إذا احتاج مشجعو برشلونة إلى أي دليل على مدى جودة فرينكي دي يونج، فيجب عليهم النظر إلى أبعد من هدف التعادل الذي سجله لهولندا أمام ألمانيا الأسبوع الماضي.
بينما كان فريقه متأخرًا بالنتيجة مطلع الشوط الثاني كان يمكن ملاحظة أن دي يونج يتواجد في الثلث الأخير، يراقب بتركيز حركة الكرة من الجناح الأيسر وبسرعة يعود للمشاركة في الحدث عندما بدأ ريان بابل بخلق المساحات من أجل إرسال الكرة العرضية.
تقدم اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا، ببراعة إلى داخل منطقة الجزاء، أمام نيكو شولز، ومر منه إلى أن أسكن الكرة شباك مانويل نوير.
مثل الساحر الذي يسحب أرنبًا من قبعته، كانت لحظة مهارة بارعة لم يكن أحد يتوقعها، ساهمت في النهاية في فوز حاسم للطواحين بنتيجة 4/2.
الأهم من ذلك أن هذه اللقطة والذكاء الفردي وحسن التمركز، كانت لها دلالة أكبر من جمالها، بل في العرض المميز الذي ظهر به يونج في المباراة عندما لعب في مركزه المفضل في قلب وسط الميدان، مع منحه الحرية للتقدم للهجوم.
على الرغم من أنه ليس غزيرًا أمام المرمى، إلا أن نجم أياكس السابق يعد قيمة مهمة لأي هجوم، كما أظهر أيضًا ضد إستونيا يوم الثلاثاء، عندما سجل دقة تمرير عالية بلغت 95 في المائة في الثلث الأخير.
كانت الحماسة في ذروتها بالنسبة لمشجعي برشلونة عندما تمكنوا من ضم أفضل لاعب وسط في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
لكن بعد أن بدأ 3 مباريات في الليجا، لم يُقدم دي يونج المستوى المرجو، والسبب أنه يتم استخدامه بشكل خاطئ من قبل المدرب إرنستو فالفيردي.
في أول ظهور له مع برشلونة أمام أتلتيك بلباو، استعان فالفيردي بدي يونج في مركزه المفضل في وسط الملعب الدفاعي، وبالفعل أظهر ومضات من إمكاناته المميزة، لكن بعد هذه المباراة تم استخدامه على يسار الوسط، لاستيعاب عودة سيرجيو بوسكيتس في قلب خط الوسط.
اختفى دي يونج كليًا في آخر مباراتين لبرشلونة بوجوده على جانب وسط الميدان في وجود بوسكيتس، واعترف اللاعب نفسه أنه كان من الصعب عليه التأقلم مع دوره الجديد.
وقال دي يونج لصحيفة دي تليخراف الهولندية "سارت الأمور بشكل جيد قبل الموسم لكن علي أن أقول أنني لم أقدم أفضل ما لدي في المباريات التنافسية."
وتابع "كرة القدم مختلفة تمامًا عما اعتدت عليه، كان لدي أقل عدد من اللمسات في مباراة ريال بيتيس، عندما يكون الأمر في العادة على عكس ذلك".
وواصل "لقد شعر الناس بالذعر، لكنني لم أكن كذلك، كنت هادئًا إلى حد ما، لأنني أعرف أن بإمكاني المساهمة كثيرًا بالكرة خلال المباراة والسيطرة عليها، لذلك لا أشعر بأي قلق".
لا يزال بوسكيتس في سن الـ31 عامًا، وسيكون من الصعب على دي يونج أن يفتك مركزه المفضل منه، وبالتالي سيكون على فالفيردي محاولة إنتاج شراكة مثالية بين الاثنين وجعلهم يساهمان في خط الوسط.
ووفقًا لمهاجم أياكس وبرشلونة الأسبق رونالد دي بوير، فمن الواضح أن مدرب برشلونة فالفيردي فشل حتى الآن في استخراج أفضل ما لدى دي يونج.
وقال دي بوير لصحيفة آس الإسبانية "لقد رأيت في المباريات الآخيرة لبرشلونة أن فرينكي دي يونج يلعب على الجناح تقريبًا، لا أعتقد أن هذا هو المركز الذي يجب أن يشغله، يجب أن يلعب في قلب الوسط أو كمحور ارتكاز".
واستطرد قائلاً "لا أدري ما الذي سيفعله فالفيردي، ما هو واضح أن فرينكي سيتعين عليه التحلي بالصبر. بوسكيتس يتقدم في العمر بالفعل رغم أنه يواصل اللعب بنفس الجودة كما هو الحال دائمًا في الملعب".
وأتم "فلسفة برشلونة ليست جديدة بالنسبة لدي يونج، فهو لديه أسلوب مختلف عن بوسكيتس، يتعين على زملائه في الفريق التأقلم معه، ما هو واضح هو أن لديه موهبة لم أراها منذ فترة طويلة، أنا مقتنع بأنه سينجح في النهاية مع البارسا".
من الواضح أن بوسكيتس سيكون مفتاح تطوير دي يونج في النادي الكتالوني، حيث يتنافس الاثنان حاليًا على مركز لاعب الوسط المركزي المتاح في تشكيل فالفيردي المفضل 4/3/3.
على الرغم من أن مركزه في برشلونة يتعرض الآن لضغوط أكبر، إلا أن اللاعب الدولي الأسباني يصر على أن دي يونج لديه الموهبة التي تؤهله للنجاح في الكامب نو.
وقال بوسكيتس "يجب عليه التأقلم على أساليب اللعب الأخرى غير تلك التي عرفها في أياكس. لكنه سيكون لاعبًا رائعًا سواء في الوقت الحالي أو بالمستقبل، ويملك القدرة ليكون أحد الأفضل على الإطلاق".
بالتأكيد فإن فالفيردي يحتاج إلى جهوده بل أن برشلونة ككل سيصل لأقصى درجة من النجاح إن ساعد دي يونج بترجمة أقصى قدر من إمكانياته المتوقعة إلى حقائق على أرض الواقع.