خسر الهلال صراع التعاقد مع أندرسون تاليسكا مع النصر، وعوضه بالتوقيع مع ماتيوس بيريرا صانع ألعاب وست بروميتش ألبيون في صفقة تاريخية في الدوري السعودي، ومنذ وصول اللاعبين اشتعل بينهما صراح خفي سواء في الإعلام أو بين الجماهير أو على أرض الملعب.
الصراع بين اللاعبين بدأ بعدد مشاهدات الفيديو الخاص بتقديم كل منهما عبر تويتر، ومن ثم تحول الثنائي إلى "ميسي ورونالدو" الدوري السعودي، وذلك لأن اللاعبين يمتلكان الجودة المطلوبة لقيادة عملاقي العاصمة نحو الألقاب والإنجازات.
اليوم وبعد 21 جولة من الدوري السعودي وقبل مواجهة الفريقين في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين يتضح جليًا أن تاليسكا هزم بيريرا داخل وخارج الملعب بالضربة القاضية، إذ استطاع فرض نفسه نجمًا فيما مازال مواطنه يكافح لإقناع الجمهور الأزرق بجودته وقدرته على تقديم الإضافة للهلال.
اقرأ أيضًا | قبل ديربي الهلال والنصر .. ماذا حدث في 8 مواجهات سابقة بين دياز وروسو؟
تاليسكا .. معاناة ثم إقناع، وتصريحات غريبة
عانى صاحب الـ27 عامًا في بداية موسمه مع النصر، لم يُوظف بالشكل المناسب لقدراته، طُلب منه أن يكون صانع ألعاب الفريق ولم يستطع تنفيذ ذلك، لم يصنع الأهداف والفرص لزملائه واستغل أي فرصة للتعبير عن ذاته وإحراز الأهداف.
تغيرت الأمور فيما بعد، فرض تألق اللاعب وقدرته على إحراز الأهداف نفسه على المدربين الذين عملوا معه، أقنعهم بضرورة استخدامه كمهاجم متحرك خلف المتمركز وليس كصانع لعب، أو كلاعب وسط مهاجم يتقدم من الخلف للأمام ليستغل تميزه في الكرات الهوائية والتسديدات من بعيد.
دخل تاليسكا تدريجيًا منظومة النصر الهجومية وأصبح العنصر الأهم فيها، خاصة بعد رحيل عبد الرزاق حمدالله، وقد ساعدته شخصيته القوية على إثبات نفسه داخل غرفة الملابس كذلك، وأحبه الجمهور ورآه بطل الفريق الجديد بعد انتهاء عصر الهداف المغربي.
المرتبة التي وصل لها تاليسكا لدى جماهير النصر والدور القيادي الذي لعبه في غرفة الملابس للخروج من أزمة تراجع النتائج ورحيل حمدلله جعلاه يرتكب خطأً كبيرًا، وهو خروجه بتصريحات إعلامية ضد زميله السابق، حمدالله، والكشف عن العديد من أسرار غرفة الملابس وعلاقة زملائه ببعضهما البعض.
هذا الأمر كلفه فقدانه تركيزه في مباراة الاتحاد، وقد دفع ثمن ذلك بمغادرة الملعب بالبطاقة الحمراء بعد الاعتداء على برونو هنريكي، لكن هذا لا يمنع أبدًا الدور المهم جدًا لتاليسكا في عودة الفريق العاصمي القوية وتحقيقه سلسلة من الانتصارات أعادته ولو نسبيًا لصراع اللقب مع الاتحاد والشباب والهلال.
بيريرا .. هدف وحيد وحضور ضعيف، هل ظلمه جارديم؟
إدارة الهلال بقيادة فهد بن نافل قدمت تضحية مالية كبيرة للتعاقد مع بيريرا، وقد ظنت أنه اللاعب القادر على رفع جودة الفريق لمستوى آخر، ولكن هذا لم يحدث للأسف.
بيريرا ورغم لعبه 21 مباراة مع الهلال في مختلف بطولات الموسم لم يستطع حتى الآن تقديم الإضافة المطلوبة، قدم لمحات جميلة في بعض المباريات مثل هدفه الوحيد بالقميص الأزرق ضد الجزيرة الإماراتي في كأس العالم للأندية، لكن هذا ليس كافيًا بالتأكيد.
الهلال ساعد بيريرا كثيرًا كي يُفيد الفريق، مُنح العديد من الفرص رغم أنه لم يُقدم الأداء المطلوب وربما كان غيره من زملائه أحق باللعب أساسيًا منه، لكن إنتاج اللاعب كان ضعيفًا للغاية .. هدف وحيد و10 تمريرات حاسمة خلال 21 مباراة!
الأهم أن بيريرا لم يستطع مساعدة الهلال فرديًا، لم يُنقذه في مباراة كان مستواه فيها سيئًا، لم ينجح في الاختبارات الصعبة، إذ لم يُسجل أو يصنع أي هدف ضد الكبار في الدوري السعودي، وقد توج سلبيته تلك بتهوره الغريب خلال مواجهة الأهلي في مونديال الأندية.
يقول المدافعون عن بيريرا أنه ظُلم مع جارديم، لأن أسلوب لعب المدرب البرتغالي لا يُناسبه وأنه لم يُحسن توظيفه بالشكل الذي يُخرج منه أفضل ما لديه! ربما هذا الحديث صحيحًا، لكن جارديم رحل الآن وسيكون البرازيلي في اختبار الحقيقة خلال عمله تحت قيادة رامون دياز.
تاليسكا × بيريرا .. رقميًا، نجم النصر يفوز بالضربة القاضية
الأرقام تنصر تاليسكا تمامًا على مواطنه، خاصة الرقم الأهم وهو الخاص بالأهداف، إذ ترك نجم النصر بصمته على 16 هدفًا في الدوري السعودي فيما كان نصيب لاعب الهلال 7 أهداف فقط لم يُسجل أي منها.
الغريب أن أرقامهما في صناعة الفرص متقاربة كثيرًا، إذ صنع بيريرا 20 فرصة في الدوري، فيما صنع تاليسكا 15 .. رغم أن الأول يلعب صانع ألعاب صريح بعكس الثاني الذي بدأ يتحول إلى تريكوارتيستا.
فنيًا ورقميًا وحتى إعلاميًا وجماهيريًا .. تاليسكا تفوق تمامًا على بيريرا، والجماهير الزرقاء تُدرك ذلك تمامًا وتعترف به، وتمنى النفس بأن تكون عودة دياز بداية انطلاقة جديدة للبرازيلي مع الفريق.