LASK CCTV GFXGetty/LASK/Goal

تجسس "صناعي" وتدريب عكس القوانين: كرة القدم النمساوية تشهد دراما مختلفة بسبب كورونا

ترددت العديد من الأسئلة حول العودة المقترحة لكرة القدم بعد أزمة فيروس كورونا، تتعلق بمدى الآمان للاعبين والمدربين، وهل من الصحيح أخلاقيًا أن تُلعب الرياضة في ظل الجائحة؟ كيف يمكن أن تتأقلم اللعبة على وضعها بدون جماهير؟

ومع ذلك، كانت مسألة النزاهة أحد القضايا الرئيسية من الناحية التنافسية، سواءً عندما يتعلق الأمر بالملاعب المحايدة أو حساب النقاط لكل مباراة أو إذا كان الهبوط والصعود قابلين للتطبيق بعد هذا الموسم المحدود، كل دوري حول العالم تقريبًا اضطر إلى التفكير في كل هذه القضايا وإذا ما كانت الحلول عادلة للجميع حقًا.

في النمسا، سُرعت الأمور قدر المستطاع من قبل جميع الأندية حتى تكون مستعدة للعودة مجددًا إلى الحياة الكروية عند استئناف البوندسليجا النمساوية في الموعد المقترح يوم 2 يونيو المقبل.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

يوم الخميس الماضي، أصدر 11 ناديًا من أصل 12 في الدوري النمساوي بيانًا ينتقدون فيه قيام لاسك لينتس متصدر ترتيب البطولة بالتدريب الكامل وباتصال جسدي طبيعي وهو عمل يخالف المبادئ التوجيهية الحكومية بشأن كيفية السماح للأندية ببدء استعدادها لاستئناف البوندسليجا.

وجاء في البيان "من خلال هذا السلوك غير القانوني، بدت الجهود الضخمة التي بذلتها رابطة البوندسليجا والأندية لضمان صحة المشاركين في كرة القدم سخيفة، ونتيجة لذلك تعرضت مفاهيم الوقاية للخيانة".

"تؤدي هذه الفعلة إلى ميزة تنافسية واضحة للاسك لينتس مقارنةً ببقية الأندية في الدوري النمساوي، وهو أمر لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال."

فيما عقّب شتيفان رايتر، المدير الرياضي لريد بول سالزبورج، المنافس الأول للينتس على لقب البوندسليجا "لقد صدمنا وذهلنا من الطريقة التي عمل بها لينتس، لقد عملنا مع بعضنا البعض بجد على الاقتراحات لمدة شهور، من الواضح أنه ليس كل الأندية والأفراد على علم بهذه المسؤولية الكبيرة".

كان لاسك لينتس هو النادي الأخير الذي لعب على مستوى النخبة في كرة القدم قبل توقف النشاط بسبب كورونا، عندما التقى مع مانشستر يونايتد في الدوري الأوروبي وتلقى هزيمة ثقيلة بخماسية نظيفة يوم 12 مارس الماضي.

LASK Manchester United 2019-20Getty Images

وصول لاسك لينتس إلى دور الـ16 من الدوري الأوروبي مع الموسم المميز محليًا هو أمر خرافي حقًا عندما تعلم أن هذا النادي كان في الدرجة الثالثة النمساوية منذ 8 سنوات فقط وكان قاب قوسين أو أدنى من الانقراض نهائيًا.

لقب الدوري الوحيد الذي حققه لاسك يعود لعام 1965، ولكن هذا الموسم استفادوا كثيرًا من انخفاض مستوى المنافس سالزبورج بعد بيع إيرلينج هالاند، ليصلوا إلى صدارة الترتيب بفارق 3 نقاط في مرحلة الإقصائيات المحددة لبطل الدوري.

سايمون كلارك، إعلامي نمساوي قال لجول "لقد كان موسم الأحلام بالنسبة للاسك حتى هذه المرحلة. كانوا مشجعو كرة القدم سعداء برؤية نادٍ آخر يتحدى هيمنة سالزبورج على قمة الترتيب، وقد فاز سالزبورج بـ6 ألقاب الدوري الأخيرة وكان لاسك أول متحدٍ حقيقي لهم في السنوات الأخيرة".

"لقد ساعد الأداء الجيد لهم أوروبيًا على هذا التنافس، فافتخر النمساويون بأن نادٍ بحجم لاسك يمكن أن يتنافس ويمثل النمسا بشكلٍ جيد."

10 مباريات فقط تفصل لاسك عن التتويج بلقب الدوري، وكان مقررًا أن تبدأ من الأسابيع المقبلة، لكن مع الأنباء المتداولة عن إمكانية تعرضهم لعقوبة قوية مثل خصم النقاط أو حتى الطرد الدوري، حلم الدوري بات في خطر استدعى المسؤولين في النادي للخروج والدفاع عن أنفسهم.

يورجن فيرنر، نائب رئيس لاسك قال في مؤتمر صحفي "قال لي طاقم التدريب أنه إذا واصلنا التدريب كما كُنّا، فلن نتمكن من اللعب إطلاقًا في غضون أسبوعين. ثم سألني المدير الفني إذا كان بمقدورنا القيام بتدريبات مكثفة، كان هذا غباء، خطأ كبير من جانبنا أود الاعتذار عنه بصدق لكل الأندية الـ11 الأخرى والجهات الراعية والجمهور بشكل عام".

"لم نرد أن نمنح أنفسنا ميزة، أردنا النظر فقط إلى صحة اللاعبين، تم اختبار اللاعبين واتباع جميع تدابير النظافة. بسبب الموقف، حاولنا التأكد من أن جميع اللاعبين لائقين، لقد كان قرارًا غبيًا."

أما فاليريان إسماعيل المدير الفني فقال "لم نعرض أي شخص للخطر، كانت أربع جلسات تدريبية فقط أردنا فيها زيادة الأمور، لقد كان خطأ، لم نرد أن نعطني لأنفسنا السبق".

ظهرت تدريبات لاسك الغير قانونية في فيديوهات أرسلتها الأندية الـ11 الأخرى إلى رابطة البوندسليجا، وجاء ذلك بعد أيام من استدعاء الشرطة إلى ملعب تدريب النادي بعد شكاوى من أن اللاعبين لم يحافظوا على المسافة المحددة من بعضهم البعض ويمارسون التدريبات في مجموعات أكبر، رغم أن ذلك لم يعد انتهاكًا في ذلك الوقت.

لكن الكيفية التي ظهر التدريب عليها في الفيديوهات ما زاد من إثارة الأمر، ليخرج لاسك بيانًا رسميًا يقول فيه أنه ضحية "التجسس الصناعي".

EMBED ONLY LASK CCTV footage

"في الساعات الأولى من يوم الأربعاء 13 مايو، تم اقتحام المنطقة المحيطة بملعب رايفايزين آرينا وتم تركيب كاميرات بشكل غير قانوني" جاء في البيان مرفوقًا بالصورة الموجودة أعلاه.

وأضاف أندرياس بروتيل، المدير الإداري للنادي "نظرًا لأن هذه هي الحادثة الثانية المشابهة في وقت قصير جدًا، فقد قررنا الذهاب للصحافة، لقد صُدمنا من أنه من الواضح أن هناك طرف ثالث  على استعداد لاستخدام الإجرام لاقتحام مباني النادي من أجل الانخراط في التجسس الصناعي علينا".

إن التجسس على الدورات التدريبية للفرق الأخرى ليس شيئًا جديدًا، فلا يزال مشجعو ليدز يونايتد يتذكرون  الجدل المحيط بتجسس ناديهم بقيادة المدرب مارسيلو بيلسا على تدريبات ديربي كاونتي في يناير 2019، لكن على صعيد النمسا، فإذا ثبتت مزاعم لاسك بخصوص التجسس، فستكون هناك الكثير من الأسئلة في حاجة إلى الإجابة حقًا.

كلارك عاد مجددًا وقال "كان رد الفعل في النمسا سلبيًا للغاية، ليس فقط من وجهة نظر رياضية بل من وجهة نظر أخلاقية أيضًا. من منظور كرة القدم، فإن ما حدث يلطخ قصة من أفضل قصص الكرة النمساوية في الفترة الأخيرة وأغرقت الدوري النمساوي الذي كان يواجه ضغطًا كبيرًا سياسيًا واجتماعيًا بشأن أن يُستأنف".

في الوقت الحالي، سيتم النظر في القضية المرفوعة ضد لاسك من قبل مجلس الشيوخ - وهي اللجنة التي تشمل مسؤولياتها إصدار عقوبات بسبب خروقات القواعد -. الآن، سُمح للفرق باستئناف التدريبات باتصال كامل وتقليدي قبل عودة كرة القدم في غضون أسابيع، وعند العودة سيكون واضحًا إذا ما كان لاسك قد حصل على ميزة غير عادلة بالتدرب مبكرًا.

إعلان