاحبة لا نعرفها؛ ولذلك يبدو العنوان الأبرز هو فوز أتلتيكو مدريد الذي نعرفه على ليفربول الذي لا نعرفه.




