إذا كنت من عشاق الدوري الإنجليزي الممتاز، فعلى الأرجح، كان إعلان الألماني يورجن كلوب بإنهاء رحلته مع ليفربول، بمثابة خبر حزين للغاية لما قدمه هذا العبقري للمسابقة ولأنك ستفتقد بالطبع للصدام الشهير بينه وبين غريمه الأزلي بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي.
اضغط هنا لتحميل تطبيق TOD TV من متجر جوجل أو أبل
كلوب الذي لم يكن له نصيب كبير كلاعب، صنع لنا أحد أفضل المشاريع التي خرجت للملاعب في السنوات الأخيرة وهو "إحياء ليفربول" وإعادة البريق لهذا النادي العملاق الذي انتفض من تحت الرماد واستعاد هويته كبطل ومنافس شرس على كل البطولات الكبرى.
وفي أثناء ذلك، كانت مواجهات كلوب مع جوارديولا، حافلة بالإثارة والصراعات التكتيكية، لكن حانت اللحظة التي سيتوقف فيها هذا النزال مؤقتًا، حيث يرى الألماني أنه حان وقت الحصول على راحة والتفكير في مشروع جديد، وهو ما مثل صدمة لعشاق الريدز.
من سيحمل إرث كلوب الضخم؟
ورغم ذلك سيترك كلوب إرثًا ضخمًا لمن سيخلفه في ليفربول، وقد يكون موسم الوداع استثنائيًا، إذا سارت الأمور وفقًا لما يخطط له النادي الذي يحلم برباعية تاريخية بدأت قطع شوطًا كبيرًا منها بتحقيق كأس الرابطة قبل أيام بينما يسير الفريق بشكل مثالي في البريميرليج وكأس الاتحاد والدوري الأوروبي.
المباراة التالية
وبات السؤال الذي يشغل عقول الجميع، وليس عشاق ليفربول فقط، هو من سيخلف كلوب في هذا المقعد، الذي لن يكون مفروشًا بالورود على عكس ما يتخيل البعض، بل إنه مليء بالأشواك لأن المدرب المرتقب سيتسلم مشروعًا ناجحًا بالفعل ويحتاج إلى من يحافظ على ما حققه يورجن وفريقه المعاون.
وفي هذا الصدد خرجت الترشيحات المختلفة عن خليفة كلوب، مثل تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن الذي يأتي في مقدمة المرشحين، لكن من بين المرشحين أيضًا كان هناك اسم ليس غريبًا على مسامع جماهير الريدز، وهو بيب ليندرز المدرب المساعد ليورجن كلوب وأحد المساهمين في نجاح مشروعه.
من هو بيب ليندرز؟
المدرب الهولندي الشاب صاحب الـ41 عامًا، هو المساعد الأول ليورجن كلوب وسطع نجمه كثيرًا في الموسمين الماضيين على التحديد، حيث منحه المدرب الألماني صلاحيات كبرى سواء في إدارة الأمور الفنية داخل الفريق أو في الظهور بالمباريات والمؤتمرات الصحفية.
ليندرز من الأسماء التي لا تعرفها الجماهير، حيث أنه لا يمتلك سيرة معروفة كلاعب كرة قدم، لكنه عمل في أكاديمية ليفربول بدءًا من 2015، بعد مسيرة تدريبية بدأت في قطاعات الناشئين بآيندهوفن الهولندي وبورتو البرتغالي.
ووجد كلوب ضالته في الفتى الهولندي الشاب، بعدما اختلف كثيرًا مع معاونه السابق زيليكو بوفاك، ليقرر تصعيده من الأكاديمية في صيف 2015 ويعتمد عليه في مهام كثيرة داخل الفريق.
ويمتلك ليندرز قدرات جيدة في تحليل الأداء، حيث كان أحد فريق التحليل في صحيفة "ذي أثليتك"، وله مقالات عديدة تبرز شخصيته التدريبية وتكشف عن موهبة قادمة في عالم التدريب.
حلم الرجل الأول
تحدث ليندرز في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة ليفربول وتشيلسي الأخيرة عن تأييده لقرار يورجن كلوب بنهاية مشواره مع ليفربول خلال الصيف المقبل، لكنه أيضًا ألمح إلى رغبته في أن يكون الرجل الأول خلال المستقبل القريب، مؤكدًا أنه كلف وكيله بمناقشة العروض.
وعلى الفور، خرجت التقارير الصحفية لتؤكد أن ليندرز على طاولة عدد من الأندية الأوروبية أبرزها أياكس أمستردام، الذي يرغب في الاستعانة بالمدرب الهولندي الشاب صاحب التجربة الناجحة وتلميذ كلوب النجيب لإنقاذ موسم الفريق، الذي تراجع إلى المركز الخامس في الدوري بفارق 29 نقطة عن أيندهوفن المتصدر.
لهذا لن يكون مستبعدًا على الإطلاق أن نرى ليندرز قريبًا كرجل أول في الدوريات الأوروبية الكبرى، وإذا سار على خطى أستاذه كلوب، فما هي إلى سنوات وسنراه يعود مرة أخرى إلى ليفربول لكن هذه المرة على رأس الجهاز الفني.
ليندرز على طريقة أرتيتا؟!
وإذا كانت تجربة جوارديولا ومساعده السابق ومدرب آرسنال الحالي ميكيل أرتيتا، واحدة من النماذج التي يضرب بها المثل في نقل الخبرات بين التلميذ والأستاذ، فإن ليندرز يشار له بالبنان الآن على أنه سيكون أفضل خليفة لكلوب في المستقبل القريب.
وإذا أراد ليندرز أن يسير في نفس طريق أرتيتا، فهو أمام تحدٍ أصعب بكثير، لأنه لا يملك ثقة الجماهير التي رأت ميكيل يصول ويجول في الملاعب مع آرسنال وبرشلونة، وهذا عامل مهم يجب أن يضعه بيب في حساباته، فطريقه لن يكون مفروشًا بالورود وستكون هذه إحدى نقاط الضعف التي يجب أن يتغلب عليها.
مورينيو والرجل الثاني والطيور المهاجرة.. بدلاء كلوب المحتملين في ليفربول
مشروع آرسنال غير
العامل الآخر، يرتبط بطبيعة المشروع نفسه فأرتيتا الذي خرج من تحت يد جوارديولا وشرب من خبراته في أكبر الدوريات العالمية، تولى مهمة آرسنال وهو شبه منهار.
.jpg?format=pjpg&auto=webp&width=3840&quality=60)
وعانى الجانرز من تجارب فاشلة لأوناي إيميري ومن قبله سنوات السقوط الأخيرة لآرسين فينجر، لذلك حصل على الفرصة كاملة وتحملت الجماهير نكبات موسمه الأول حتى صنع هوية للفريق وبات الآن منافسًا شرسًا على أكبر البطولات.
أما ليندرز ففي حال فكر ليفربول في الاستعانة به، وهو بالفعل من الخيارات التي عرضت، لن يكون من السهل على الجماهير تقبل أي فشل لأنه يتولى بالفعل مشروع ناجح وقوي وله قوام واضح.
فرصة خلافة كلوب قائمة وبقوة!
لا شك الآن أن ليفربول لديه قائمة محتملة للتعاقد مع مدرب مستقبلي، يتصدرها الألماني تشابي ألونسو، حيث قدم النادي بالفعل عرضًا إلى وكيله للتعاقد معه في الموسم المقبل، بعد الأداء والنتائج المميزة التي قدمها نجم ليفربول وريال مدريد السابق مع باير ليفركوزن.
لكن الأمور لن تسير دائمًا على هوى إدارة الريدز، خصوصًا أن ألونسو كان قد تحدث في أكثر من مناسبة عن استكمال مهمته مع ليفركوزن لموسم إضافي، كما أن هناك منافسين أقوياء لليفربول من أجل الفوز بخدمات المدرب الواعد، وأبرزهم بايرن ميونخ، ريال مدريد وبرشلونة.
لذلك قد يكون ليندرز مرشحًا وبقوة لقيادة ليفربول في الفترة المقبلة، ولما لا فهو أكثر من يحفظ طريقة عمل كلوب ويعرف خبايا مشروعه للمستقبل القريب، كما أنه تشبع بالحمض النووي للريدز ولن تكون مغامرة كبرى إذا تمت الاستعانة به.